الدراسات البحثيةالمتخصصة

مناهج وطرق البحث العلمي بين النظرية والتطبيق المنهج والأسلوب الاحترافي

اعداد : د. فؤاد حسن هبه – استاذ الإدارة العامة المساعد – جامعة الحديدة – اليمن

  • المركز الديمقراطي العربي

 

تقديم:

هناك من يسأل ما الجديد الذي يمكن اضافته في حقل المعرفة البحثية؟ ونحن في مرحلة متقدمة من التطور التكنولوجي متمثلة في الشبكة العنكبوتية (النت) فبإمكان الفرد منا بضغطة زر على مواقع النت أن يجد كل ما يرغب به، ليس هذا فحسب بل آلاف الصفحات التي كتبت حول موضوع البحث العلمي!

ويأتي إصدار هذا الكتاب الذي يحمل عنوان:(مناهج  البحث العلمي وطرقه بين النظرية والتطبيق ،المنهج والأسلوب الاحترافي)، ليسهم في تقديم فكرة جديدة في نطاق نقدم فيه كل شيء متاح بسهولة وبنتيجة تراكمية بعد اطلاعنا على العديد من الكتب البحثية التي تزخر بها المكتبة العربية في المشرق والمغرب وأيضا مواقع الانترنت،  ويمكن القول إن ذلك صحيحا ولكن ما يميز هذا الكتاب هو  أنه يضم خلاصة ما تم كتابته في المراجع المكتبية وكذلك مواقع النت ولكن بصورة تختلف وأسلوب شيق وخبرة تراكمية في مجال البحث العلمي؛ وأيضا اختلافنا حول المنهجية التي يكتب بها البحث العلمي؛ فهناك من يرى أنه يحق للباحث استخدام أكثر من منهج في كتابة بحثه وهذا سيتم مناقشته في ثنايا هذا الكتاب بعد استعراض أهم المناهج البحثية في كثير العديد من الدراسات.

بداية يمكن القول :

يجب على أي باحث يريد أن يصبح باحثا محترفا المرور بمرحلتين هما:

أولا: مرحلة التقليد أو المحاكاة.

ثانيا: المرحلة الاحترافية (وهي المرحلة التي نستهدفها في كتابنا)

فمرحلة التقليد أو المحاكاة، تتمثل في كتابة بحث معين كمتطلب دراسي في إحدى مراحل الدراسة الجامعية، أو بحث دراسات عليا أو رسالة ماجستير، وتتصف هذه المرحلة بكونها تشابه إلى حد ما أي دراسة أخرى مشابهة تحمل العنوان نفسه ولكن كدراسة تطبيقية تختلف اختلافا بسيطا عن الدراسات السابقة من حيث: تغيير في بلد الدراسة، او اضافة قطاع او معادلة رياضية لم تحتويها الدراسة السابقة، او تغيير اسم فصل او مبحث معين. على الرغم من التشابه والتطابق الكبير او الاستنساخ للدراسة السابقة. وهذا النوع من الدراسات لا تؤدي إلى تحقيق فؤائد علمية للباحث سوى حصوله على مؤهل دراسي.

أما المرحلة الاحترافية، فهي قيام الباحث بكتابة بحث علمي مميز وفكرة جديدة ومشكلة بحثية تلامس واقعه الميداني.

وفي كلا المرحلتين نجد أن الباحث لابد له من الاستعانة قبل وفي أثناء إعداد بحثه من الآتي:

أولا: الدراسات السابقة: ويستفيد منها الباحث (المتدرب) في صياغة العنوان والمشكلة البحثية والفرضيات والأهمية والأهداف وتقسيم بحثه وكيفية إجراء الدراسة الميدانية وعملية توثيق المراجع وطريقة ترتيبها.

ثانيا: الصياغة والمراجعة اللغوية: وهي مرحلة مهمة يصل إليها الباحث من خلال التدريب على عملية الاقتباس المباشر وغير المباشر.

أمور هامة على الباحث الأخذ بها

  • اختيار المشرف الجيد
  • اختيار المراجع اللغوي الجيد
  • اختيار المختص في الاحصاء من أجل تحليل البيانات
  • اختيار المختص في الحاسوب من أجل إخراج البحث بالشكل المطلوب

مهارات مطلوبة يجب على الباحث إتقانها

  • الاقتباس
  • التوثيق
  • مواصفات الطباعة 

نماذج تدريبية : 

أولا: دراسة الدكتور عبد العزيز محمد المخلافي، متطلبات تطبيق إدارة المعرفة في جامعة صنعاء، المنشورة في مجلة كلية التجارة والاقتصاد- العدد (47) – مارس 2017م.، ص ص: 59-130.

مشكلة الدراسة:

ما واقع تطبيق إدارة المعرفة بجامعة صنعاء، وما مدى توافر متطلبات تطبيقها في جامعة صنعاء؟ وتتطلب الإجابة عن السؤال الرئيس الإجابة عن الأسئلة الفرعية التالية:

1) ما لمقصود بإدارة المعرفة، وما أهميتها، وأهدافها ومبررات التحول إليها، وما هي عناصرها في الفكر الاداري المعاصر؟

2) ما مدى توافر متطلبات تطبيق إدارة المعرفة في جامعة صنعاء؟

3) ما واقع تطبيق إدارة المعرفة بجامعة صنعاء؟

أهمية الدراسة:

1- يمكن اعتبار هذه الدراسة كمصدر للباحثين والدارسين الذين يودون التعرف على متطلبات تطبيق إدارة المعرفة في جامعة صنعاء، كما وأنها قد تشكل نقطة انطلاق للباحثين لإجراء المزيد من البحوث في هذا المجال.

2- تزايد أهمية هذه الدراسة في ظل محدودية الدراسات التي تناولت موضوع، إدارة المعرفة في مؤسسات التعليم العالي، إذ مازال هذا المفهوم لا يحظى بالاهتمام الكافي من قبل الباحثين والمهتمين والممارسين في مؤسسات التعليم العالي المحلية، وبالتالي ستسهم هذه الدراسة في إثراء المكتبة اليمنية في هذا الجانب.

3- قد تسهم نتائج هذه الدراسة من خلال تحديد واقع تطبيق متطلبات إدارة المعرف جامعة صنعاء – تطوير النظام الإداري بالجامعات، مما يؤدي إلى زيادة كفاءة الجامعة في إرضاء المستفيدين

4- تسعى هذه الدراسة إلى الارتقاء بالأداء الإداري من خلال الاستغلال الأمثل للمعرفة وإدارتها، ومن خلال توليد وتخزين ومشاركة وتطبيق المعرفة، وبيان علاقة إدارة المعرفة بالعمليات الإدارية وتحسين جودة التعليم.

أهداف الدراسة:

تسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية:

1-توضيح مفهوم إدارة المعرفة وأهميتها وأهدافها ومبررات التحول إليهـا ومبادئ عناصرها في الفكر الإداري المعاصر.

2-التعرف على مدى توافر متطلبات إدارة المعرفة في جامعة صنعاء.

3-معرفة واقع تطبيق إدارة المعرفة في جامعة صنعاء.

4- دراسة العلاقة بين متطلبات إدارة المعرفة (الثقافة التنظيمية، القيادة التنظيمية، الموارد البشرية، الهيكل التنظيمي، وتكنولوجيا المعلومات) وتطبيق إدارة المعرفة جامعة صنعاء.

5- تقديم مجموعة من التوصيات والمقترحات حول متطلبات إدارة المعرفة في جامعة صنعاء والتي من شأنها أن تعمل على تطوير الأداء والتحسين المستمر.

فرضيات الدراسة:

الفرضية الرئيسية: توجد علاقة ذات دلالة إحصائية عند مستوى دالة(a≤0.05)

بين متطلبات تطبيق إدارة المعرفة وتطبيق إدارة المعرفة في جامعة صنعاء. وتنبثق منها الفرضيات الفرعية الآتية:

1) توجد علاقة ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (a≤0.05)

بين الثقافة التنظيمية وتطبيق إدارة المعرفة في جامعة صنعاء.

2) توجد علاقة ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة

(a≤0.05) بين القيادة التنظيمية وتطبيق إدارة المعرفة في جامعة صنعاء.

3) توجد علاقة ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (a≤0.05) بين الموارد البشرية وتطبيق إدارة المعرفة في جامعة صنعاء.

4) توجد علاقة ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (a≤0.05) بين الهيكل التنظيمي وتطبيق إدارة المعرفة في جامعة صنعاء.

5) توجد علاقة ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (a≤0.05) بين تكنولوجيا المعلومات وتطبيق إدارة المعرفة في جامعة صنعاء.

منهجية الدراسة واجراءتها:

استخدم الباحث المنهج الوصفي لوصف وتقييم واقع ” متطلبات تطبيق إدارة المعرفة في جامعة صنعاء”.   استخدم الباحث في هذه الدراسة أسلوب الحالة لجامعة صنعاء لتحقيق أهداف الدراسة وذلك في ضوء مشكلة الدراسة وأهدافها. فقد اتبع الباحث الخطوات الآتية:

1-مسح وتحليل الادب المتعلق بموضوع الدراسة والذي يقع في مجالها، لاستقراء مفهوم إدارة المعرفة واهميتها وفوائدها، ومتطلبات تطبيقها.

2- تحليل الدراسات ونتائجها التي تبين كل متطلب لتطبيق إدارة المعرفة، بحسب ما حدده الباحث.

3-تحليل نتائج المسح الميداني الذي أجراه الباحث.

ثانياً: الدراسة المقدمة من الدكتور أحمد محمد الماوري، التحديات الإدارية التي تواجه عملية التحول نحو النظام الفيدرالي في الجمهورية اليمنية، المنشورة في مجلة كلية التجارة والاقتصاد- العدد (47) – مارس 2017م.، ص ص : 131174.

مشكلة الدراسة:

ماهي التحديات الإدارية التي تواجه عملية التحول نحو النظام الفيدرالي في الجمهورية اليمنية؟

أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على واقع جهاز الإدارة العامة في الجمهورية اليمنية والتعرف على أهم التحديات المرتبطة به والتي تواجه عملية التحول نحو النظام الفيدرالي، مع تقديم عدد من التوصيات اللازمة في هذا المجال.

أهمية الدراسة:

– تتزامن هذه الدراسة مع التحولات الكبيرة التي تشهدها الجمهورية اليمنية، وخاصة تنامي الدعوات بالتوجه نحو تبني النظام الفيدرالي، وتقسيم اليمن إلى عدة أقاليم كأحد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وما يتطلبه ذلك من إجراء دراسة تقييمية لوضـع الإدارة العامة الحالي في اليمن، ومعرفة مدى ملاسته للتحـول المطلوب، من أجل مراعاة ذلك وأخذه في الاعتبار عند العمل على بناء أجهـزة إدارة الأقاليم، والعمل على عدم تكرار أوجه الخلل فيها من أجل ضمان نجاح التحول وتحقيق تطلعات المواطنين وتلبية احتياجاتهم من خلال عدة ورش عمـل حـضـرهـا الباحث لاحظ أن عدداً مـن قـيـادات الجهاز الإداري يتحدثون عن أن الجهاز الإداري في اليمن بعد تنفيذ الإصلاحات الإدارية خلال الفترة 2000- 2010م ، وكـذا تنفيـذ قـانـون السلطة المحلية، قد أصـبـح لـديـه مـن الخـبرة والجاهزية مـا تمكنـه مـن مواكبة التحول نحـو النظام الفيدرالي الذي نصت عليـه مخرجات الحوار الوطني، ولذا فإن دراسة واقع الجهاز الحالي تمثل ضـرورة مـن أجـل تقديم صورة عن وضع الإدارة العامة في الجمهورية اليمنية والتعرف على التحديات والمتطلبات الضرورية اللازم القيام بها لإعداد جهاز الإدارة العامة للتحول نحو النظام الفيدرالي

منهجية الدراسة:

-نظراً لطبيعة الدراسة وتشعب أبعادهـا فقـد تم الاعتماد علـى نـوع مـن التكامـل المنهجي، حيث يستخدم المنهج التاريخي في تتبع جهاز الإدارة العامة وجهود الإصلاح الإداري التي تمت منـذ تحقيق الوحدة اليمنية وحتى الوقت الحالي، كمـا تمـت الاستفادة من المنهج البيئي في تناول بيئة جهاز الإدارة العامة، وتم استخدام المنهج الوصفي عند وصف واقع جهاز الإدارة العامة بمختلف مكوناته. – اعتمدت الدراسة على المصادر المكتبية، مـن خـلال مراجعة وتحليل الدراسات السابقة والأدبيات المتعلقة بموضوع الدراسة، وكذلك مراجعة وتحليل القوانين والاستراتيجيات والخطط والوثائق الرسمية المرتبطة بالموضوع.

ثالثاً: رسالة الماجستير للباحث بن درف نصر الدين: الحكومة الإلكترونية أحد محاور الإصلاح الإداري، رسالة ماجستير، جامعة عبدالحميد بن باديس، الجزائر،2020م.

اسباب اختيار الموضوع:

– القيمة العلمية للموضوع.

– حداثة الموضوع والابحاث التي تعني بموضوع الحكومة الإلكترونية.

-التطرق إلى موضوع يتعلق بالإدارة العامة.

العجز الواضح للإدارة العامة عن تحقيق الأهداف الموضوعية لها وتدني مستوى الخدمات المقدمة مما يجعل من البحث عن سبل تطوير وتحسين أداء هذه الاخير ضرورة ملحة.

– البحث عن آليات تطوير الجانب الإداري التي من شأنها ان ترفع من مستوى الأداء في الإدارة مما يمكنها من مسايرة ومواكبة التحولات والتطورات التي تعرفها الساحة الدولية واللحاق بركب الدول المتقدمة.

– محاولة المساهمة في فهم موضوع الحكومة الإلكترونية كونها وسيلة فعالة في مكافحة الفساد الاداري وتحقيق الاصلاح الاداري

– البحث عن آليات وطرق مكافحة الفساد الإداري والإصلاح الإداري العامة.

– التعرف على الواقع الحكومة الإلكترونية في الدول الغربية والعربية والجزائر على وجه الخصوص.

إشكالية الموضوع:

ومن هذا المنطلق يمكننا طرح السؤال التالي:

إلى أي مدى يمكن أن تساهم الحكومة الإلكترونية في مكافحة الفساد الاداري

وتحقيق الاصلاح الاداري؟

وتتفرع عن هذه الإشكالية التساؤلات التالية:

– ما هو مفهوم الحكومة الإلكترونية؟

– ماهي مبادئ وأبعاد الحكومة الإلكترونية وخصائصها؟

– ماهي متطلبات تطبيق الحكومة الالكترونية؟

– ماهي التجارب الرائدة في مجال تطبيق الحكومة الإلكترونية؟

ماهو المفهوم الفساد الإداري والاصلاح الاداري؟

– كيف تساهم الحكومة الإلكترونية في مكافحة الفساد الإداري وتحقيق الاصلاح الإداري؟

– ماهي ميكانيزمات الحكومة الإلكترونية في مكافحة الفساد الاداري؟

– ماهي ضمانات تحقيق الإصلاح الإداري غير تبني الحكومة الإلكترونية؟

أهداف الدراسة:

يحاول موضوع دراسة الوصول إلى الأهداف التالية:

– التعرف على مفهوم الحكومة الإلكترونية ونشأتها.

– إبراز مبادئ الحكومة الإلكترونية وأبعادها وخصائصها.

– تحديد متطلبات ومزايا وأهداف ومعوقات تطبيق الحكومة الإلكترونية.

– التعرف على مدى تطبيق الحكومة الإلكترونية في الدول الغربية والعربية ومن أبرزها الجزائر.

– تحديد مفهوم الفساد وأنواعه وأسبابه.

– تحديد مفهوم الإصلاح الإداري وأهدافه.

– توضيح إستراتيجية وطرق مكافحة الفساد وتحقيق الاصلاح الإداري في ظل

الحكومة الإلكترونية.

– التعرف على ميكانيزمات الحكومة الإلكترونية في المكافحة الفساد

المنهج المتبع:

حيث ان طبيعة الموضوع تعرض توظف المنهج الوصفي التحليلي الذي يركز على الوصف الدقيق والتفصيلي لظاهرة أو موضوع محدد للحصول على نتائج علمية موضوعية يتجلى اعتمادنا على هذا المنهج من خلال سرد ووصف وتحليل أهم خصائص وعنصر الحكومة الإلكترونية وكذلك التطرق إلى مفهومها ومتطلباتها وأهدافها ومعوقاتها. وكذلك التطرق لمفهوم الفساد الإداري وأنواعه وأسبابه وبالإضافة إلى الإصلاح الإداري وأهدافه.

كما استخدمنا هذا المنهج من خلال عرض التجارب الرائدة في مجال تطبيق الحكومة الإلكترونية وواقع التجربة الجزائرية. ان طبيعة الموضوع تعرض توظف المنهج الوصفي التحليلي الذي يركز على الوصف الدقيق والتفصيلي لظاهرة أو موضوع محدد للحصول على نتائج علمية موضوعية يتجلى اعتمادنا على هذا المنهج من خلال سرد ووصف وتحليل أهم خصائص وعنصر الحكومة الإلكترونية وكذلك التطرق إلى مفهومها ومتطلباتها وأهدافها ومعوقاتها.

وكذلك التطرق لمفهوم الفساد الإداري وأنواعه وأسبابه وبالإضافة إلى الإصلاح الإداري وأهدافه. كما استخدمنا هذا المنهج من خلال عرض التجارب الرائدة في مجال تطبيق الحكومة الإلكترونية وواقع التجربة الجزائرية.

خطوات كتابة البحث العلمي

تعني خطوات كتابة البحث العلمي بالترتيب بالخطوات التي يتبعها الباحث العلمي بأكثر الأساليب انتظامًا من أجل كتابة بحث علمي مرتب بناءً على البيانات والمعلومات والملاحظات والحقائق العلمية اللازمة لدراسة مشكلة البحث العلمي. لذا يمكن القول، إن أهم ما يحدد جودة البحث العلمي هو أن يقوم الباحث العلمي بكتابة خطوات البحث العلمي بالترتيب. حيث تتمثل خطوات كتابة البحث العلمي بالترتيب كما التالي[1]:

أولا: تحديد مشكلة البحث

أول ما يتوجب على الباحث تحديده هي المشكلة أو الظاهرة التي سيقوم بدراستها ومن ثم تحليلها، وتلك المشكلة لا بد من تعلقها بمجال الباحث حتى يتمكن من الإبداع والابتكار في حلها. وتأتي تحديد مشكلة البحث في المرحلة الاولى لتحديد الموضوع والاطار العام للبحث العلمي .

ثانيا: اختيار عنوان البحث

بعد تحديد المشكلة البحثية او موضوع البحث يأتي الدور على اختيار عنوان البحث وان يمتلك الباحث معلومات مسبقة عنه، واختيار العنوان من أصعب ما يمر به الباحث، كما يجب أن يحتوي البحث على متغير تابع ومتغير مستقل.

ثالثا: كتابة مقدمة البحث

مقدمة البحث من الأساسيات التي لا يمكن تجاهلها، وتلك المقدمة يجب أن تكون واضحة ومختصرة في نفس الوقت، مع إبراز أهمية هذه الدراسة، وقد يذكر الباحث آية قرآنية أو حديث نبوي بها، كما أنه يمكن ذكر بعض الحلول المبتكرة لتلك المشكلة بصورة مشوقة من أجل جذب القارئ.

رابعا: كتابة أهداف البحث العلمي

لابد من توضيح الهدف من هذا البحث فعلى سبيل المثال عند دراسة مشكلة جواز القاصرات الهدف الأساسي هنا معرفة الأسباب والقضاء على تلك الظاهرة.

خامسا: فرضيات أو تساؤلات البحث العلمي

يتم استخدام الفرضيات بكثرة في الأبحاث العلمية، بينما تستخدم التساؤلات في الأبحاث الاجتماعية.

سادسا: البحث عن المصادر والمعلومات

وهنا تبدأ رحلة البحث عن المصادر والمعلومات للبحث التي تنقسم إلى جزئين هما:
أ- الكتب والمراجع والمقالات والنشرات العلمية وأقوال الخبراء بعد التأكد من مصادرها.
ب- عينات الدراسة التي تناسب مادة البحث.

سابعا: اختيار منهج البحث

مصطلح علمي يشير من حيث المفهوم إلى نوعية المناهج التي يعتمد عليها الباحث لتحليل مشكلة البحث الذي يقوم بإعداده أو الذي أعده وانجزه[2]. المنهج العلمي للبحث تبعا لطبيعة البحث فعلى سبيل المثال الأبحاث الاجتماعية يستخدم بها المنهج الوصفي بكثرة.

ثامنا: كتابة متن البحث العلمي

بعد أن يقوم الباحث بجمع المعلومات ومن ثم اختيار المنهج المناسب يتم تجزئة المتن لعدة أبواب وفصول ومباحث مع مراعاة عدم التكرار.

تاسعا: تدوين نتائج البحث العلمي

من أهم خطوات إعداد البحث العلمي تدوين النتائج التي يجب أن تكون واضحة، فالبحث لن يستقيم بدون تلك الخطوة.

عاشرا: خاتمة البحث العلمي

وفيها يختم الباحث بحثه بشكل مختصر بعد توضيح الجهود التي قام بها.

الحادي عشر: اقتراح التوصيات

ومنها يقدم الباحث عدة اقتراحات وحلول لتلك المشكلة التي تناولها، وتلك الخطوة لا يمكن تجاهلها فهي أداة قياس لمعرفة مدى تميز الباحث وتفوقه عن غيره.

الثاني عشر: المصادر والمراجع

توثيق المعلومات التي كتبها الباحث في دراسته، من خلال وضع قائمة بالمصادر التي لجأ إليها خلال كتابة بحثه، وتحتوي على كتاب المؤلف، والعنوان، وسنة الطبعة، ومعلومات النشر، وترتب أسفل بعضها حسب الترتيب الهجائي للغة العربية.
وبهذا نكون قد ذكرنا الخطوات الاساسية لكتابة البحث العلمي ووصف مختصر لكل خطوة .

البحث العلمي

 أن البحث العلمي هو[3]:

“المحاولة الدقيقة الناقدة للتوصل إلى حلول للمشكلات التي تؤرق البشرية وتحيرها.. ويولد البحث العلمي نتيجة لحب الاستطلاع، ويغذيه الشوق العميق إلى معرفة الحقيقة، وتحسين الوسائل التي تعالج بها مختلف الأشياء” فالبحث العلمي شيء ثمين يمنح الانسان مفتاحا للتقدم الاجتماعي.

خصائص وسمات البحث العلمي [4] :

1.الموضوعية والحياد العلمي.

2.المرونة

3.إبراز ذات الباحث

4.تنوع المراجع والمصادر وحداثتها.

5.توازن أقسام البحث ويقصد به:

ثنائي (بابين، فصلين، مبحثين، مطلبين)، ثلاثي (ثلاثة أبواب، ثلاثة فصول، ثلاثة مباحث، ثلاثة مطالب).

كيف يحدد عنوان البحث[5]؟

لا يحدد عنوان البحث بسهولة إلا بعد تفكير مسبق، يخص إشكال الموضوع أولا وميدانه ثانيا، والحصول على مصادره، ومراجعه ثالثا، ووجود خطط تصورية مسبقة رابعا.

أهم شروط عنوان البحث العلمي الناجح:

1-الجدة[6] :

لا بد من أن يكون الموضوع المطروح للبحث جديدا غير مطروق كله، أو جزء منه.

2 – العنوان الواضح: يجب ان يحمل عنوان البحث العلمي كلمات ذات معاني واضحة وبعيدة عن الغموض، لأن العنوان الغامض لن يشجع القارئ على الاطلاع على البحث العلمي بل على العكس سيقوم بتجاهله.

3- عنوان موجز ومتوسط الطول: يجب أن يعبر عنوان البحث العلمي عن إشكالية البحث بصورة مختصرة، فهو واجهة البحث العلمي، وبالتالي يفترض أن لا يكون عنوان طويل من الصعب حفظه، وأن لا يكون عنوان قصير غير معبر عن موضوع البحث، فالعنوان المثالي يتراوح عادة بين السبع وحتى العشر كلمات.

4 – اختيار الكلمات السهلة الحفظ: يفترض على الباحث أن يبحث على أكثر الكلمات والمفردات سهولة عند اختيار عنوان البحث العلمي، بحيث يسمح للقارئ ان يحفظ هذا العنوان بكل سهولة ليبقى راسخاً في ذهنه.

5 – العنوان المعبر عن إشكالية البحث: يجب على الباحث اختيار العنوان الذي يعبر عن مشكلة البحث، وأن يضع عصارة فهمه للبحث بهذا العنوان الذي يعطي فكرة عامة عن المشكلة التي يعالجها هذا البحث.

6 – العنوان الشيق والابداعي والجذاب: لا بد للباحث من إظهار جانبه الابداعي في العنوان المبتكر للبحث العلمي ليثير فضول القارئ ويحفزه على الاطلاع بالبحث وقراءته.

مشكلة الدراسة أم إشكالية الدراسة؟

-المشكلة البحثية[7]:

وهي عبارة عن سؤال أو إشكالية يتمحور حولها البحث من مقدمته وفاتحته إلى خاتمته، فما البحث في حقيقته سوى محاولة الإجابة على هذا السؤال وحل إشكاليته.

– الإشكالية[8] :

هي المقاربة أو التصور النظري الذي نقرر تبنيه من أجل معالجة المشكل المطروح من خلال سؤال الانطلاق، وترتبط الاشكالية بالفترة التي يواجه فيها الباحث عقبة أو صعوبة، تولد لديه حيرة وقلق دائمين. وتجدر الإشارة هنا، الى أن المشكلة تتميز، من حيث العمق والتعقيد عن الإشكالية والإشكالة: حيث إن:

– المشكلة:

هي التي ترتبط بالظواهر البسيطة أو المعقدة نسبيا، بحيث، إن حلولها غالبا ما تكون نهائية، كما هو الأمر بالنسبة لبعض الظواهر الطبيعية (تبخر الماء، تمدد المعادن…).

الإشكالية: تتعلق أساسا بالظواهر الاجتماعية والنفسية والتربوية والسياسية…، ذلك أن حلولها، غالبا ما تكون مؤقته، لكونها تتسم بالتطور والدينامية، فعوامل ظاهرة الفشل الدراسي في الستينيات او الثمانينيات، ليست هي نفسها الظاهرة في وقتنا الحالي.

-الإشكالة:

يمثل هذا المستوى من الظواهر أرقى وأعقد الظواهر الطبيعية والاجتماعية والنفسية….، لكونها لا توجد لها حلول نهائية او مؤقته، بل حلولها غالبا ما تتم بشكل بنائي تكويني متدرج، لا يتم التوصل اليها، إلا عبر مجموعة من التراكمات المعرفية التي تحدث قطيعة ايستمولوجية بينها وبين ما سبقها من معارف، كما هو الامر في نظرية العصبية لابن خلدون واللاشعور لسيغموند فرويد والجاذبية لنيوتن، والنسبية لإنشتاين….

صياغة المشكلة[9] :

يمكن القول إن صياغة المشكلة تتم بطريقتين أساسيتين، هما:

1.الصياغة في شكل جملة أو عبارة (الحوافز المادية وأثرها في أداء العاملين في المنظمة).

2.الصياغة في شكل سؤال (هل تؤثر الحوافز المادية في أداء العاملين في المنظمة؟).

فرضيات الدراسة:

تعرف الفرضية بأنها حل مؤقت لمشكلة البحث العلمي، أو هي تفسير مبدئي لمتغيراتها وأسبابها وسلوكها[10] .

أهم الأسس التي يجب مراعاتها عند صياغة الفرضيات الآتي[11] :

1- الدقة والوضوح.

2-تحديد علاقة الفرضية بالمتغيرات قيد البحث.

3-إمكانية قياس الفرضية واختبارها على ضوء علاقتها بالمتغيرات. ويمكن صياغة الفرضيات على النحو الاتي:

أ-صيغة الاثبات مثل: هناك علاقة موجبة (أو سالبة) بين حضور الطلبة ومستوى الأداء في الاختبارات.

ب-صيغة النفي كأن نقول: لا يوجد علاقة بين حضور الطلبة المحاضرات ومستوى الأداء في الامتحانات.

ج-الصيغة الاحتمالية، كأن نقول: قد يؤدي حضور الطلبة للمحاضرات الى تحسين مستوى أدائهم في الاختبارات.

د-الصيغة الشرطية، كان نقول: إذا واظب الطلاب على المحاضرات فإن أداءهم سوف يتحسن في الامتحانات.

أهداف البحث[12] :

تفيد عملية تحديد الأهداف والأغراض في وضوح الرؤية أمام الباحث، وتسهم في تحديد جدوى البحث وأهميته، وإسهامات الباحث العلمية وما يمكن أن يقدمه من جديد للمعرفة الإنسانية.

ان تحديد أهداف وأغراض البحث تساعد في تحديد منهجية البحث وصياغة فرضياته بدقة.

تساعد الباحث في وضع خطة البحث وتصميمه بدقة.

تسهم في تحديد وسائل القياس والتحليل اللازمة.

تساعد على إخراج الباحث من دائرة التخطيط والعشوائية وتمكنه من الوصول إلى نتائج يمكن تقييمها على ضوء الأهداف والاغراض التجريبي

أهمية البحث [13]:

الأهمية العلمية: وتتمثل فيما يمكن أن يضيفه البحث للمجال العلمي الذي تناولته الدراسة، وفيما يمكن ان يسهم به البحث الى المكتبات العلمية والباحثين والدارسين.

الأهمية العملية: وتكمن الأهمية العملية فيما يمكن ان يقدمه البحث من حلول لمشاكل في الواقع العملي، ومدى اسهامه في تخطي العقبات والتغلب على الصعوبات التي كانت تعاني منها المنظمات والمؤسسات قبل القيام بالبحث.

الأهمية الاجتماعية والإنسانية: وتتجلى الأهمية الاجتماعية في مدى الإسهام والتطوير الذي انتفع منه المجتمع.

الأهمية الشخصية: ومنها الترقية العلمية، أو المنافع المادية والمعنوية.

حدود البحث:

تقسم حدود البحث إلى ثلاث أقسام[14]:

1-الحدود الموضوعية: يتوفر هذا النوع من الحدود في أي بحث علمي, ويكون أول نوع من أنواع الحدود مثلاً (ما مشكلات معلم المراحل الابتدائية).

2-حدود البحث الزماني[15] :

من شروط ومتطلبات وخصائص ومواصفات البحث العلمي الأكاديمي، أن يكون محددا بإطار زماني مكاني، وهذا التحديد يخضع لمعايير وأسس نابعة من مشكلة البحث وأهدافه ورؤية الباحث للموضوع.

3-الحدود المكانية: وهي تحديد مكان توفر البحث العلمي, ومثلها مثل الحدود الزمنية قد تتوفر أو لا, وهذا النوع من الحدود يعتبر الثالث من أنواع الحدود.

البناء الهيكلي للدراسة

ونعني به كيفية عرض وتوزيع المعلومات والأفكار الواردة في الدراسة من خلال مجموعة الأقسام والابواب والفصول والمباحث، إضافة الى المقدمة والخاتمة والملاحق وغير ذلك. وعلى الرغم من أن محتوى ومنهجية كل دراسة هي التي تؤثر بشكل أو بآخر في كيفية توزيع المعلومات والأفكار الخاصة بها إلا أنه قد جرت العادة في تصميم الأبحاث والدراسات وخاصة الاكاديمية، منها على نمطية محددة من حيث المراعاة في تحقيق التوازن الكمي والكيفي في هذا التوزيع، بالإضافة الى تحديد نسبي لعدد الصفحات التي ينبغي أن يضمنها المبحث والفصل والباب والقسم[16].

نتائج البحث وتوصياته[17] :

أولا- نتائج البحث

يكتب الباحث في هذه الجزئية كل نتائج البحث التي قد توصل إليها والتي ستجاوب بدورها على أسئلة البحث، ونتائج البحث إما أن تؤكد فروض البحث أو تنفيه. ويجب أن تكتب نتائج البحث بشكل منطقي وتدريجي حسب أسئلة البحث أو فروضه؛ كأن يتم كتابة السؤال الأول من أسئلة البحث ثم يتم الإجابة عليه مع ذكر الأداة العلمية والكمية والكيفية التي استخدمها الباحث، أو يكتب الفرض الأول ثم يوضح بالدليل والبرهان ما إذا تم قبوله أو لم يتم قبوله، ويمكننا القول إن نتائج البحث هي النتائج التي ينتهي إليها البحث بتفسيرها بطريقة علمية مع برهان دون تدخل الباحث بتفسيرها بشكل شخصي دون برهان.

ثانياً- توصيات الباحث

قد تصل مدة إعداد البحث إلى عدة سنوات، يعايش فيها الباحث موضوع البحث، خلال هذه المدة يقوم الباحث بقراءة الكتب والدراسات السابقة حول موضوع البحث ، بعد ذلك يكتب ويقتبس في بحثه ما يراه مناسباً ، وأحيانا يقرر أن يحذف أو يلغي ما يراه غير مناسب ، وفي بعض الأحيان يطلب الباحث مشورة من حوله من ذوي الخبرة كي يستفيد بما لديهم من خبرة في تقويم بحثه، وبهذا يتبين أن الباحث قد وصل إلى نهاية رحلته في إعداد البحث العلمي بعد معاناة كبيرة، مما يجعل الباحث أولى الأشخاص في كتابة توصيات البحث العلمي، وتنبع أهمية إبداء الباحث رأيه فيما يتعلق بالبحث العلمي في موضعين:

كتابة توصيات البحث العلمي، كونها جانب من حل مشكلة البحث.

كتابة موضوعات مقترحة للبحوث المستقبلية.

وتختلف أهمية توصيات البحث باختلاف أنواع البحوث العلمية، فإذا كان نوع البحث الذي أعده الباحث من النوع التطبيقي، فحينها تكون توصيات البحث مهمة للغاية ، أما إذا كان نوع البحث العلمي الذي أعده الباحث من النوع الأساسي الذي يسعى إلى تطوير الفكر العلمي وتنميته، فحينها تكون أهمية توصيات البحث أقل من سابقتها، ولكي يتحقق الهدف من توصيات البحث ، لا بد أن تكون ذات صلة وثيقة في نتائج البحث ، بحيث تكون توصيات البحث مستمدة بما توصلت إليه نتائج البحث.

لغة كتابة البحث:

تكتب الرسائل الجامعية والتقارير العلمية بلغة سليمة خالية من الأخطاء اللغوية والمطبعية، ويتوقع من الباحث استخدام صيغة الفعل المضارع (المستقبلي) للأشياء التي يود القيام بها كما هو الحال في مخطط البحث، واستخدام صيغة الفعل الماضي للأشياء التي قام بها كما هو الحال في الرسالة أو تقرير البحث[18].

طباعة البحث:

الحرص على خلو البحث من الأخطاء الطباعية واللغوية والفنية، وهناك بعض الضوابط الواجب اتباعها أثناء طباعة البحث وهي[19] :

1-ترك فراغ مقداره أربعة أحرف في أول كل فقرة.

2-ترك فراغ بمقدار سطر أو أقل بين كل فقرة وفقرة.

3-ترك مسافة بين الاسطر بواقع (1.1) سم.

4-الخط المطلوب عند طباعة الأبحاث والرسائل الجامعية على النحو الاتي:

المتن: حجم الخط (14)، ونوعه (Simplified)

الهامش: حجم الخط (12)، ونوعه (Times New Roman)

المسافة: في المتن والهامش (Single)

5-ترك المسافات المطلوبة، وعادة ما يكون ترك فراغ جانبي بمقدار(2.5سم) أعلى واسفل الصفحة، ( 4 سم) يمين الصفحة المكتوبة باللغة العربية وشمال المكتوبة باللغة الإنجليزية، (3سم) شمال الصفحة باللغة العربية ، ويمين الصفحة باللغة الإنجليزية .

6-تستخدم الأرقام العربية (1234567890) ولا تستخدم الأرقام الهندية (1234567890) للطباعة في اللغتين العربية والانجليزية [20].

مناهج البحث العلمي

أهمية المنهجية في العلوم الاجتماعية:

تتجلى أهمية منهجية البحث العلمي في العديد من الأمور التي من شانها أن تساعد الباحث على كتابة بحث علمي، على نحو كامل وشامل، إذ ترتبط أهمية منهجية الباحث العلمي في وضع الباحث العلمي للفرضيات وذلك بعد أن يقوم بجمع المعلومات والتأكد من صحتها، حيث يعتمد الباحث العلمي على منهج علمي واحد على الأقل من مناهج البحث العلمي وذلك بناء على نوعية المشكلة التي يتناولها الباحث العملي في بحثه[21].

المنهج [22]:

يقصد بالمنهج الطريق أو المسلك الآمن الذي يسلكه الباحث بطريقه منظمه ومرتبه قصد تحقيق غاية أو هدف محدد.

ان استعمال لفظ المنهج ارتبط أو ما ارتبط بالمنطق عند الفلاسفة اليونانيين، ومعناه مجموع الإجراءات والخطوات التي يتبعها ذهن الانسان في إدراك الواقع (المنطق الارسطى).

تحديد منهج البحث [23]:

ويقصد بذلك أن يحدد الباحث الطريقة التي سوف يسلكها في معالجة موضوع البحث. هل سيقوم بإجراء دراسة وصفية (مسح)؟ أم سيجري تجارب على الأشخاص موضوع البحث؟ أم سيقوم بدراسة حالات محدودة متعمقة؟ ومن مناهج البحث العلمي مايلي:

*المنهج الوصفي (المسح الاجتماعي).

*المنهج التجريبي.

*المنهج التاريخي.

*دراسة الحالة.

وأكثر هذه المناهج شيوعا في البحوث الاجتماعية هو المنهج الوصفي او المسح الاجتماعي الذي يعتمد على الاستبيان والمقابلة كأداتين رئيسيتين لجمع البيانات.

يوجد أنواع مختلفة من مناهج البحث العلمي، وسنوضح أكثرها شيوعا واستخداما فيما يلي:

أولا: المنهج الوصفي

يعتبر المنهج الوصفي هم أنواع مناهج البحث العلمي، ويستخدم في دراسة وتحليل الإشكاليات والموضوعات ذات النزعة الوصفية، بمعنى التي يتوافر لها معلومات بصورة غير عددية، ولا يكاد يخلو بحث علمي منه، وخاصة الأبحاث الاجتماعية.

تتمثل الخطوات المرتبطة بالمنهج الوصفي في تحديد المشكلة محل البحث، وجمع أكبر قدر من البيانات والمعلومات عنها، وفي ضوء ذلك يتم وضع فرضيات أو أسئلة تُمثل تخمينات لحلول المشكلة، وبعد ذلك تقديم الشروح، وإجراء التحليلات الإحصائية، واستخلاص النتائج والقرائن، واختبار الفرضيات؛ للتأكد من مدى الاعتمادية عليها من عدمه.

من أهم المميزات التي يتسم بها المنهج الوصفي: يكشف خبايا الظواهر الوصفية بدقة، ويدرس العلاقات بين المتغيرات، ويعتمد على التحليل والموضوعية في جمع المعلومات.

من أهم عيوب المنهج الوصفي: إمكانية التحيز في بعض الإجراءات من جانب الباحثين، وعدم التوصل لبيانات صحيحة في أحيان كثيرة.

ثانيا: المنهج التاريخي(الاستردادي):

تُعد المعرفة التاريخية لبعض الظواهر الاجتماعية على قدر كبير من الأهمية؛ من أجل فهم الواقع، ومن هذا المنطلق تظهر الحاجة للمنهج التاريخي كـأحد أهم أنواع مناهج البحث العلمي، والذي يطلق عليه كذلك مسمى المنهج الاستردادي؛ ويستهدف ترجمة العلاقات والمفاهيم، حيث إنه يُعد بمثابة استرجاع للأحداث المؤرخة الماضية، ومن أهم العلماء الذين استخدموا المنهج التاريخي في دراساتهم التي أثرت المعارف المختلفة كل من: ماكس فايبر، وابن خلدون، وكارل ماركس، وابن رشد، وساعدهم ذلك على بناء نظريات استمرت عبر التاريخ.

تتمثل خطوات المنهج التاريخي في اختيار موضوع بحثي معين، ويلي ذلك قيام الباحث بجمع المعلومات التاريخية في ظل حدود زمانية ومكانية معينة، ووضع الفرضيات المناسبة، وبعد ذلك تنقيح ونقد البيانات، والخروج باستنتاجات.

ومن أهم مميزات المنهج التاريخي: قدرته على دراسة الظاهرة في الفترات الماضية، وكذلك في الواقع، ومن ثم إعطاء مؤشرات وتنبؤات لما ستكون عليه الأوضاع في المستقبل.

ومن بين عيوب المنهج التاريخي: عدم المقدرة على تقييم البيانات التاريخية وتجريبها، كما أن هناك إمكانية لوجود معلومات خاطئة، مع وجود صعوبة في التنبؤ والتعميم في بعض نوعيات الأبحاث.

ثالثا: المنهج التجريبي:

يعتبر المنهج التجريبي من أهم أنواع مناهج البحث العلمي المستخدمة في العلوم التطبيقية على وجه الخصوص، والقاعدة الأساسية التي يعتمد عليها المنهج التجريبي هي الملاحظة الدقيقة والتجارب العملية، بما يسهم في معرفة الحقائق، والقدرة على استخراج النظريات والمُسلمات، ويتسم ذلك المنهج بموافقته لفطرة الإنسان الفضولية، ورغبته في التجريب، ولقد عُرف المنهج التجريبي منذ فجر التاريخ، واستخدمه الفلاسفة اليونانيون ثم العرب والمسلمون، وفي فترة القرون الوسطى عند الغرب.

خطوات استخدام المنهج التجريبي تتمثل في المشاهدة والملاحظة الدقيقة لظاهرة متكررة الحدوث، وبالهيئة نفسها، وتحديد المتغيرات التي تؤثر في الظاهرة، وصياغتها في فروض، ثم إجراء التجارب في ظل ظروف معينة يهيئها الباحثون، وفي ضوء ذلك يتم التوصل للحقائق.

يتسم المنهج التجريبي بقدرته على الوصول للبراهين المطلقة على عكس المنهج الوصفي والتاريخي، كما أنه يساعد في التعرف على المتغيرات البحثية، ودراسة العلاقة فيما بينها.

يُعاب على المنهج التجريبي: عدم إمكانية تعميم الاستنتاجات بالدقة المطلوبة في بعض الأبحاث، وخاصة في حالة استخدام مفردات محددة لمجتمع دراسي.

رابعا: المنهج التحليلي

يُعرف المنهج التحليلي في البحوث العلمية على أنه تفكيك للمشكلة ودراسة الجزئيات بدقة، من خلال التحليل والنقد، وبعد ذلك استعادة الهيئة الكلية الجدية مرة أخرى، واستنباط الأحكام، ومن ثم التعميم، ويُعتبر من أهم أنواع مناهج البحث العلمي.

من مميزات المنهج التحليلي: التعمق في دراسة موضوع معين، والحصول على خلاصة دقيقة، واستخراج الحلول التي تسهم في معالجة إشكالية علمية.

من أهم عيوب المنهج التحليلي: تطلبه الصعوبة في التطبيق العملي نظرًا لتطلبه خبرات كبيرة من الباحثين، كما أنه لا يمكن الاعتماد عليه بمفرده لدراسة موضوع علمي، وينبغي استخدام مناهج أخرى معه.

خامسا: المنهج الفلسفي

يُعد المنهج الفلسفي من أهم أنواع مناهج البحث العلمي، وهو على عكس المنهج التجريبي، ويستهدف الوصول لفحوى ومضامين ومقاصد تتعلق ببعض المفاهيم الشائكة، ويبدأ ذلك بالتعجب من أمر ما، والشك، ثم وضع الفرضيات أو الأسئلة العلمية، والتوصل للاستنتاجات، وهي تتمثل في مبررات منطقية.

من أهم مميزات المنهج الفلسفي: قدرته على تفسير الظواهر غير الخاضعة للنظم العددية، ولا يستطيع الباحثون دراستها كميًا.

من أبرز عيوب المنهج الفلسفي: عدم استناده على قرائن دقيقة، ومعظم الاستنتاجات قابلة للجدل والأخذ والرد من جانب الخبراء.

سادسا: منهج المسح الاجتماعي

وهو أحد المناهج المصنفة بين أنواع مناهج البحث العلمي الوصفية، ويساهم في دراسة المشاكل التي تتطلب مسحًا شاملًا لمجتمع الدراسة، وفي الغالب يستخدم ذلك المنهج لأغراض قومية أو على مستوى عام، للتعرف على معلومات وبيانات تساعد في تنفيذ الخطط التنموية، حيث يستخدم في إجراء التعدادات السكانية، وحصر المواليد والوفيات، ونسب التعليم، والطلاق…. إلخ.

ثامنا: المنهج الاستقرائي

استقرأ الشيء بمعنى استبيانه والتعرف على مضمونه، والمنهج الاستقرائي من أهم أنواع مناهج البحث العلمي، ويستخدم في دراسة العلوم الطبيعية بشكل شائع، وبنسبة أقل في العلوم الاجتماعية أو الإنسانية، والإجراءات الرئيسية تتمثل في مرحلة التجريب والملاحظة بأسلوب دقيق، ثم وضع الفرضيات فيما بين العلاقات المتباينة، وفي النهاية التوصل للمبررات والقرائن التي يمكن تعميمها، والمنهج الاستقرائي يبدأ بدراسة الجزئيات، وبعد ذلك يصل للعموميات.

تاسعا: المنهج الاستنباطي

وهو عبارة عن منهج تقليدي تختلف عن أنواع مناهج البحث العلمي، ويدرس الهيئة الكلية للظاهرة، وبعد ذلك ينتقل للتطبيق على الجزئيات، بمعنى أنه يعتمد على دراسة النظريات والمُسلَّمات والقواعد العامة، ثم التطبيقات الجزئية، ومثال على ذلك في حالة تطبيق نظم إدارة تنمية الموارد البشرية كنظرية على منشأة معينة، وأتى ذلك ثماره، وبالمثل يمكن التعميم في مُنشآت أخرى.

وهناك تقسيمات أخرى لمناهج البحث العلمي منها:

أولا: تصنيف البحوث بحسب مناهج البحث[24] :

أ. المنهج التاريخي:

يقوم هذا المنهج على أساس دراسة احداث الماضي وتحليلها وتفسيرها، ومن ثم وعلى ضوء ذلك يتمكن الباحث من التنبؤ وتقييم احداث المستقبل القريب والبعيد.

ب. المنهج الوصفي:

وهو المنهج الذي يقوم بوصف ودراسة الظواهر الإنسانية كما هي في الواقع، وهو من أكثر المناهج استخداما في العلوم الانسانية، وتشمل البحوث الوصفية من خلال معايشة الموضوع محل البحث، والتركيز على تقديم تحليل عميق ومفصل حوله          ( فرد، قسم، منظمة، …..)، والمصدر الرئيس للمعلومات فيها الملاحظة، واحيانا المقابلات والاستبيان ومراجعة السجلات والوثائق.

1البحوث المسحية منها المسح الاجتماعي، بهدف التعرف على ظروف المجتمع وخصائصه الاجتماعية والثقافية، ومسح الرأي العام والتي تهدف إلى التعرف على آراء أفراد المجتمع نحو القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

2-تحليل المضمون: ويطلق عليه أيضا تحليل الوثائق ، ويعرف بأنه طريقة منظمة يتم من خلالها قراءة وتصنيف وتحليل شكل ومحتوى المواد المكتوبة والمسموعة.

3– دراسة الحالة: وهي تلك الدراسة التي من خلال معايشة الموضوع محل البحث، والتركيز على تقديم تحليل عميق ومفصل حوله (فرد، قسم، منظمة، ……) ، والمصدر الرئيس للمعلومات فيها الملاحظة، واحيانا المقابلات والاستبيان ومراجعة السجلات والوثائق.

4- الدراسات السببية المقارنة: وتعتبر من أهم الدراسات الوصفية وارقاها، حيث أنها لا تقتصر على وصف الظواهر وتفسيرها فقط، بل تتعدى ذلك إلى تفسير كيف ولماذا تحدث الظاهرة.

ج. المنهج التجريبي

وهناك نوعان من التجارب المعملية أو المختبرية، والتجارب الحقلية (الميدانية)

د. البحوث شبه التجريبية.

ه.- البحوث غير التجريبية.

ثانيا: مناهج التحليل العلمي المتداولة

أما عن مناهج التحليل العلمي المتداولة متعددة ومختلفة، ومتناثرة في العديد من المؤلفات المماثلة، أي ليست محصورة في مؤلف واحد يسهل على الطالب والباحث معرفتها. وأهم مناهج التحليل المتداولة كما ذكرها فروان فهي[25] :

  1. المنهج الفلسفي
  2. المنهج التاريخي
  3. المنهج التجريبي
  4. المنهج الوصفي
  5. المنهج الاستنباطي
  6. المنهج الاستقرائي
  7. المنهج البنائي الوظيفي
  8. المنهج السلوكي
  9. المنهج الجدلي- العلمي
  10. المنهج الانثروبولوجي
  11. المنهج المقارن
  12. المنهج التطوري
  13. المنهج الٱيدولوجي
  14. منهج الاستشراف
  15. اسلوب تحليل المضمون
  16. أسلوب تحليل النظم
  17. منهج الملاحظة المباشرة
  18. منهج دراسة القوة
  19. منهج الفاعلية

نماذج من المناهج المستخدمة في بعض الأبحاث

عنوان البحث المنهج المستخدم
ظاهرة البطالة في اليمن، أسبابها وتطورها خلال الفترة 2014-1994 المنهج الوصفي التحليلي
الإصلاح السياسي في اليمن

 2010-1990 م

منهج تحليل النظم
الاقتصاد السياسي للريع: الحالة اليمنية (جدلية العلاقة بين الريع والفساد السياسي) المنهج الوصفي التحليلي والأسلوب الاستقرائي والاستنباطي واستخدام الاستنتاج المنطقي
العلاقة بين الثقافة التنظيمية وفاعلية إدارة الازمات: دراسة ميدانية علي عينة من القيادات الإدارية في شركة النفط اليمنية 2014م المنهج الوصفي التحليلي
أثر قانون الضريبة العامة على المبيعات رقم(19) لسنة2001م وتعديلاته على تشجيع الاستثمار في اليمن    المنهج الوصفي التحليلي للإطار النظري

منهج الدراسة الميدانية

 

مهارات الاتصال غير اللفظي لدى أعضاء هيئة التدريس الجامعي: دراسة تطبيقية في كلية العلوم الإدارية – جامعة عدن المنهج الوصفي المسحي التحليلي
تحليل تطور الدين الحكومي المحلي وأثره على النمو الاقتصادي والائتمان الموجه للقطاع الخاص في اليمن (دراسة قياسية) المنهج التحليلي الوصفي والمنهج القياسي الكمي
الأساس القانوني للتنمية الاقتصادية في اليمن المنهج الوصفي بأسلوب تحليلي
العلاقة بين الثقافة التنظيمية والخصائص الابتكارية دراسة ميدانية على عينة من المنظمات الصحية في مدينة صنعاء – فبراير2015م المنهج النوعي
الإفلاس التجاري والافلاس المدني (الاعسار) في التشريع اليمني والمصري: دراسة مقارنة المنهج الوصفي المقارن
حل المجلس النيابي في الدول ذات النظام البرلماني دراسة دستورية مقارنة بالحل في اليمن المنهج الوصفي التحليلي والمنهج القانوني المقارن مع الاستعانة أحيانا بالمنهج التاريخي
الحركة الوطنية في شمال اليمن1962-1948م المعارضة والنظام الامامي بين التوظيف والاختراق منهج تحليل المضمون

الاقتباس في البحث العلمي

المقصود بالاقتباس في البحث العلمي إيراد أفكار أو رؤى أو نصوص أو مصطلحات أو مفاهيم في البحث من مصادر أخرى، تؤكد فكرة الباحث في الموضوع الذي يعمل على تحليله. ويجب على الباحث ترشيد عملية الاقتباس إلا في الحالات الضرورية، حتى لا يصبح البحث عبارة عن نقل كامل لمعلومات معينة[26].

أهمية الاقتباس في البحث العلمي[27]

-إن الاقتباس أحد الإجراءات البحثية التي تساعد الباحث في إعداد الدراسة البحثية الخاصة به بشكل احترافي لما له من فوائد عظيمة ومتعددة، ومن هذه الفوائد ما يأتي:

– إن الاقتباس السليم والصحيح يساعد الباحث على توطيد أفكار البحث العلمي وتأصيلها، والإلمام بها بشكل جيد كما أن يتم نقدها بشكل موضوعي.

-إن الاقتباس الجيد يساعد الباحث على التعرف على الآراء المعارضة والموالية لموضوع البحث الخاص بالباحث لكي يستفيد منها بأقصى شكل ممكن.

– الاقتباس الجيد يساعد الباحث على توضيح وبيان وجهة نظره بشكل صحيح وواضح.

– إن الاقتباس الجيد يساعد الباحث على استكمال كافة متطلبات وشروط الدراسة البحثية.

 أشكال وتصنيفات الاقتباس:

يأتي الاقتباس على هيئة أربعة أشكال وتصنيفات مختلفة، وهذه الأشكال هي:

*الاقتباس غير المباشر: وهذا الشكل من أشكال الاقتباس يعتمد على كون الباحث يستخدم عبارات العزو ليدل على الاقتباس من مؤلفات ونصوص الباحثين الآخرين، ولهذا النوع من الاقتباس مزايا وفوائد متعددة منها: أن يشعر القارئ للنص بأن العبارات مكتملة لا تفصل بينها علامات ترقيم وعلامات تنصيص تعيق التكامل الفكري للقارئ.

*الاقتباس المباشر: ويتضمن هذا الشكل من الاقتباس النقل بشكل حرفي من محتوى المصدر، وتكون الآلية التي يتبعها الباحث في الاقتباس المباشر هي أن يقوم بنقل النص ومحتواه كما هو دون أي تعديل بالإضافة أو النقصان أو الإبدال، كما يتوجب على الباحث أن يقوم بذكر الاقتباس المباشر من خلال وضعه بين علامتي تنصيص وإسناده إلى مرجعه الأصلي، وكما يجب بيان المصدر والمرجع الأصلي في هامش الصفحة السفلي أو في قائمة المراجع مباشرة تبعاً لأسلوب التوثيق المستخدم في الدراسة البحثية، ويتميز الاقتباس المباشر بخصائص فيجب ألا يتجاوز حجم الاقتباس المباشر ستة أسطر في الدراسة البحثية، أو أن يقوم الباحث بالفصل بين النص المقتبس وبين المتن بالمسافات.

* الجزئي: وهو أحد أشكال الاقتباس الذي يتعامل مع جزء من النص يكون للقارئ غاية منه.

*الاقتباس بهيئة إعادة الصياغة: وهو أحد أشكال الاقتباس الذي يتعامل مع كون الفقرة تحتاج إلى اختصار وإيجاز وإعادة ترتيب وتكوين.

*الاقتباس بالإدلال بأفكار المؤلف: وهذا أحد أشكال الاقتباس الذي يتم من خلال الحفاظ على المعنى ضمنياً في النص المنقول بأسلوب غير مباشر، وذلك للتأكيد على حقيقة أو فكرة معينة يريد الباحث إبرازها بشكل أكبر.

*الاقتباس بواسطة المقابلة الشخصية: وهذا الشكل من أشكال الاقتباس يعتمد على ما يقوم الباحث بإدراجه من نصوص وكتابات كانت نتيجة إجراء مقابلة شخصية مع أحد الباحثين أو المختصين في ذات المجال، أو يكون صورة هذا الاقتباس من خلال نقل الباحث لكلام مصدره شخص من خلال إجراء مقابلة شخصية معه.

*الاقتباس ببيان الاتفاق أو المخالفة للرأي: ويتم هذا الشكل من أشكال الاقتباس من خلال بيان مدى موافقة أو اعتراض ومخالفة الباحث لرأي أحد الباحثين السابقين ويتم بيان هذا الأمر بكل شفافية ونزاهة.

*الاقتباس باستيفاء وصحة نقل البيانات: وذلك بأن يقوم الباحث بالاقتباس لجمل من أقوال باحثين آخرين وتصحيح ما يذكر بشكل خاطئ فيها، وبيان الصحيح منها بعد ذكر الذي قاله الباحثون الآخرون.

توثيق المراجع

أساليب توثيق المراجع في الهوامش وفي الببلوغرافيا[28]:

أولا: تحدد بعض الدوريات أسلوب التوثيق الذي تعتمده ضمن النشر فيها، وغالباً ما تنشره في صفحتها الأولى ويجب الالتزام بها.

ثانيا: أهم طرق التوثيق

1الطريقة التقليدية

2طريقة ام ال اي MLA

3 طريقة جمعية علم النفس الأمريكية

4طريقة شيكاغو Chicago Style

5طريقة هارفارد

أولا: الطريقة التقليدية:

تعد من أسهل الطرق في عملية التوثيق.

مثال:

  • موريس انجرس، منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية: تدريبات علمية (ترجمة: مصطفى ماضي)، الجزائر: دار القصبة، ط2، 2016، ص 288289.
  • طريقة جمعية اللفات الحديثة MLA[29]

التوثيق في المتن: يضع الباحث أرقاما محصورة بين هلالين في نهاية كل نص مقتبس ويستمر الترقيم بشكل مستمر.

مثال:

إن صدى التحول سيكون له تأثير ضعيف في عالم النشر التقليدي في الوقت الحاضر وفي المستقبل القريب (1).

         ( (1بدر، الرأي العام، ص 35.

توثيق المواقع الإلكترونية حسب APA[30]

يعد توثيق المراجع واحد من أهم المعايير التي تحكم مدى مصداقية الأبحاث العلمية وأهليتها للنشر العلمي، وتعكس جهد الباحث ومدى اطلاعه وتحقيقه في قضية البحث، وتعتبر طريقة APA واحدة من أكثر طرق التوثيق شيوعاً وهي اختصار لعبارة (American Psychological Association) وتعني الجمعية الأمريكية لعلم النفس.

ومن جانب آخر، التوثيق العلمي هو إثبات لجهود الآخرين، وتأكيد على حقوقهم الفكرية، فعندما يقوم الباحث بتوثيق المصدر الذي اقتبس منه المعلومات فهو بذلك يتجنب السرقة العلمية (Plagiarism) ويعترف بالحقوق العلمية للباحثين الآخرين أصحاب الدراسات التي اقتبس منها في دراسته.

وهناك العديد من الأمثلة على التوثيق العلمي، كتوثيق الكتب، والدراسات العلمية من المجلات.. وغيرها، وفي هذا المقال سنتناول توثيق المواقع الإلكترونية في الدراسات العلمية حسب نظام APA.

أولاً: توثيق المواقع بشكل كامل.

عندما يقوم الباحث بالاستشهاد بموقع إلكتروني في دراسته دون اقتباس أو إعادة صياغة لأجزاء معينة من ذلك الموقع، في هذه الحالة لا ينبغي عليه أن يقتبس الموقع في توثيق رسمي في قائمة المراجع، بل يكفي أن يقوم بتضمين رابط الموقع (URL) بين قوسين في الصفحة نفسها بعد اسم الموقع، بذلك يكون أتم عملية توثيق المواقع.

مثال: تتيح منصة إنستغرام (http://instagram.com) وهي أشهر مواقع التواصل الاجتماعي؛ فرصة مشاركة الصور ومقاطع الفيديو لمستخدميها.

ثانياً: الاقتباس من المقالات المنشورة في المواقع الإلكترونية. (توثيق المواقع الإلكترونية)

إذا استشهد الباحث بصفحة أو مقالة معينة من موقع إلكتروني، فسيحتاج بالطبع إلى اقتباس رسمي في الصفحة التي أضاف الاقتباس فيها، وكذلك إدراج الاقتباس في قائمة المراجع.

أنواع أخرى من المقالات على الإنترنت

توجد أنواع مختلفة من المقالات على الإنترنت، وتعتمد كيفية الاستشهاد بها على مكان عرض المقالة: (توثيق المواقع الإلكترونية)

أولاً: مقالات من الإصدارات الإلكترونية للصحف والمجلات. (توثيق المواقع الإلكترونية)

يتم توثيق المقالات التي توجد في الإصدارات الإلكترونية من المنشورات المطبوعة (مثل الصحف والمجلات) بنفس الطريقة التي توثق بها المنشورات المطبوعة، ولكن مع إضافة عنوان (URL)، ويفضل أن يضع الباحث رابط (URL) للصفحة الرئيسية للموقع بدلاً من رابط المقالة المحددة تحسباً لأي تغير قد يطرأ على رابط المقالة بمرور الوقت، كما هو موضح بالأسفل:

الشيخ، صالح. (11 أكتوبر، 2020). أثر الأزمات الدولية على أصحاب الدخل المحدود. (اسم الموقع الإلكتروني). تم الاسترداد من (رابط الموقع الإلكتروني).

ويجدر بالذكر أن في الإصدارات الحديثة (الإصدار السابع) لنظام توثيق المواقع APA يُفضل أن يقوم الباحث بإرفاق رابط المقالة المحددة مباشرةً بدلاً من الرابط الرئيسي للموقع، كما هو موضح بالأسفل:

الشيخ، صالح. (11 أكتوبر، 2020). أثر الأزمات الدولية على أصحاب الدخل المحدود. (اسم الموقع الإلكتروني). تم الاسترداد من (رابط المقالة).

ثانياً: مقالات من المدونات الإلكترونية. (توثيق المواقع الإلكترونية)

يتم الاقتباس من المقالات المنشورة في المدونات الإلكترونية، دون تضمين اسم المدونة، فقط يكتفى بذكر أن المقال مقتبس من مدونة، كما هو موضح بالأسفل:

سرور، نيروز. (21 مارس، 2016). الموسيقى الشرقية: فلسفة وجودية] مقال في مدونة. فيسبوك. (رابط المنشور على فيسبوك).

في بعض مواقع التواصل الاجتماعي، يستخدم الأعضاء اسم المستخدم (username) الذي يكون في أغلب الأوقات لقباً، بدلاً من أسمائهم الحقيقية أو بالإضافة إليها. في هذه الحالة يتم إضافة اسم المستخدم (username) دون الاسم الحقيقي، وإن تم التعرف على الاسم الحقيقي للمؤلف، يتم تضمينه أولاً ثم اسم المستخدم بين قوسين، كما هو موضح بالأسفل.

أبو الريش، ساري. . (بدون تاريخ). . تويتر. تم الاسترداد بتاريخ 19 ديسمبر 2019، من (رابط الحساب على تويتر).

و أشهر طرق التوثيق المتعامل بها في الدراسات و الأبحاث العلمية هي توثيق المراجع وفق نظام APA , و التابع لجمعية علم النفس الأمريكية ، بالإضافة إلى نظام MLA الدال على نظام جمعية اللغات الحديثة ، و نظام ACS الشهير , و طريقة أو نظام شيكاغو الغني عن التعريف , و بالتأكيد نظام HARVARDREFRECING SYSTEM  لتوثيق الأبحاث و الدراسات العلمية المعدة للنشر [31].

وتعتبر طريقة توثيق المراجع من الإنترنت APA وحتى توثيق المراجع المأخوذة من مصادر أخرى غير ذلك من أهم طرق التوثيق العلمي، وتتبع للعديد من المعايير حسب كيفية التوثيق والتي غالبا تعود لرأي الباحث، مثل التوثيق في مضمون البحث والتوثيق في قائمة المراجع الموجودة في نهاية البحث عادة، إضافة للتوثيق في بداية الكلام أو نهايته، وغيره، وفي مقالنا هذا سنتناول طريقة توثيق المراجع من الإنترنت APA بشكل أوسع.

بداية يجب التعريف بأهمية التوثيق في الأبحاث والدراسات العلمية، فمن ناحية يعتبر التوثيق هو دليل على مصداقية الباحث فيما يقدمه في دراسته، وبالتالي كسب الثقة لدى القراء بمضمون الدراسة والاندفاع إليها، من ناحية ثانية إن توثيق الدراسة وذكر المراجع والمصادر العلمية التي اعتمدها الباحث دليل على ثقافة الباحث واطلاعه الواسع على مجال البحث وفي تخصصه ومعرفته بالدراسات السابقة حول نفس الموضوع وبالتالي زيادة ثقة القراء والباحثين بمحتوى هذه الدراسة.

من جهة أخرى فإن التوثيق هو احترام لحقوق الباحثين الآخرين الفكرية ومجهودهم البحثي ودليل على مدى التقيد واحترام الأمانة في البحث العلمي وتجنب السرقة.

و أهم أشكال التوثيق حسب طريقة توثيق المراجع من الإنترنت apa :

–  توثيق الموقع الإلكتروني بشكل كامل من خلال الاستشهاد به ككل دون التركيز على جزء أو مقال أو منشور، و فيه لا يقوم الباحث باقتباس نص أو إعادة صياغته كما في الاقتباس من الدراسات و الأبحاث المعروفة، و طريقة توثيق المراجع من الإنترنت APA هذه تكون من خلال كتابة اسم الموقع ثم تضمين رابط الموقع المقتبس منه ( URL) .

مثال : يؤمن موقع جوجل ( http://www.google.com ) البحث عن أي منصة أو معلومة ….

–  طريقة توثيق المراجع من الإنترنت APA من الدراسات و المقالات المنشورة في الموقع الإلكتروني ، فعلى الباحث إضافة معلومات التوثيق للنص المقتبس من مقالة أو المقالة ككل و  كذلك تضمين التوثيق في قائمة المراجع , و توجد عدة أشكال لهذا النوع من الاقتباس و الذي يتعلق بمصدر الاقتباس من مدونات و صحف و مجلات إلكترونية و غيرها حسب الآتي :

–  طريقة توثيق المراجع من الإنترنت APA من مقالات الصحف الإلكترونية و المجلات على عموم أشكالها، و في هذا النوع يتم التوثيق بطريقة توثيق النصوص و المقالات المقروءة, مع إضافة بسيطة و هي عنوان الموقع الإلكتروني URL ، و هنا الباحث قد يضع الرابط المباشر للمقال أو الدراسة ، أو يضع عنوان الموقع .

مثال: مغنية، رائد ( 12 آب، 2010) دور الحكومات في حماية الأقليات (http://www.almotaa.com) .

وفي طريقة توثيق المراجع من الإنترنت APA في الإصدارات الحديثة يفضل أن يذكر المؤلف رايك المقال بشكل مباشر دون ذكر رابط الموقع.

–  طريقة توثيق المراجع من الإنترنت APA للمقالات المنشورة المدونات بشكل عام بدون تضمين اسم المدونة على الشكل التالي: اسم المدون (تاريخ النشر بالشهر و السنة و اليوم) عنوان المقال، اسم المدونة بين قوسين، ثم نضع عبارة تم الاسترداد من ( رابط المقال) .

مثال: أغيد (24 آب، 1990). الطاقات المتجددة، مقال في مدونة (العلوم) تم الاسترداد من (http://www.3lomfal. Com) .

و اذا كان التوثيق حسب الإصدارات الحديثة من نظام التوثيق APA , كما تحدثنا مسبقا فيجب كتابة العنوان الخاص بالمقال بشكل مباشر .

– طريقة توثيق المراجع من الإنترنت APA لمقالات إلكترونية من مواقع إخبارية أو منتديات فكرية أو غيرها، في هذه الحال يتم التوثيق من دون ذكر اسم الموقع، و الباحث يكتفي بتوثيق النص المقتبس من خلال ذكر الرابط الخاص بالمقال بشكل مباشر دون اسم الموقع

مثال : معطي. ( 14 أيلول ، 2007)، الواقع العاثر، تم الاسترداد من ( هنا يجب تدوين رابط المقال بشكل كامل) .

 توجد بعض الحالات في طريقة توثيق المراجع من الإنترنت APA ، مثل :

–   الحالة الأولى أن لا يتم ذكر اسم المؤلف أو الكاتب و في هذه الحالة يمكن الاكتفاء بذكر عنوان المقال بين علامتي تنصيص ثم ذكر ( تاريخ النشر) تم الاسترداد ثم رابط المقال بين قوسين.

و في حال عدم ذكر اسم المؤلف و لكن هذه المقالة المنشورة في الموقع الإلكتروني عائدة لمؤسسة أو جهة حكومية أو رسمية يتم ذكر اسم هذه الجهة متبوعة بفاصلة ثم تاريخ النشر بين قوسين حسب الشكل : ( جامعة عبد الملك، 1990) .

–  الحالة الثانية هي عدم ذكر تاريخ نشر المقال في الموقع الناشر يتم بدلا من كتابة التاريخ وضع“ب.ت”.

مثال : الرابي . أمجد ( ب، ت) محاربة الاستبداد. تم الاسترداد بتاريخ 30 تشرين الثاني، 2020، من ( http://www.mostabd.com

الدراسات السابقة

أهمية الدراسات السابقة في البحث العلمي [32]:

للدراسات السابقة أهمية كبرى في أي بحث علمي ومنها تكريم الباحثين السابقين الذين قدموا الكثير من الجهد في أبحاثهم العلمية، كما أنها تساعد الباحث الجديد على إغناء بحثه العلمي بالمعلومات الهامة من خلال تعدد الدراسات السابقة التي عاد اليها.

وعند توثيق الباحث للدراسات السابقة حسب طرق التوثيق المتبعة فإنه يتجنب تعرضه لتهمة الاحتيال أو السرقة الأدبية، كما أنه سيغني بحثه ويفيد الباحثين الآخرين فهم سيتمكنون من العودة الى هذه الدراسات في بحوثهم العلمية.

-يمكن تعريف الدراسات السابقة بأنها: “الأبحاث السابقة التي يرجع إليها الباحث؛ من أجل الحصول على البيانات والمعلومات المتعلقة بموضوع البحث، ومن ثم القيام بدراستها بشكل جيد، ثم تحليلها بالطرق العلمية والمنهجية المستخدمة في البحث العلمي، وبعد ذلك تحديد مدى التشابه والاختلاف فيما بينها وبين فرضيات البحث العلمي المقدم”.

لماذا الدراسات السابقة[33] ؟

-تساعد الباحث في اختيار موضوع بحثه وتحديد مشكلته بدقه ووضوح.

-تعطي الباحث خلفية نظرية واسعة عن الظاهرة قيد البحث والدراسة والاستفادة منها في تصميم بحثه بعناية فائقة. وكذلك الاستفادة من النتائج والتوصيات التي توصلت إليها تلك الدراسات.

-تساعد الباحث في تفادي الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيه الدراسات السابقة والاستفادة من مزايا تلك الدراسات..

-ترشد الباحث في اختيار منهج البحث الأنسب مقارنة بالمناهج العلمية التي استخدمت في تلك الدراسات.

-تزود الباحث بعدد لا محدود من المراجع والمصادر اللازمة لموضوع بحثه.

أهم مصادر الدراسات السابقة:

1- البحوث والدراسات العلمية المحكمة في المجلات على المستوى العالمي.

2- الكتب العلمية.

3-البحوث والدراسات العلمية المحكمة في المجلات على المستوى الإقليمي والمحلي.

4- بحوث المؤتمرات والندوات والتقارير العلمية المحكمة.

5-رسائل الماجستير والدكتوراة.

أدوات البحث العلمي

وهي الأدوات التي يقوم الباحث باستخدامها خلال بحثه العلمي، وذلك لكي تساعده على الوصول إلى نتائج البحث العلمي[34].

فالبحث العلمي هو البحث الذي يقوم به الباحث بغية اكتشاف الأمور الغامضة، وحلها، كما أنه يعمل على تطور العلوم وتقدمها.

ومن خلال البحث العلمي يتمكن الباحث من إثبات صحة النظريات القديمة أو نفي صحتها، أو اكتشاف نظريات صحية جديدة، ويجب أن يدعم الباحث كلامه بالأدلة والبراهين التي تؤيد صحة المعلومات التي يقدمها.

وتلعب أدوات البحث العلمي دورا كبيرا في مساعدة الباحث على الوصول إلى نتائج البحث العلمي.

وتتعدد أنواع أدوات البحث العلمي، ولكل أداة من هذه الأدوات عدد من المميزات والعيوب، لذلك يجب أن يكون الباحث على اطلاع كامل على أدوات البحث العلمي، عارفا بميزات هذه الأدوات وبعيوب كل أداة منها قبل أن يقوم باختيار الأداة التي سيستخدمها في بحثه العلمي.

ومن الممكن أن يقوم الباحث باختيار أكثر من أداة من أدوات البحث العلمي في بحثه العلمي، لكن يجب عليه أن يكون قادرا على تغطية تكاليف الأداة المالية، وعارفا بكيفية استخدام الأداة، وذلك لكي تساعده هذه الأداة في الوصول إلى النتائج المنتظرة من بحثه العلمي.

وفي حال فشل الباحث في استخدام الأداة الصحيحة في بحثه العلمي فإن النتائج التي سيقدمها البحث العلمي لن تكون صحيحة.

ونظرا لأهمية أدوات البحث العلمي قررنا في هذا المقال القيام بجولة نتعرف من خلالها على أهم أدوات البحث العلمي.

أنواع أدوات البحث العلمي

أولا : الاستبيان

الاستبيان أو الاستبانة أكثر أدوات البحث العلمي شيوعا واستخداما، وذلك نظرا لانخفاض تكاليفها، ولسرعة إظهارها للنتائج.

وتعرف الاستبانة بأنها مجموعة من الأسئلة التي تتم صياغتها من قبل الباحث، ومن ثم يقوم بطرحها على عينة الدراسة لكي تقدم الإجابات عنها.

وتحتاج صياغة أسئلة الاستبانة لامتلاك الباحث خبرة كبيرة في مجال صياغة الأسئلة، وذلك لكي تقدم له عينة الدراسة الإجابات التي تغني البحث العلمي الذي يقوم به.

وللاستبانة عدة أنواع ويستطيع الباحث استخدام نوع منها أو استخدام عدة أنواع في استبانة واحدة، ومن أهم أنواع الاستبانة:

الاستبانة المقيدة: وفي هذا النوع يقوم الباحث بطرح السؤال ويحدد الإجابة له ضمن خيارين وعلى عينة الدراسة اختيار أحد هذين الخيارين، ومن أبرز ميزات هذا النوع من الاستبانة سرعة استخراج النتائج، وتوفير الوقت والجهد على الباحث، أما أبرز عيوبها فهي عدم إعطاء الباحث عينة الدراسة الحرية الكاملة في الإجابة عن السؤال المطروح، وقد لا تجد هذه العينة الإجابة التي تريدها ضمن الخيارات التي يضعها الباحث.

الاستبانة المفتوحة: وفي هذا النوع من الاستبانة يقوم الباحث بطرح سؤال على عينة الدراسة، ويتيح المجال لها لإجابة هذا السؤال بحرية مطلقة، ومن ميزات هذا النوع من الاستبانة افساحه المجال أمام عينة الدراسة للتعبير عن رأيها، لكن ما يعيب هذا النوع من الاستبانة الجهد الكبير الذي سيبذله الباحث والوقت الذي سيهدره في قراءة الإجابات.

الاستبانة المقيدة المفتوحة: وفي هذا النوع يقوم الباحث بالدمج بين النوعين السابقين باستبيان واحد، فيبدأ الاستبانة بعدد من الأسئلة المغلقة، وينهيها بعدد من الأسئلة المفتوحة، ومن ميزات هذا الاستبيان قدرته على تلافي العيوب الموجودة في الاستبيان المفتوح والاستبيان المقيد.

الاستبانة المصورة: وهو الاستبيان الذي يعده الباحث على شكل صور، ويوجهها هذا الاستبيان للأميين والأطفال.

ثانيا : المقابلة

تعد المقابلة إحدى أدوات البحث العلمي التي تساعد الباحث على الوصول إلى النتائج التي يبحث عنها.

وتعد البحوث العلمية المجال الأنسب لاستخدام المقابلة، وتجري المقابلة في العادة بين الباحث وعينة الدراسة التي يختارها.

ويجب أن تجرى المقابلة في مكان جيد يعده الباحث، ويجب أن يكون المكان مضاء ويعطي لعينة الدراسة الراحة النفسية وذلك لكي تقدم الإجابات التي يبحث عنها الباحث.

ولكي تكون المقابلة ناجحة يجب أن يقوم الباحث بإعداد الأسئلة التي سيطرحها على عينة الدراسة بشكل مسبق، كما يجب عليه ترتيب هذه الأسئلة.

وتساعد المقابلة الباحث على توفير كمية كبيرة من المعلومات التي يحتاجها من أجل القيام ببحثه العلمي.

وتتعدد أنواع المقابلة ومن أبرز هذه الأنواع:

المقابلة العادية: وهي المقابلة التي يقوم الباحث خلالها بطرح مجموعة من الأسئلة على عينة الدراسة، ويطلب منه الإجابة عنها، وتتميز هذه المقابلة بسهولة إجرائها، وبتقديمها لمعلومات مهمة للباحث.

المقابلة المقيدة أو المقابلة الموجهة: وفي هذا النوع من المقابلة يقوم الباحث بتوجيه عينة الدراسة نحو إجابات محددة من خلال طرح أسئلة معينة عليها، لكن ما يعيب هذا النوع من المقابلة تقييدها لإجابة عينة الدراسة، وعدم إتاحة المجال أمامها من أجل الإجابة بحرية عن السؤال.

المقابلة المفتوحة: وهي المقابلة التي يقوم فيها الباحث بطرح مجموعة من الأسئلة على عينة الدراسة بشكل متسلسل، ويترك لها المجال للإجابة عن هذه الأسئلة بحرية تامة ودون أي تدخل منه.

ثالثا : الملاحظة

تعد الملاحظة أولى أدوات البحث العلمي التي عرفها الإنسان وأقدمها، فقد كانت أهم الأدوات التي استخدمها الباحثون في الحضارات القديمة.

ومن خلال الملاحظة يقوم الباحث بمراقبة سلوك عينة الدراسة، ومن ثم يقوم بدراسة هذا السلوك بشكل كامل، ويجب على الباحث أن يبذل جهدا حسيا وعقليا كبيرا في هذا الأمر.

وتوفر الملاحظة للباحث العديد من المعلومات التي تساعده على اكتشاف معلومات مهمة حول موضوع البحث العلمي الذي يقوم به.

ولكي يقوم الباحث بالملاحظة يجب أن يمتلك الصبر الكبير، كما يجب أن يكون دقيقا، وفي كامل تركيزه في أثناء قيامه بمراقبة سلوك عينة الدراسة.

وللملاحظة عدة أنواع وهي:

الملاحظة البسيطة: وفي هذا النوع من الملاحظة يقوم الباحث بمراقبة عناصر الدراسة في أثناء ممارستهم لحياتهم الطبيعية في مجتمعهم، ومن ثم يبدأ بتسجيل ملاحظته، ويستخدم هذا النوع كوسيلة استطلاعية ولا يؤخذ بنتائجه وذلك لعدم خضوعه للضبط العلمي.

الملاحظة المنظمة: وهي إحدى أنواع الملاحظة التي تخضع للضبط العلمي، وتتميز هذه الملاحظة بدقتها، ويمكن الأخذ بالنتائج التي تقدمها، ولكي تكون هذه الملاحظة ناجحة يجب أن يمتلك الباحث فكرة كافية عن موضوع الدراسة، كما يجب عليه أن يقوم باستخدام أدوات التسجيل والتصوير.

الملاحظة بالمشاركة: وتعد أصعب أنواع الملاحظة، وذلك لأن الباحث يدخل إلى مجتمع الدراسة ويبدأ بمراقبة عينة الدراسة دون أن يخبر أحداً بأنه يقوم بدراسة ما، ويتفاعل مع المجتمع الذي يدرسه بشكل طبيعي.

رابعا : الاختبارات

وهي من أهم أدوات البحث العلمي، وفيها يقوم الباحث بإعداد عدد من الأسئلة، ويطرح هذه الأسئلة على عينة الدراسة.

وتتنوع أنواع الأسئلة التي من الممكن أن يضعها الباحث، فقد تكون الأسئلة شفهية أو تحريرية أو تكون عبارة عن رسوم وصور.

ويستطيع أن يضع الباحث أسئلته مستخدما الطريقة الكمية أو الكيفية.

وللاختبارات عدة أنواع وهي:

  1. -الاختبارات حسب الإجراءات الإدارية.
  2. -الاختبارات على وفق طريقة الإرشادات والفقرات.
  3. -الاختبارات حسب ما يطلبه القياس.

قائمة المراجع

-أحمد بوجداد، مدخل الى مناهج العلوم الاجتماعية (الجزء الأول)، جامعة محمد الخامس ، كلية الحقوق – أكدال .

-انطونيوس بطرس، المساعد في كتابة البحوث، طرابلس، لبنان: المؤسسة الحديثة للكتاب، الطبعة الأولى، 2010م.

– بنعيسى آزابيط، تقنيات البحث العلمي، جامعة مولاي إسماعيل، كلية الآداب والعلوم الإنسانية-مكناس- الدورة الخريفية، 2012-2009م.

– جميل عبدالله القائفي، مناهج البحث العلمي، اساسياته النظرية واصوله العلمية، صنعاء: مكتبة ومركز الصادق للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الاولى، 2014م .

– حسن مصطفى عبدالمعطي، منهج البحث الاكلينيكي أسسه وتطبيقاته، القاهرة: مكتبة زهراء الشرق، الطبعة الاولى،2003م

– حسين أحمد فروان، قواعد اعداد البحث العلمي وأساليب مناهج التحليل (دليل الباحث والطالب الجامعي), جامعة صنعاء، أكتوبر 2009م.

– عبدالكريم غريب، منهج البحث العلمي في علوم التربية والعلوم الإنسانية، المغرب، الدار البيضاء: منشورات عالم التربية، الطبعة الأولى، 2012م.

– عبدالله سعيد باحاج، ملاحظات علمية في تصميم الأبحاث الاكاديمية، صنعاء: دار الكتب العربية، الطبعة الثانية،1993م.

-عياش عائشة ورائجة زكية، منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم الاجتماعية، المركز الديموقراطي العربي- برلين- المانيا،2019م).

– فوزي غرايبه وآخرون، أساليب البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والإنسانية، عمان: الطبعة الثانية، 1981م.

– منصور العريقي، طرق البحث للباحثين في العلوم الإدارية والتسويقية والمالية والمصرفية، صنعاء: الأمين للنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة، 2012م.

– منصور ياسين الاديمي، منهج البحث العلمي وتطبيقاته في العلوم التجارية والاقتصادية، صنعاء: مركز الأمين للنشر والتوزيع، 2006م.

– ناصر محمد ناصر، البحث العلمي أطره وأدواته ومناهجه، عاصم للطباعة والنشر، صنعاء،2003م.

– كتاب تأليف جماعي، منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم الاجتماعية، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين – ألمانيا.  2019م.

– كلية الدراسات العليا والبحث العلمي- جامعة الشارقة، دليل كتابة الرسائل الجامعية في جامعة الشارقة، الطبعة الثالثة.

مواقع انترنت :

– عمار عوايدي، مناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في ميدان العلوم القانونية والإدارية، الجزائر: ديوان https://portal.arid.my/ar-LY/Posts/Details/a25db466-35ac-42ba-aa5d-2f396ca103ad المطبوعات الجامعية،1992م.

https://al-mishkat.com/Articles/a10.htm

https://mobt3ath.com/dets.php?page=711&title=%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9_%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%87%D8%AC_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A

https://www.mobt3ath.com/dets.php?page=153&title=%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B7%20_%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%BA%D8%A9%20_%D8%B9%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%86%20_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB%20_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A

https://www.alno5ba.com/blog.php?id=32&title=%D9%83%D9%8A%D9%81%20%D8%AA%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D8%B1%20%D8%B9%D9%86%D9%88%D8%A7%D9%86%20%D8%A8%D8%AD%D8%AB%D9%83

https://ajsrp.com/%D9%85%D9%82%D8%AF%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A.html

https://www.manaraa.com/post/2136/%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%A6%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%88%D8%AA%D9%88%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%87

https://www.marefa-online.com/2019/11/Literature-review-in-scientific-research.html

https://www.alno5ba.com/blog.php?id=26&title=%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%A8%D9%82%D8%A9

https://www.bts-academy.com/blog_det.php?page=782&title=%D8%A3%D8%AF%D9%88%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A

https://www.sciegate.com/blog=%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A/

https://www.facebook.com/1755292429/posts/10208885205244813/?app=fbl

https://ijssp.com/single-blog.php?s=41

https://mawdoo3.com/%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9_%D8%AA%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9

https://ajsrp.com/%D8%AA%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-apa/

[1]https://www.sciegate.com

[2] – حسين أحمد فروان، قواعد اعداد البحث العلمي وأساليب مناهج التحليل (دليل الباحث والطالب الجامعي), جامعة صنعاء، أكتوبر 2009م.، ص : 43.

[3] – حسن مصطفى عبدالمعطي، منهج البحث الاكلينيكي أسسه وتطبيقاته، القاهرة:  مكتبة زهراء الشرق، ط1،2003م.ص: 16-15.

[4] – جميل عبدالله القائفي ، مناهج البحث العلمي ، اساسياته النظرية واصوله العلمية ، صنعاء : مكتبة ومركز الصادق للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الاولى ، 2q014م ، ص: 23-22

[5] -بنعيسى آزابيط، تقنيات البحث العلمي، جامعة مولاي إسماعيل، كلية الاداب والعلوم الإنسانية-مكناس- الدورة الخريفية ، 2012-2009م.

[6] –  انطونيوس بطرس، المساعد في كتابة البحوث، طرابلس، لبنان: المؤسسة الحديثة للكتاب، الطبعة الأولى، 2010م، ص: 9.

[7] -ناصر محمد ناصر، البحث العلمي أطره وأدواته ومناهجه، صنعاء: عاصم للطباعة والنشر،2003م.، ص:57.

[8] – عبد الكريم غريب، منهج البحث العلمي في علوم التربية والعلوم الإنسانية، الدار البيضاء: منشورات عالم التربية، الطبعة الأولى، 2012م، ص:141.

[9]– منصور العريقي ، طرق البحث للباحثين في العلوم الإدارية والتسويقية والمالية والمصرفية ، صنعاء : الأمين  للنشر والتوزيع ،  الطبعة الثالثة ، 2012م ، ص: 38-37

[10] – منصور ياسين الاديمي، منهج البحث العلمي وتطبيقاته في العلوم التجارية والاقتصادية، صنعاء: مركز الأمين للنشر والتوزيع، 2006م، ص : 54.

[11] – منصور الاديمي ، مرجع سابق، ص: 54.

[12] – منصور الاديمي ، المرجع نفسه ، ص : 59.

[13] – منصور الاديمي ، المرجع السابق ، ص : 60-59.

[14]https://www.manaraa.com

[15] -حسين فروان، مرجع سابق ، ص : 34.

[16] – عبدالله سعيد باحاج، ملاحظات علمية في تصميم الأبحاث الاكاديمية، صنعاء: دار الكتب العربية، الطبعة الثانية،1993م،ص :21-20.

[17]https://www.manaraa.com

[18] – كلية الدراسات العليا والبحث العلمي – جامعة الشارقة، دليل كتابة الرسائل الجامعية في جامعة الشارقة، الطبعة الثالثة، ص: 9.

[19] – جميل عبد الله القائفي، مرجع سابق، ص: 162-160.

[20] – دليل كتابة الرسائل الجامعية في جامعة الشارقة، مرجع سابق، ص: 11.

[21] – عمار عوايدي، مناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في ميدان العلوم القانونية والإدارية، الجزائر: ديوان https://portal.arid.my/ar-LY/Posts/Details/a25db466-35ac-42ba-aa5d-2f396ca103ad المطبوعات الجامعية،1992م، ص ص: 3-1.

[22] –  أحمد بوجداد ، مدخل الى مناهج العلوم الاجتماعية (الجزء الأول) ، جامعة محمد الخامس ، كلية الحقوق – أكدال ، ص : 26.

[23] – فوزي غرايبه وآخرون ، أساليب البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والإنسانية،  عمان ، الطبعة الثانية ، 1981م، ص: 25-24

[24] – منصور العريقي ، مرجع سابق ، ص : 11-6.

[25] – فروان ، مرجع سابق، ص: 49

[26] – حسين فروان، مرجع سابق، ص: 106-105.

[27] – http://www.manaraa.com

[28] – كتاب تأليف جماعي، منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم الاجتماعية، المركز الديمقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، برلين – ألمانيا.  2019م ، ص: 92.

[29] – للمزيد من التوضيح مراجعة المرجع السابق، منهجية البحث العلمي وتقنياته في العلوم الاجتماعية ص ص .114-92

[30] – https://ajsrp.com

[31] – https://ijssp.com/single-blog.php?s=41

[32]https://www.alno5ba.com

[33] – منصور الاديمي، مرجع سابق، ص : 65-64.

[34]https://www.bts-academy.com

5/5 - (1 صوت واحد)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى