الدراسات البحثيةالمتخصصة

أثر استهلاك الطاقة المتجددة على النمو الاقتصادي في مصر 1990-2020

اعداد : بسنت نبيل السيد محمد أحمد , شيرين شرف امين أحمد علام  , نرمين أنور محمد عواد سليمان , هدير رفعت عبد الخير خلاف – اشراف : د. ياسمين غريب – كلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة القاهرة – مصر 

  • المركز الديمقراطي العربي

 

المستخلص:

تهدف هذه الدراسة إلى قياس أثر استهلاك الطاقة المتجددة على النمو الاقتصادي في مصر خلال الفترة (1990-2020)، وقد استخدمت الدراسة المنهجي الوصفي والكمي وذلك باستخدام منهجية نموذج الانحدار الذاتي للإبطاءات الموزعة (ARDL)، وقد تم التحقق من استقرار السلاسل الزمنية باستخدام اختبار ADF(Dicky Fuller Test)، والتحقق من وجود علاقة طويلة الأجل بين متغيرات الدراسة من خلال تطبيق  نموذج التكامل المشتركJohansen، كما تم حساب حد تصحيح الخطأ Error correction term )  )الذي يشمل المعلومات الديناميكية قصيرة الأجل التي يتضمنها نموذج Error Correction Model ، من ثم تصحيح العلاقة في الاجل القصير والوصول إلى مرحلة التوازن في الأجل الطويل، بالإضافة الي عدد من الاختبارات التشخصية والاختبارات الأخرى التي تم استخدامها في الدراسة تبعا للمنهجية، وقد أظهرت النتائج الخاصة بالدراسة عن وجود علاقة معنوية موجبة بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي في الأجلين القصير والطويل، كما تم التوصل الي وجود علاقة عكسية وذات دلالة معنوية بين انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والنمو الاقتصادي في مصر خلال فترة الدراسة، كما اوضحت النتائج عن وجود علاقة تكامل مشترك بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي في مصر، كما توصل اختبار السببية والذي تكشف عنه عن وجود علاقة سببية في اتجاه واحد بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي تتجه من استهلاك الطاقة المتجددة الي النمو الاقتصادي في مصر مما يوضح أن استهلاك الطاقة المتجددة له أثر مهم على النمو الاقتصادي في مصر، كما أوصت الدراسة إلي ضرورة توجيه دعم يزيد انتاج الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة وذلك من خلال عده مقترحات تضمنتها هذه الدراسة .

Abstract

This study aims to analyze the impact of renewable energy consumption on economic growth in Egypt during the period (1990-2020), The study used descriptive and Quantitative descriptive analysis by using Autoregressive Distributed Lag Model (ARDL), Time series stationarty are checked by Augmented Dicky Fuller (ADF) test, and cointegration existence tested by Johansen co- integration test. The vector Error Correction model (VECM) utilized to check the existence of long run relationship between variables ,In addition to number of Diagnostics tests, In addition to number of another Tests Under the current methodology in this study, The results indicated that There is a positive statistically significant effect of energy consumption on long- and short-term economic growth ,Also The results indicated that there is inverse significant relationship between CO2 emissions and economic growth in Egypt during the study period , and the results showed that there is a long-term balance relationship that is a common integration relationship between renewable energy consumption and economic growth in Egypt ,Also The causality Test concluded that there is a causal relationship in one direction between renewable energy consumption and economic growth going from renewable energy consumption to economic growth, which means that renewable energy consumption has a very important impact of economic growth in  Egypt, The study also recommended the importance of directing the subsidies TO increase Generation of electricity through suggestion included in this study.

1.المقدمة:

تحظى مصادر الطاقة المتجددة في وقتنا الحالي باهتمام دولي كبير لدورها المهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة، وخاصة لما لها من دور في تحقيق أمن الطاقة، فمطلب تحقيق أهداف التنمية المستدامة أصبح عالميا تسعى إليه جميع الدول، والذي يتضمن الحد من الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية، إلى جانب دعم النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية، فاتجهت حكومات الدول المختلفة إلى العمل على تطوير مصادر الطاقة المتجددة وتحقيق كفاءة الطاقة واستدامتها كمتطلبات أساسية لتحقيق النمو الاقتصادي، وضعت الحكومة المصرية استراتيجية لتنويع مصادر الطاقة تُعرف باسم “استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة حتى عام 2035، فتتجه الدولة إلى تبني السياسات والبرامج التي من شأنها تنمية مصادر الطاقة المتجددة؛ للحد من الآثار السلبية لاستهلاك الوقود الأحفوري، وللمنافع العديدة التي تنتج جراء الاعتماد على تلك المصادر، ان الطاقة المتجددة هي خيار طاقوي بديل لتحقيق النمو الاقتصادي وبالتالي التنمية الاقتصادية في مصر كبعد من أبعاد التنمية المستدامة، بفضل انخفاض تكلفت الطاقة المتجددة، تعد الطاقة المتجددة أكثر جاذبية في كل مكان، بما في ذلك في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل حيث أن  تحديد العلاقة  بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي مهمة في سن سياسة استهلاك الطاقة والسياسة البيئية، وقد حظي النقاش الدائر حول ما إذا کان استهلاك الطاقة هو المحرك للنمو الاقتصادي، أو ما إذا کان النمو الاقتصادي يعزز استهلاك الطاقة بالاهتمام الواسع منذ العقدين الماضيين، وذلك للحد من زيادة في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ومن ثم اهتمت مصر بالسياسات المتعلقة باستهلاك الطاقة المتجددة ، والتي من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي دون التسبب في التدهور البيئي .

وسوف تهدف الدراسة الى اربعه اقسام رئيسية بخلاف المقدمة والخاتمة، يعرض القسم الأول الادبيات الخاصة بالنظريات الاقتصادية والدراسات التطبيقية التي تهتم بدراسة تأثير استهلاك الطاقة المتجددة على معدل النمو الاقتصادي، ويتم العرض في القسم الثاني عن هيكل لاهم مصادر الطاقة المتجددة  في مصر والتغير في استهلاكها باستخدام التحليل الوصفي خلال فترة الدراسة، بينما يتم تناول في القسم الثالث النموذج القياسي ووصف البيانات من خلال خطوات التحليل الكمي حيث ان النموذج القياسي الذي سوف يتم استخدامه (ARDL)، ونختم بحثنا في القسم الرابع بالنتائج والتوصيات المقترحة التي يمكن استخلاصها من نتائج دراستنا.

2.أهمية الدراسة:

تكمن أهمية الدراسة في معرفة البعد الحقيقي لكل من الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي والعلاقة بينهما نظريا وعمليا، حيث اهتمت معظم الدراسات الفنية والأبحاث السابقة  بتطوير أساليب وتكنولوجيا الطاقة المتجددة دون ربط هذه الدراسات بالجانب الاقتصادي لذلك تعد هذه الدراسة قناة جديدة لدراسة الأثر البيئي والاقتصادي لاستخدامات مصادر الطاقة المتجددة في مصر لتحديد الطرق المثلى لتحقيق اقصى نفع اقتصادي ممكن، حيث ادى تزايد الطلب على مصادر الطاقة التقليدية في مصر والتوجه نحو الاستيراد إلى زيادة العبء على الموازنة العامة للدولة خاصة في ظل عدم ثبات الأسعار العالمية للنفط والغاز الطبيعي فضلا عن ارتفاع معدلات الانبعاثات الملوثة للبيئة ،ومن ثم اصبح التوجه نحو الاعتماد على مصادر طاقة متجددة ونظيفة امر حتمي ومن ثم يزداد الاهتمام بدراسة هذا الموضوع كون الطاقة المتجددة تمثل احد اهم استراتيجيات وسياسات الدول لاعتمادها ضمن مصادرها وخاصة مصر ولتعويض النقص في الدراسات الأخرى، ومن هنا يظهر مدي أهمية تقييم أثر استهلاك الطاقة  المتجددة على النمو الاقتصادي في مصر.

3.هدف الدراسة:

تهدف الدراسة الي بيان مدي تأثير استهلاك الطاقة المتجددة كمتغير مستقل على النمو الاقتصادي كمتغير تابع في مصر وذلك في الفترة من (1990-2020) من خلال تحليل توجهات العلاقة بين الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي على المستوي الكلي، وفى ضوء هذا الهدف سوف نستخدم عددا من الأدوات التحليل القياسي لتحليل توجه العلاقة وذلك من خلال تحديد مجموعة من الأهداف تتمثل في:

  • إبراز الدور الهام الذي تلعبه الطاقة المتجددة في تحقيق النمو الاقتصادي.
  • معرفة مصادر الطاقة المتجددة.
  • بيان أهمية الطاقة المتجددة في الحفاظ على البيئة وتجنب تغيرات المناخ.

4.اشكالية الدراسة:

  • مدي تأثير استهلاك الطاقة المتجددة على النمو الاقتصادي وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في مصر خلال الفترة (1990-2020).

ومن الهدف الرئيسي ينبثق مجموعة من التساؤلات الفرعية تتمثل في:

  • ما هو واقع انتاج وهيكل الطاقة المتجددة في مصر؟
  • تحديد طبيعة العلاقة السبيبة بين استخدام الطاقة المتجددة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومتوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي؟
  • كيف يؤثر استهلاك الطاقة المتجددة على تطور انبعاثات ثاني أكسيد الكربون؟
  • ما مدي تأثير وطبيعة المعوقات التي تواجه قطاع الطاقة المتجددة في مصر؟
  • آليات تحفيز انتاج الطاقة الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة؟ 

5.فروض الدراسة:

تتمثل فروض الدراسة الي:

  • توجدعلاقة طردية وذات دلالة معنوية بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي في مصر.
  • توجد علاقة عكسية وذات دلالة معنوية بين انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والنمو الاقتصادي في مصر.

6.المنهجية:

تعتمد الدراسة علي المنهجي الوصفي و التحليلي الكمي القياسي لقياس اثر استهلاك الطاقة المتجددة على النمو الاقتصادي وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتشمل الدراسة استخدام بيانات سنوية للفترة الزمنية (1990-2020)، وهو ما سوف نقوم بعرضه خلال دراستنا ولسد فجوة الدراسات الأخرى لمحدوديتها، وسوف نستخدم كما ذكرنا منهجية لتطبيق نموذج الانحدار الذاتي ذي التوزيع المتأخر(ARDL) لقياس العلاقة بين المتغيرات وفيما يلي سوف نقوم بعرض معادلة نموذج القياسي المستخدمة في الدراسة وسوف نقوم من خلال استخدام أسلوب اختبار الحدود(Bounds test) المطور من قبل  peason (2001) خلال الفترة و باستخدام اختبار استقراريه السلاسل الزمنية بواسطة اختباري  ADFو pp ، ونموذج الخطأ (ECM Regression) وعدد من الاختبارات التشخصية بدراسة العلاقة بين متغيرات الدراسة.

6.1متغيرات الدراسة التي تم الاعتماد عليها:

تم الاعتماد على الناتج المحلي الإجمالي مؤشر لقياس النمو الاقتصادي (GDP)، واستهلاك الطاقة المتجددة (REC)، وانبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون CO2))، وتم استخدام متغير الانفتاح التجاري وهو عبارة عن إجمالي الصادرات والواردات نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي  ، وتم الحصول على البيانات الخاصة بتلك المتغيرات من مؤشرات التنمية العالمية الصادرة عن البنك الدولي خلال الفترة الزمنية من 1990 حتى 2020، حيث تم تجميع بيانات متغير متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالي الحقيقي للدولار الأمريكي من بيانات البنك الدولي ، وبيانات الخاصة بمعدل نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بالدولار من ” “our world in data ، وتجميع بيانات عن المتغيرات المستقلة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون واستهلاك الطاقة المتجددة من موقع  our world in data، و تم الاعتماد على البرنامج الاحصائيEViews 12  للقيام بالاختبارات والتقديرات المطلوبة.

  • المتغيرات المستقلة تتمثل في:

استهلاك الطاقة المتجددة (REC): ويعبر هذا المتغير عن إجمالي الطاقة المستهلكة من جميع المصادر المتجددة في مصر، وقد تم حساب مشاهدات هذا المتغير من خلال إضافة قيم استهلاك الطاقة الكهرومائية إلى قيم استهلاك الطاقة من المصادر المتجددة الأخرى (World Bank, 2007).

انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (co2): يعبر عن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري، وهي تشمل ثاني أكسيد الكربون الناتج أثناء استهلاك الوقود الصلب والسائل والغاز واشعال الغاز(النسور والزغبي، 2018 (.

الانفتاح التجاري (TO): يعبر عن مجموع الصادرات والواردات من السلع والخدمات المقاسة كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو درجة اعتماد المنتجين المحليين على الاسواق الخارجية وتوجههم التجاري للصادرات، ودرجة اعتماد الطلب المحلي على الواردات الاجنبية للسلع والخدمات.( OECD, 2008)

  • المتغير التابع:

المتغير التابع (RGDP): الناتج المحلي الإجمالي حيث يشير إلى الحقيقي في مصر ويمثل مجموع القيم المضافة لكافة الوحدات العاملة في الإنتاج بالأنشطة المختلفة في الاقتصاد المصري (World Bank,2008)، وقد تم الحصول على مشاهدات هذا المتغير بالقيم الحقيقية سنويا بالأسعار الثابتة لعام2010 .

7.تقسيم الدراسة:

 المقدمة.

الجزء الأول: الإطار النظري ومراجعة الادبيات.

الجزء الثاني:التحليل الوصفي بين متغيرات الدراسة.

الجزء الثالث: النموذج القياسي المستخدم ARDL

-الجزء الرابع:النتائج والتوصيات

الجزء الأول : الاطار النظري ومراجعة الادبيات.

تمهيد

تلعب الطاقة دوار مهما في التنمية الاقتصادية لمعظم الاقتصادات، تؤدي الطاقة دوار حيويا لا غني عنه في عالمنا المعاصر فقد اتضحت اهميتها في عملية التنمية وارتباطها الوثيق بمختلف مجالات التنمية المستدامة وأبعادها، حيث أن العلاقة السببية بين استهلاك الطاقة والنمو الاقتصادي مهمة في سن سياسة استهلاك الطاقة والسياسة البيئية ، وقد حظي النقاش الدائر حول فكرة ما إذا کان استهلاك الطاقة هو المحرك للنمو الاقتصادي، أو ما إذا کان النمو الاقتصادي يعزز استهلاك الطاقة بالاهتمام الواسع منذ العقدين الماضيين، کان الدافع وراء هذا هو حقيقة أن زيادة الطلب على الطاقة تؤدي إلى ثورة صناعية ونمو سريع في كل من البلدان النامية والمتقدمة، وقد أدى ذلك أيضا إلى وجود ظواهر بيئية مثل الاحتباس الحراري العالمي وتغير المناخ والزيادة في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، ومن ثم اهتمت الدول بالسياسات المتعلقة باستهلاك الطاقة، والتي من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي دون التسبب في التدهور البيئي.

وثمة اتجاه عالمي نحو اللجوء الي مصادر الطاقة المتجددة نظرا لأنها تتميز بانها دائمة وعدم نفاذها وذلك لسد احتياجات البشر المتزايدة من الطاقة من ناحية، وخروجا من شبع نفاد موارد الطاقة الاحفورية غير المتجددة وعلى أرسها الغاز والنفط من ناحية اخري، فإن انجاز هدف النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة يتطلب ضرورة الالتفات لأهمية الطاقة المتجددة ودورها الحاسم في تحقيق التنمية المستدامة، لذلك تسعي الدول لتبني استراتيجيات طموحة لنشر الطاقة المتجددة ولتحسين توازن طاقتها.

1.تعريف الطاقة المتجدده:

ان مصطلح الطاقة المتجددة (Renewable Energy) يعبر عن الطاقة الناتجة من عمليات طبيعية، دون تدخل الانسان، وتتجدد بصوره دائمة فهي تتجدد بمعدل يفوق ما يتم استهلاكه، أشعة الشمس  والرياح على سبيل المثال من المصادر التي تتجدد باستمرار، وإن مصادر الطاقة المتجددة وفيرة وغير نافذه وموجودة في كل مكان حولنا، أما الانبعاثات الناجمة عن توليد الطاقة المتجددة فهي أقل بكثير من تلك الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري، ولهذا يعد التحول من الوقود الأحفوري الذي يمثل حاليا حصة من الانبعاثات إلى الطاقة المتجددة أمرا أساسيا لمعالجة أزمة المناخ، وهي تخلق وظائف أكثر بثلاث مرات من الوقود الأحفوري ،ويوجد في الطبيعة عده أنواع منها مثل الاشعة الحرارية الجوفية، وأمواج البحر، وطاقة المياه الجارية او الساقطة من المنحدرات، بالإضافة الي طاقة الكتلة الحيوية بأشكالها المختلفة، حيث انها تتميز بانها طاقة نظيفة (EIA,2016) .

-ولكن عند تحديد مفهوم الطاقة المتجددة لابد من التعرض الى مفهوم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ حيث عرفتها بأنها كل طاقة مصدرها الشمس، جيوفيزيائي أو بيولوجي، حيث تتجدد في الطبيعة أكبر من نسب استعمالها، وتتولد من تياارت متواصلة ومتتالية في الطبيعة، كطاقة الكتلة الحيوية وطاقة باطن الأرض والطاقة الشمسية، طاقة المد والجزر في المحيطات وطاقة الرياح حركة المياه(IPCC,2012).

2.مصادر الطاقة المتجددة في مصر:

تتعدد وتندرج أنواع الطاقة المتجددة التي تتميز بالعديد من السمات الخاصة فهي مصادر طويلة الاجل حيث تعتمد على مصادر طبيعية، فهي تتولد بشكل مستدام وتتميز بأنها غير ناضبة وتتوافر في الطبيعة بصورة غير محدودة او بصورة محدودة، ويمكننا تقسيمها الى نوعين مصادر قيد التشغيل والاستخدام بدرجات متفاوتة في مصر وهي تتمثل في مصادر الطاقة الشمسية، والطاقة المائية والرياح، وطاقة الكتلة الحيوية وطاقة حرارة باطن الأرض، ومصادر مازالت ضمن التجربة وتستخدم بنسب منخفضة مثل طاقة الهيدروجين وطاقة المد والجزر:

2.1الطاقة الشمسية:

الطاقة الشمسية هي الطاقة التي نقوم بتوليدها مباشرة من ضوء الشمس ،و الطاقة الشمسية يتم استخدامها كـطاقة حرارية أو يتم تحويلها إلى طاقة كهربائية ،والخلايا الشمسية التي تقوم بتحويل أشعة الشمس إلى كهرباء تسمى باسم الخلايا الضوئية، وأشعة الشمس تتكون من جسيمات صغيرة تسمى (الفوتونات)، وبالنسبة لمصر تعتبر الطاقة الشمسية  من مصادر الطاقة النظيفة المستدامة نظرا لتوفرها معظـم أيام السنة بشدة إشعاع شمسي مرتفع، حيث تقع مصر ضمن منطقة الحزام الشمسي الاكثر مناسبة لتطبيقات الطاقة الشمسية، ولا تقتصر تطبيقات الطاقة الشمسية في مصر على توليد الكهرباء فقط وانما على امدادات اخري ضمن الطاقة النظيفة(خضر، 2003).

2.2طاقة الرياح: 

هي ان يتم استخدام طاقة الرياح في تحريك الأشياء والاستفادة منها ويتم تحويل حركة الرياح إلى شكل آخر من أشكال الطاقة ،وهي طاقة بيئية لا يصدر منها ملوثات مضرة بالبيئة، يتجه العالم الآن بعد ظاهرة الاحتباس الحرارى فضلا عن التلوث، لاعتماد مصادر الطاقة المتجددة كمصادر طاقة بديلة وللتخفيف من استخدام الوقود الأحفوري، ولهذه الأسباب يسعى التقدم التكنولوجي إلى خفض تكلفة الطاقة المتجددة لتوسيع انتشارها، والطاقة المنتجة من الرياح هي مصدر الطاقة المتجددة الأقل تكلفة مقارنة بجميع المصادر الأخرى(محمود،2012) .  

2.3الطاقة المائية: 

هي تمثل نوع من أنواع الطاقة المتجددة حيث يتم استخدام الطاقة الحركية للمياه الجارية في تحريك عنفات أو توربينات بشكل دائري، والعنفات بدورها متصلة بمولد كهربائي يدور مع العنفات في مجال مغناطيسي فيتم توليد الكهرباء، ومن أنواعها طاقة المد والجزر فهي شكل من أشكال الطاقة المتجددة التي يتم الحصول عليها بسبب تناوب مستويات سطح البحر، يتم تسخير الطاقة الحركية من الارتفاع الطبيعي وانخفاض المد والجزر وتحويلها إلى كهرباء، حيث يحدث المد والجزر بسبب قوى الجاذبية المشتركة للقمر والشمس والأرض (United Nations,2018).

4.2 الطاقة الكتلة الحيوية: 

هي تجميع الغازات المنبعثة من المخلفات النباتية كالأشجار والخضار وبقايا مخلفات قصب السكر وغيرها من المخلفات التي تقوم بالانبعاث واصدار غازات منها الميثان والذي يتم تجميعه ويستخدم لاحقا في تطبيقات عديدة منها تشغيل محطات الطاقة الكهربائية بواسطة حرقة مثله مثل الغاز الطبيعي الاحفوري المستخرج من باطن الأرض(محمد، فؤاد،2018).

5.2 طاقة الحرارة الأرضية: 

طاقة الحرارة الارضية هي القيام بالاستفادة من الحرارة المنبعثة من باطن الأرض وتسخيرها لتسخين الماء، والذي بدوره يقوم بتدوير تربينات لتوليد الطاقة الكهربائية كما يتم استعماله أيضا في عملية تدفئة المنازل في المناطق الباردة ويعتبر أحد أهم وأكثر الوسائل التي يتم إنتاج الطاقة من خلالها نظرا لاستمرايتها (محاد، بن سمير،2017).

6.2 الطاقة الكهرومائية: 

هي طاقة المياه المتحركة من اماكن عالية الي منخفضه لتوليد الكهرباء، تستخدم الطاقة الكهرومائية طاقة المياه المتدفقة من الأعلى إلى الأسفل، ويمكن أن تتولد من الخزانات والأنهار، وتعتمد محطات تخزين الطاقة الكهرومائية على المياه المخزنة،  بينما تستغل محطات الطاقة الكهرومائية في مجرى النهر الطاقة من مجرى النهر، غالبا ما يكون لخزانات الطاقة الكهرومائية استخدامات متعددة: توفير مياه الشرب ومياه الري، والتحكم في الفيضانات والجفاف، وخدمات الملاحة، وإمدادات الطاقة وتعد الطاقة المائية حاليا أكبر مصدر طاقة متجددة في قطاع الكهرباء وهي تعتمد بشكل عام على أنواع هطول الأمطار المستقرة(الأمم المتحدة،2015).

3.خصائص الطاقة المتجددة:

هناك سمتان مشتركتين بين مصادر الطاقات المتجددة هما سمه التجدد و كذلك سمه عدم تلويث البيئة، إلا أن لكل منها خصائص وسمات تميزها عن غيرها وسيتم ذكر منها:

1.3 خصائص الطاقة الشمسية: 

-تتسم الطاقة الشمسية حيث تعمل على توفير مصادر الامن البيئي فالطاقة الشمسية طاقة نظيفة لا ينتج عن إنتاجها واستهلاكها اضرارا، وتزداد اهميتها في ظل تزايد حدة المشاكل البيئية التي يشهدها العالم.

-تعتبر مصدرا متجددا غير قابل للنضوب مما يسهل إمكانية إنشاء المشاريع المستديمة التي تعتمد في تلبية احتياجات الطاقة من الطاقة الشمسية.

-عدم خضوع الطاقة الشمسية لسيطرة النظم السياسية والدولية والمحمية التي قد تحد من التوسع في استغلال أي كمية  منها، بالإضافة لإمكانية توفير تقنية المعتمدة في تحويل الطاقة الشمسية إلى أشكال الطاقة  المختلفة، إضافة إلى توفر عامل  الأمان  بالنسبة  للعاملين  في مجال إنتاج الطاقة من الشمس مقارنة بالعاملين في مجال استغلال الطاقات التقليدية (جاويش، إبراهيم، 2000).

2.3 خصائص طاقة الرياح: 

طاقة الرياح طاقة محمية متجددة لا ينتج عن استغلالها أي غازات ملوثة، كما أن الأراضي المستخدمة كحقول لرياح يمكن استخدامها واستهلاكها  في  أغراض أخرى  كالزارعة والرعي، كما يمكن وضع التوربينات فوق المباني، بالإضافة الي استخدامها كبديل للوقود الأحفوري، وهي طاقة وفيرة وقابلة للتجدد وتوجد بعموم المناطق، إلا أن وفرتها تختلف من موقع إلى آخر، وهي طاقة نظيفة متجددة لا ينتج عنها انبعاثات مثل الغازات الدفيئة أوغازات الاحتباس الحراري أثناء التشغيل (أحمد،عبد الحميد،2018).

3.3 خصائص طاقة الكتلة الحيوية:

تتسم طاقة الكتلة الحيوية انها تنمو في فترة زمنية قصيرة نسبياً مقارنة بموارد الوقود الأحفوري التي تستغرق مئات الملايين من السنين لتجديدها بذلك لن تنفد الكتلة الحيوية لاستخدامها في إنتاج الطاقة، مما يجعلها مورداً متجدداً، وتساهم في الاعتماد بنسبة أقل على الوقود الأحفوري حيث كلما ازد استخدام طاقة الكتلة الحيوية قل الاعتماد على الوقود الأحفور ي مما يساهم بشكل رئيسي في تغير المناخ والقضايا البيئية الأخرى، كما أن وفرة مواد الكتلة الحيوية المتاحة تفوق بكثير وفرة الوقود الأحفوري، مما يجعلها مصدر وقود متاحاً بسهولة أكبر(IEA,2007).

4.3 خصائص طاقة الكهرومائية: 

-الطاقة المائية طاقة غير ملوثة للبيئة حيث ان توليدها واستهلاكها لا يشمل أي من الاستخدامات الملوثة للبيئة كالاحتراق والعمليات الفيزيائية والكيميائية التي تنبعث من خلالها الغازات(الأمم المتحده ،2013).

-تيسير عملية توليد الطاقة الكهربائية منها بسهولة، بالإضافة الي التحكم في استخدامها حسب احتياجات استهلاكها مما يساهم بشكل كبير في الصناعة بشكل عام والاقتصاد بشكل خاص.

-كما تتسم وتتميز بسرعة نقلها وتوزيعها بالإضافة الي مرونتها في الاستخدام.

4.أهمية الطاقة المتجددة:

الطاقـة المتجـددة تعد مـن المصـادر ذات الأهمية للطاقـة العالميـة، حيث لها أهميـة كبري تتمثـل في أنها لها أهميـة بيئيـة حيـث أن أهـم التـأثيرات البيئيـة ترتبط ارتباط وثيق باسـتخدامات الطاقـة فيمـا يعـرف بظـاهرة الاحتبـاس الحراري ، وعلـى النقيض من ذلك فلاسـتخدامات الطاقـة المتجـددة تأثير ملموس في حمايـة البيئـة نتيجـة لمـا تحققـه مـن انخفاض في معدلات انبعاث تلك الغازات ومنه للتلوث البيئي.

ومن الأهمية الأخرى أنها تمثل مصـادر غـير نابضـة حيث انه يـتم إعـادة تكوينهـا في الطبيعـة بسـرعة على نقيض مصـادر الطاقـة الأحفوريـة، حيث تلعـب دورا كبيرا حيث تساهم في تلبية نسبة مرتفعة من المتطلبات الطاقوية مما يساعد في اسـتغلال الطاقـة المتجـددة مـن زيـادة اعتمـاد الـدول علـى مصـادرها المحليـة ومنـه تخفـيض الضـغط علـى الأسـواق العالميـة للطاقات التقليدية، بالإضافة إلى أنه يسمح بخلق فرص عمل جديدة ومن ثمة زيادة الدخل السنوي تحسين فـرص وصـول خـدمات الطاقـة إلى المنـاطق البعيـدة والقـرى النائيـة ذات الاسـتهلاك الضـعيف .

5.اهم النظريات والنماذج الاقتصادية المتعلقة بالدراسة:

يمكننا ان نستعرض من خلال تلك الدراسة رؤية واضحة وتعبيرية للنظرية الكلاسيكية ورؤيتها للطاقة ، وان نظرنا من ذلك المنظور نجد ان الاطار الكلاسيكي في هذا الشأن ارتكز على ثلاث مداخل لتوضيح العلاقة للنمو المرتبط بالإنتاج من خلال (الأرض ،العمل ، رأس المال) وأدرج ان عنصر الطاقة يؤثر بشكل غير مباشر على النمو الاقتصادي  ،وهذا بطبيعة الامر الذي يوضح فكر (ادم سميث )حول الحالة الساكنة للاقتصاد والامر الذي اشارت اليه الدراسة في تطور النظريات عن فكر الكينزى ووجهته في هذا الامر انه ادخل ضروري ادخال عنصر الاستثمار الذي يعتبر منبعا للنمو الاقتصادي والذي أشار اليه من خلال الاعتماد على بعض النماذج ولكنه أيضا اتفقت هذه النظرية مع النظرية الأخرى حيث اجمع الاقتصاديون على ان الطاقة من اهم محفزات النمو الاقتصادي (ذوقان،2014).

وهذا يجعلنا نتطرق لدراسة اخرى والتي تشابه افكار تلك الدراسة مع الدراسة السابق ذكرها، من خلال عرضه لتطور الفكر من خلال المنظور والاطار النيو كلاسيكية التي أيضا تعاملت مع الاقتصاد من منظور منغلق حيث أنها لم تعالج بشكل مباشر موضوع الطاقة كأحد مدخلات الإنتاج تعاملت معه بشكل غير مباشر ضمن العناصر الوسيطة للإنتاج اذا ان دالة الإنتاج التي تعبر عن النمو الاقتصادي لم تتضمن عنصر الطاقة كمدخل أساسي أيضا ويمكننا استنباط بشكل واضح ان حيث اجمع الاقتصادي على ان الطاقة من أهم محفزات النمو الاقتصادي وأن وجهات النظر حول النظريات الاقتصادية قادت الى التركيز في الدراسات التي تلتها حول ادراج عنصر الطاقة ضمن عناصر الإنتاج الرئيسة وهذا ما يوضح لنا تشابه بين النظريات (أنور ،2018).

وبالنظر الى نماذج الاقتصادية في الاقتصاد التي كانت علامة بارزه في تفسير ماهيه العوامل التي تؤثر على النمو الاقتصادي نجد ان هذه دراسة قد اشارت الى نموذج سولو (1956) للنمو الخارجي الذي تعامل مع البعد التكنولوجي كمتغير خارجي، وان هذا النموذج لم يشير او يفسر معالجه عناصر الطاقة كأحد العناصر المؤثرة في النمو الاقتصادي ليس له علاقة مباشره بالإنتاج (المحيسن والطراونة،2018).

وأيضا بالنظر للدراسات التي أوضحت نمو داخلي والتي أن اختلفت عن الدراسة السابقة أنها عالجت البعد التكنولوجي داخليا بما يمكن ان النمو الاقتصادي مستمر في الارتفاع والنمو بمعدلات متزايدة على عكس ما اوضحه نموذج السابق ذكره، اذا انه أيضا لم يدرج البعد الطاقوى واعتمد على تفسير ظاهرة النمو الداخلي بغض النظر عن عنصر وهذا ما قد يتشابه مع النموذج السابق (محمد،2021).

كما يتضح  إضافة نموذج الاقتصادي Solow عنصر الطاقة بافتراض ضعف قابليتها للمبادلة بعوامل انتاجية أخرى، ويستنتج من ذلك أنه في حالة ندرة مصادر الطاقة تصبح عائقاً لعملية النمو ومن ثم الوصول لمرحلة الثبات عند مستوى دخل منخفض، ولكن عند وفرتها يتحقق النمو الاقتصادي بمستويات أعلى ،واستخلصت النماذج الاقتصادية ان إدماج التطور التكنولوجي مع مصادر الطاقة ومن ثم كفاءة استخدامها  يؤدي إلى إحداث وفرة في استخدامات مصادر الطاقة، ولكن على الجانب الآخر يصبح التطور التكنولوجي سبباً لزيادة استهلاك الطاقة فيما يسمى بأثر الارتداد للاستهلاك الطاقة حيث في حالة استخدام الآلات الأكثر كفاءة تنخفض تكلفة الوحدة من خدمات تلك الآلات ومن ثم تشجع على استهلاك المزيد من الطاقة( stern,2010) .

مما سبق عرضه من النظريات السابقة والنماذج الاقتصادية التي تناولت الإطار النظري يمكننا ان نستخلص بؤرة مختلفة لهذه النتائج من خلال ادراج عنصر الطاقة ام الا فتوصلنا في النظريات الاقتصادية ومنها النظرية الكلاسيكية أن الطاقة ليست من عناصر الإنتاج الأساسية ولكنها من أهم محفزات ومحددات النمو الاقتصادي، وهذا ما التوصل اليه في النظرية الكينزية، وعلى النقيض نجد أن النماذج الاقتصادية منها نموذج النمو الداخلي لم يدرج هذا البعد الطاقوي، وعلى الجانب الاخر نجد ان نموذج النمو الخارجي Solow أوضح الأثر الغير مباشر للبعد الطاقوي بعمليات الإنتاج وادماجها مع التطور التكنولوجي وهذا ما يوضح مدى الاختلاف في الادبيات النظرية التي توصلنا اليها من خلال تلك النظريات والنماذج الاقتصادية لتوضيح ماهيه العلاقة واهم مؤثراتها على النمو الاقتصادي ولكننا نرى اجماع الاقتصاديين حول تضمين الطاقة بصورها المختلفة ضمن اهم محددات النمو الاقتصادي، ومن ثم نستخلص دور البعد الطاقوي للطاقة المتجددة ضمن محددات عوامل الإنتاج والذي سوف يتم تضمنيه من خلال دراستنا.

6.مراجعة الادبيات التطبيقية :

كما ذكرنا أن دراسة العلاقة بين استهلاك الطاقة والنمو الاقتصادي حظيت باهتمام واسع وكبير من قبل الباحثين والأكاديميين وهو ما يظهر بوضوح في العدد الكبير من الدراسات التي تناولت هذه العلاقة بالدراسة والتحليل التطبيقي لها وسوف يتم تقسيم الادبيات التطبيقية وفقا لمعيار نتائج الدراسة وهو ما سوف يتم عرضه:

6.1 الدراسات التي أوضحت وجود علاقة موجبة بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي:

قد تناولت دراسة sabri and Ben Salha (2011) دراسة لتحليل العلاقة السببية بين النمو الاقتصادي واستهلاك الطاقة المتجددة في دول البريكس Brics (الهند، البرازيل، روسيا، الصين، جنوب افريقيا) خلال الفترة (1971-2010) باستخدام منهجية نموذج الانحدار الذاتي لفترات الابطاء (ARDL) ونموذج تصحيح الخطأ(VECM)، لدراسة العلاقة طويلة وقصيرة الاجل بين استهلاك الطاقة المتجددة، الناتج المحلى الإجمالي وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وقد أظهرت نتائج الدراسة الأثر الإيجابي بين استهلاك الطاقة المتجددة والناتج المحلى الإجمالي الحقيقي في هذه الدول .

وهذا ما يتضح تشابها مع دراسة (2016 )  Spetanباختلاف المنهجية المستخدمة في دراسة تحليل العلاقة بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي وثاني أكسيد الكربون في الأردن باستخدام بيانات لوحية  (Panel) للفترة (1982-2012)، حيث استخدمت الدراسة تطبيق نموذج التكامل المشترك لتحليل العلاقة في الأجل الطويل بين النمو الاقتصادي واستهلاك الطاقة المتجددة  وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، كما تم تطبيق نموذج تصحيح الخطأ(VECM) لتحديد العلاقة الديناميكية في الأجل القصير، وقد تم أظهرت نتائج الدراسة على  وجود علاقة طردية طويلة الأجل بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي في الأردن.

وقد تناولت دراسة (2014) Leitaa تحليل العلاقة بين النمو الاقتصادي الذي تم التعبير عنة بالناتج المحلي الاجمالي وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون واستهلاك الطاقة المتجددة خلال الفترة من  (1970-2010) في  دولة البرتغال واستخدمت الدراسة تطبيق نموذج تصحيح الخطأ (VECM)، وأظهرت نتائج الدراسة الى انه هناك علاقة إيجابية بين النمو الاقتصادي واستهلاك الطاقة المتجددة وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الأجلين الطويل والقصير في البرتغال، في حين نجد دراسة اخري قامت بتطبيق نفس النموذج (VECM) وتطبيق أيضا اختبار (ARDL) في اندونيسيا باستخدام سلسلة زمنية خلال الفترة (1990-2014) ، لتفسير اتجاه العلاقة بين النمو الاقتصادي واستهلاك الطاقة المتجددة بدراسة أثر استهلاك الطاقة المتجددة على النمو الاقتصادي معبرا عنه بالناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، وقد أظهرت نتائج  الدراسة على وجود علاقة طردية ايجابية بين النمو الاقتصادي واستهلاك الطاقة المتجددة في الأجلين القصير والطويل (Kobhai, 2018).

وقد تناولت دراسة أخرى (Ajlouni (2015 تحليل العلاقة بين استهلاك الطاقة في تحفيز النمو الاقتصادي واستهلاك الطاقة، وكذلك في تحليل اتجاه السببية بين النمو الاقتصادي واستهلاك الطاقة بالتطبيق على دولة الاردن من خلال استخدام بيانات سنوية في الفترة من (1980-2012) باستخدام نموذج الانحدار الذاتي ذي التوزيع المتباطئ (NARDL) وقد أظهرت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ثنائية ايجابية بين النمو الاقتصادي واستهلاك الطاقة في الأردن ، وهو ما يعد ما تم التوصل اليه من نتائج  مع اختلاف اتجاه العلاقة السببية في بعض الدول حيث أظهرت دراسة (Odugbesan & Rjoub (2020 لفحص العلاقة بين النمو الاقتصادي وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون  واستهلاك الطاقة في كل من: المكسيك وإندونيسيا ونيجيريا وتركيا وذلك خلال الفترة (1993-2017) باستخدام اختبار (ARDL)، وقد اظهرت نتائج الدراسة على وجود علاقة سببية أحادية الاتجاه من استهلاك الطاقة إلى النمو الاقتصادي بالنسبة لكل من (نيجيريا وإندونيسيا)، اما كلا من (المكسيك وتركيا) فانطبقت عليهم فرضية التغذية الراجعة العلاقة بين استهلاك الطاقة والنمو الاقتصادي ثنائية الاتجاه بمعنى أن استهلاك الطاقة يؤدي إلى النمو الاقتصادي والنمو الاقتصادي يؤدي إلى زيادة في استهلاك الطاقة.

وقد تناولت دراسة Beser and Beser (2017) لتحليل العلاقة بين استهلاك الطاقة بمحدداتها والنمو الاقتصادي وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بالتطبيق على تركيا خلال الفترة (1960-2015) باستخدام نموذج (ARDL)، وقد أظهرت نتائج الدراسة الى ان هناك ارتباط بين زيادة معدلات نمو نصيب الفرد من الناتج بزيادة استهلاك الطاقة وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وهذا ما يعد ما توصلت اليه الدراسة الخاصة من خلال Abid & Sebri(2012) لتحليل العلاقة بين استهلاك الطاقة والنمو الاقتصادي بالتطبيق على تونس خلال الفترة (2017-1980) باستخدام اختبار (جوهانسون) حيث أظهرت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة طردية ايجابية تمتد من النمو الاقتصادي إلى استهلاك الطاقة في الأجل الطويل .

6.2الدراسات التي أوضحت وجود علاقة سالبة بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي:

تناولت دراسة (Albaima Suleima & Baka(2015 إلى تحليل عن العلاقة الديناميكية بين استهلاك الطاقة والتلوث البيئي والنمو الاقتصادي بالتطبيق على دولة تنزانيا من خلال استخدام منحنى كوزنتس البيئي بالاعتماد على البيانات السنوية للفترة (1975-2013) بالتطبيق اختبار(Yamamoto-Toda)، وأظهرت النتائج أن استهلاك الطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون ليس لهما تأثير كبيرا على النمو الاقتصادي وان استهلاك الطاقة له أثر سلبي على النمو الاقتصادي، وهذا ما يعد تشابه في نتائج دراسة Molele & Ncanywa (2018)  باختلاف المنهجية المتبعة ، حيث استهدفت الدراسة تحليل العلاقة بين استهلاك الطاقة والنمو الاقتصادي بالتطبيق على جنوب افريقيا خلال الفترة (1980-2018)، باستخدام نموذج متجه تصحيح الخطأ VCEM)) لتحليل العلاقة قصيرة وطويلة المدى بين استهلاك الطاقة والنمو الاقتصادي وتوصلت الدراسة إلى أن استهلاك الطاقة له علاقة سلبية بالنمو الاقتصادي وان استهلاك النفط له علاقة إيجابية بالنمو الاقتصادي.

وقد تناولت دراسة ocal and Asian (2012) تحليل العلاقة بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي بالتطبيق على تركيا خلال الفترة (1990-2010) باستخدام منهجية ARDL))، وقد أظهرت نتائج الدراسة على وجود علاقة تكامل مشترك بين المتغيرات، وعلى وجود علاقة سلبية لاستهلاك الطاقة المتجددة على النمو الاقتصادي ووجود علاقة سببية أحادية الاتجاه من نمو الاقتصادي الي استهلاك الطاقة المتجددة، وهذا ما يعد تشابها دراسة (Kulionis (2013 باختلاف المنهجية المستخدمة حيث هدفت إلى دراسة العلاقة السببية بين الناتج المحلي الاجمالي واستهلاك الطاقة المتجددة وانبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون في الدنمارك من خلال استخدام بيانات سنوية تمتد من الفترة (1972-2012) بالتطبيق على الدنمارك، وقد استخدمت الدراسة نموذج التكامل المشترك(Johansen)، وقد أظهرت نتائج الدراسة إلى عدم وجود دلالة احصائية بين النمو الاقتصادي واستهلاك الطاقة المتجددة وعدم وجود تكامل مشترك بين المتغيرات، وهذه النتائج ترجع الى أن الدنمارك واحدة من أقل الدول استهلاك للطاقة على المستوي العالمي حيث تستهلك الحد الأدنى من وحدات الطاقة نسبة الى مدخلات الانتاج الأخرى.

وقد تناولت دراسة pinho,soares,silva (2012)  تحليل أثر زيادة استخدام الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء على الناتج المحلي الاجمالي الحقيقي وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون وذلك باستخدام نموذج الانحدار الذاتي الهيكلي svar) ) بالتطبيق على عينة مكونة من اربع دول(الولايات المتحدة الامريكية-الدنمارك-البرتغال-اسبانيا)  خلال الفترة (1960-2004) قد أظهرت نتائج الدراسة إلى ان زيادة الحصة المستخدمة من الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء يؤدي الي تراجع مستويات النمو الاقتصادي وذلك لارتفاع تكلفة انتاج الطاقة المتجددة حيث قد توصلت الدراسة أن هناك تاثير سلبي لاستهلاك الطاقة المتجددة على النمو الاقتصادي، و قد ارجعت الدراسة ذلك الى امكانية التخفيف من حدة الاثر السلبي من خلال الاعتماد على التقدم التكنولوجي المرتبطة باستخدامات الطاقة المتجددة، وهناك دراسة اخري تشابهت مع بعض نتائج الدراسة السابقة Katsuya(2017) بالتطبيق على 42 دولة متقدمة خلال الفترة (2002-2011) باستخدام منهجية (panel data) لدراسة العلاقة بين انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والنمو الاقتصادي واستهلاك الطاقة المتجددة والغير متجددة، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن هناك أثر سلبي لاستهلاك الطاقة غير متجددة والمتجددة على النمو الاقتصادي للبلدان النامية، بالإضافة الي أن اختلفت مع الدراسة السابقة ان توصلت ان استهلاك الطاقة المتجددة على المدى الطويل له أثر إيجابي .

ومن خلال استعراض الادبيات التطبيقية وفقا لتصنيف حسب معيار النتائج ، فقد استوضح من خلال التحليل السابق للأدبيات أهمية الطاقة المتجددة في عملية النمو الاقتصادي، وقد توصلنا وفقا لهذا التصنيف دراسات توصلت الى الأثر الايجابي لاستهلاك الطاقة المتجددة على النمو الاقتصادي، وقد كما استوضح بتحليل الدراسات كان نتيجة للتطور التكنولوجي الخاص باستخدامات مرتبطة بالطاقة المتجددة، وحسب التصنيف الاخر توصلت بعض الدراسات الى الأثر السلبي لاستهلاك الطاقة المتجددة على النمو الاقتصادي وقد أرجعت الادبيات ذلك وفقا لارتفاع التكلفة لإنتاج الطاقة المتجددة، وبعض استعراض الادبيات السابقة تكمن دراستنا في محاولة الاسهام في سد فجوة بعض البحوث الاقتصادية لتحليل العلاقة بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي لفترة طويلة نسبيا (1990-2020) من خلال الاعتماد على منهجية ARDl  من خلال التطبيق على مصر.

  • الجزء التاني:اثر استهلاك الطاقة المتجدده علي النمو الاقتصادي في مصر خلال الفترة (1990-2020): التحليل الوصفي.

1.وصف متغيرات الدراسة:

تمهيد :

وفقا لفترة الدراسة سننقوم بعرض مجموعه من الأدوات التحليلية الوصفية الخاصة بمتغيرات الدراسة، بالإضافة الي تحليل تطور متغيرات الدراسة خلال فترة الدراسة(1990-2020)، وهي تمثل سلاسل زمنية سنوية للمتغيرات خلال فترة الدراسة ، وسنقوم بعرض لعدد من الإحصائيات الوصفية واستعراض وتحليل تطور مختلف المتغيرات حسب فترة الدراسة :

        جدول (1): توصيف متغيرات الدارسة خلال الفترة (1990-2020)

 

 

Count Skewness Max Min st Dev Median Mean Column1
    31 -0.387752 2.598500 1.340000 0.415159 2.085900 2.030597 CO2
    31  

0.249194

     23.72445 8.022373 5.499296 12.53497 14.88788 REC
    31 0.436554 71.68063 30.24655 10.30891 46.17964 48.10151 TO
    31 0.483236 3398.801 637.8976 938.7360 1332.339 1796.532 Gdp

                     المصدر: من اعداد الباحثين اعتماد على برنامج (EView

المصدر: من اعداد الباحثين اعتماد على برنامج (EViews 12).

 

  • يوضح الجدول (1) الاحصاءات الوصفية لمتغيرات الدراسة ، نلاحظ ان عدد المشاهدات السنوية 31 مشاهده، وقد بلغ متوسط انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون 2.030597 ومتوسط استهلاك الطاقة المتجددة14.88788 ، ومتوسط الناتج المحلي الإجمالي1796.532، وقد بلغت قيمه الانحراف المعياري لاستهلاك الطاقة المتجددة حوالي 5.499296 والتي تصف مدي تشتت البيانات عن وسطها الحسابي ، في حين بلغ أعلى وأقل معدل انبعاث ما يقرب من 2.598500 , 340000 طن على التوالي، في حين ان معامل الالتواءSkewness لكل من المتغيرات: الناتج المحلي الإجمالي، استهلاك الطاقة المتجددة، الانفتاح التجاري  كما تبين في الجدول السابق انه موجب، أي أن معدل تغيره موجب، في حين أن معامل الالتواء لمتغير انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سالب أي جهة اليسار ويشير ذلك إلى أن معدلات تغيره سالبه.

 

 

2.مصفوفة الارتباط بين متغيرات الدراسة (correlation matrix) :

 

             جدول (2) :مصفوفة الارتباط بين متغيرات الدراسة.

 

 

TO            CO2   REC     GDP              
0.303043 0.104347 0.839050 1.0000 GDP
0.074561 0.016002 1.0000 0.748978  REC
0.192442    1.0000 0.016002 0.104347-        CO2
1.0000 0.19244242 0.074561 8.030436  TO

المصدر: من اعداد الباحثين اعتماد على برنامج (EViews 12).

  • من خلال الجدول السابق (2) نجد وجود ارتباط قوي موجب بين متغيري الدراسة متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي GDP و استهلاك الطاقة المتجددة REC حيث بلغ حوالي (0.839050)، وهذا يعد مؤشر قوي على وجود علاقة بين متغيري الدراسة،ونجد وجود ارتباط طردي ضعيف (0.016002) بين استهلاك الطاقة المتجددة وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون  CO2، ونجد وجود ارتباط طردي ضعيف (0.104347-) والاشارة السالبة تدل علي العلاقة العكسية بين انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون  CO2 و متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي GDP، ونجد أيضا وجود ارتباط طردي قوى (8.030436) بين الانفتاح التجاري والنمو الاقتصادي .

3.منحنيات توصيف متغيرات الدراسة:

3.1.طبيعة العلاقة والتطور بين معدل نمو استهلاك الطاقة المتجدده ومعدل نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي  الإجمالي الحقيقي خلال الفترة (1990-2020) ، من خلال الاعتماد على معدل النمو الخاص بكل متغير.

شكل(1): تطورمعدل نمو استهلاك الطاقة المتجدده ومعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي خلال الفترة(1990-2020).

المصدر: من اعداد الباحثين اعتماد على برنامج (EViews 12).    

  • من خلال الشكل (1) السابق يمكنا تقسيم تطور متغير استهلاك الطاقة المتجددة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي وفقا لمعدل نموه إلى أربعة مراحل ففي الفترة الأولى من سنة 1990حتى سنة 1999نجد انخفاض في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي جراء أزمتي 1985 و 1990انهيار أسعار نفط، وعلى النقيض من ذلك نجد خلال الفترة من 1990 حتي سنه 1999 شهدت مصر ارتفاع نسبي نحو الاعتماد والتحول حول مصادر الطاقة المتجددة نظير ازمة تصاعد الانبعاثات الكربونية بوتيرة سريعة والتوجه نحو مصادر الطاقة البديلة مما ساهم في معادوه ارتفاع طفيف في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة من 1990 حتي سنة 2001 جراء وتيرة الاصلاحات الهيكلية، والتي تشمل القطاع المالي، السياسات النقدية، في حين نجد  المرحلة خلال الفترة 2002 حتي سنه 2008 وان كان شهد معدل نمو نصيب الفرد من الناتج الإجمالي الحقيقي ارتفاع وان كان طفيف خلال 2006 الي 2008 في حين خلال نفس المرحلة تذبذبات وانخفاض في معدلات استهلاك الطاقة المتجددة جراء الازمات التي عصفت بالاقتصاد المصري وخاصه الازمة الاقتصادية العالمية 2008 وارتفاع التكاليف الخاصة بمصادر الطاقة المتجددة وعلي الرغم من ذلك شهدت خلال نفس الفترة من (2006-2007) ارتفاع نسبي في معدلات نمو استهلاك الطاقة المتجدده ، وخلال العرض السابق نجد ايضا ان نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي  شهد تقلبات مرتبطة بأسعار النفط وإنتاجه ووصلت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها، اما في المرحلة الأخيرة من 2009 حتي سنه 2020 شهد معدل نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي تقلبات حيث نجد ارتفاع بنسب متفاوتة جراء الجهود الإنمائية والضغوط الخاصة التي مرت بها مصر، كما نجد ان بعض التقلبات ترجع الي جراء تصاعد أزمات متتاليه والديون الخارجية، ونجد ارتفاع معدل نمو استهلاك الطاقة المتجدده خلال الفترة من 2018 الي 2020 نتيجة تزايد الاهتمام العالمي بمصادر الطاقة المتجددة وتبني الدولة استراتيجيات تقنين والتوسع نحو مصادر الطاقة البديلة كبديل استراتيجي تنافسي.

3.2.طبيعة العلاقة والتطور بين معدل نمو انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ومعدل نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي خلال الفترة (1990-2020).

   شكل (2): تطورمعدل نمو انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ومعدل نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي.

المصدر: من اعداد الباحثين اعتماد على برنامج (EViews 12).    

  • نلاحظ من خلال الشكل السابق (2) تذبذبات معدلات نمو انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ومعدل نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي خلال فترة الدراسة، حيث نجد أن مصر خلال ازمه وطاه ارتفاع معدلات نمو الانبعاثات الكربونية في مصر بنسبة 140%(WMO,2012) خلال الفترة بين عامي 1990 و2016 مع وجود تذبذبات وانخفاضات طفيفة خلال الفترة بمتوسط سنوي 3.5%(World bank,2013)، الامر الذي بدوره انعكس بشكل سلبي في انخفاضات وتقلبات في معدلات نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة وخاصة التقلبات خلال الفترة 2008 الي 2011 تعاقب ذلك بعد ارتفاعات لمعدلات نمو الانبعاثات الكربونية خلال الفترة، وخلال الفترة من 2018 حتي سنه 2020 نجد توجه نحو انخفاض نسب انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون جراء اقدام الدولة نحو الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة ومشروعات لزياده القدرة الانتاجية لتخفيض نسب انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والامر بدوره الذي انعكس على ارتفاع طفيف في معدلات نمو نصيب الفرد من الناتج الإجمالي الحقيقي وان انعكس بعد ذلك انخفاضات متتالية طفيفه خلال الفترة.
  • الجزء الثالت: التحليل القياسي.

 تمهيد:

سوف نتجه الى قياس العلاقة كميا طبقا لمنهجية الدراسة التي ننتهجها وسنقوم بأجراء عدد من الأدوات والاختبارات القياسية لاختبار العلاقة بين أثر استهلاك الطاقة المتجددة على النمو الاقتصادي خلال الفترة (1990-2020)،و قبل البدء في تقدير النموذج سنقوم بتقدير

اختبار استقرار السلاسل الزمنية باستخدام اختبار ديكي- فوللر  Adf (Dickey-Fuller test) و اختبار فيليب-بيرون Phillips-Perron test (PP)  للتأكد من أن المتغيرين موضع الدراسة مستقران (ساكنه) لكى يتم التأكد من استقراريه سلاسل الزمنية للمتغيرات، وبأجراء اختبار التكامل المشترك(Bounds test) و نموذج تصحيح الخطأ (An error correction model)ECM  وإجراءات تشخصية (Diagnostics test) وكما سوف يتم توضيحه من خلال العرض التالي:

1.اختبار استقراريه وسكون السلاسل الزمنية:سوف يتم دراسة سكون واستقرار السلاسل الزمنية لمتغيرات الدراسة:

عند المستوي At level          عند الفرق الأول 1St difference
intercept trend and I None          intercept Trend and I None
المتغير T-statistic T-statistic T-statistic T-statistic T-statistic T-statistic
GDP -0.206556 -2.643527 1.490368 -3.628696 -3.584452 -3.298751
prob    prob prob prob prob prob
0.9273 0.2654 0.9632 0.0113 0.0490 0.0018
المتغير T-statistic T-statistic T-statistic T-statistic T-statistic T-statistic
REC -1.531895 1.667142 -0.829798 -1.712513 1.667142 -0.829798
prob   prob prob prob prob prob
0.5036 1.0000 1   0.3478 0.4146 1.0000 0.3478
المتغير                T-statistic T-statistic      T-statistic T-statistic T-statistic t-statistic
CO2 -1.714627 -0.685480      0.634993 -6.080462 -3.586052 -5.92623
  prob prob         prob prob prob prob
  0.4140 0.9651        0.8480 0.0000 0.0509 0.0000
المتغير                T-statistic T-statistic –       T-statistic T-statistic T-statistic T-statistic
TO -2.228091 -2.312798 –       -0.831344 -4.185569 -4.106798 -4.16907
  prob prob     prob prob prob prob
  0.2012 0.4144      0.3474 0.0029 0.0159 0.0002

 المصدر: من اعداد الباحثين اعتمادا على مخرجات برنامج (Eviews 12).

  • نتائج الاختبار: نجد ان المتغيرات غير مستقرة عند المستوي حيث ان قيمه prob كبيرة وبذلك نقبل الفرض العدمي (سلسه غير مستقرة ) ، ولكن الاخذ في الاعتبار نتائجهما عند الفرق الأول فنجد (الثابت والاتجاه، الثابت فقط، من غير الثابت ومن غير الاتجاه) يستقرون عند الفرق الأول حيث قيمه prob صغيرة أي ان متغيرات مستقرة أي نرفض الفرض العدمي ونقبل الفرض البديل عدم وجود جذر الوحدة أي ان السلاسل الزمنية مستقرة عند الفرق الأول مما يسمح لنا باستخدام منهجيةARDL)) وسوف نقوم بأجراء اختبار جذر الوحدة باستخدام فيليب Phillips-Perron test (PP)  للتأكد من استقراريه متغيرات الدراسة:
  1. اختبار جذر الوحدة باستخدام فيليب Phillips-Perron test (PP):

 

 

عند المستوي At level          عند الفرق الأول 1St difference
intercept trend and I None intercept Trend and I None
المتغير T-statistic T-statistic T-statistic T-statistic T-statistic T-statistic
   GDP -0.297940 -2.207476 1.274808 -3.258435 -3.200845 -3.216551
prob    prob prob prob prob prob
0.9139   0.4686 0.9450 0.0266 0.1040 0.0023
المتغير T-statistic T-statistic T-statistic T-statistic T-statistic T-statistic
REC -1.653700 0.857204 -2.266409 -1.816840 -2.183371 -1.930490
prob   prob prob prob prob prob
0.4437 0.9996     0.0249 0.3652 0.4806 0.0524
المتغير                T-statistic T-statistic       T-statistic T-statistic T-statistic T-statistic
CO2 -1.724727 -0.355251     0.657903 -6.059897 -6.688036 -5.912724
  prob prob            prob prob prob prob
  0.4091 0.9848            0.8527 0.0000 0.0000 0.0000
المتغير                T-statistic T-statistic         T-statistic T-statistic T-statistic T- statistic
TO -1.414910 -1.892428 -0.831344 -4.230370 -4.154622 -4.219199
  prob prob            Prob prob prob prob
  0.5617 0.6335 0.3474 0.0026 0.0143 0.0001

المصدر: من اعداد الباحثين اعتمادا على مخرجات برنامج (Eviews 12).

  • نتائج الاختبار: من الجدول السابق لاختبار Phillips-Perron test (PP) يتضح أن متغيرات الدراسة غير مستقرة عند المستوى حيث قيمه prob كبيرة (أكبر من 5%) وبذلك فان متغيرات غير مستقرة، ولكن الاخذ أيضا في الاعتبار كما أشرنا الى الفرق الأول ونجد ان عند الفرق الأول متغيرات الدراسة مستقرة حيث أن قيمة prob صغيرة وبذلك تكون المتغيرات الخاصة بدراسة مستقرة وهو ما توصلنا اليه أيضا عند اجراء اختبار Adf لتأكد من استقراريه وسكون السلاسل الزمنية للمتغيرات حتى يمكننا اجراء اختبار ARDL ، وحيث ان المتغيرات غير مستقرة وساكنه عند الفرق الأول الي الكشف عن وجود علاقة توازنيه بين متغيرات النموذج من خلال استخدام اختبار التكامل المشترك بين متغيرات الدراسة باستخدام اختبار (Bounds test).

3.تقدير وتقييم النموذج القياسي:

  • سنقوم باجراء اختبارا تشخصيا Diagnostics test لكي يتم تشخيص النموذج والتاكد من عدم وجود مشاكل قياسية وللتأكد من عدم وجود مشكلة الارتباط التسلسلي بين البواقي فسوف نستخدم اختبار Breusch-Godfrey Serial Test وهو ما يتم توضيحه .

3.1اختبار Breusch-Godfrey Serial Test:

      جدول(5): مخرجات Breusch-Godfrey Serial Test lm test للارتباط التسلسلي بعد التصحيح.

 

 

      0.1029     Prob. F(2,9)     2.958716 F-statistic
      0.0047     Prob. Chi-Square(2)     10.71033 Obs*R-squared

 

     المصدر: من اعداد الباحثين اعتماد على برنامج (EViews 12).

  • نتائج الاختبار: يتضح من الجدول السابق ان القيم الاحتمالية لاختبار LM الخاص بهذا النموذج لكلا منF-statistic, Chi-Square) ) أكبر من 5% وبالتالي لا توجد مشكلة ارتباط ذاتي بين متغيرات الدراسة .
            جدول(6): مخرجات Breusch-Godfrey Serial Test للارتباط التسلسلي بعد التصحيح.

 

 

0.0944     Prob. F(15,11)     2.210722 F-statistic
0.1617      Prob. Chi-Square(2) 20.27458 Obs*R-squared

المصدر: من اعداد الباحثين اعتماد على برنامج (EViews 12).

  • نتائج الاختبار : يتضح عدم معنوية قيم كلا من F-statistic, Chi-Square وبالتالي لا يمكن رفض الفرض العدمي على عدم وجود مشكلة عدم تجانس التباين بين البواقي أو حد الخطا العشوائي وبالتالي يكون النموذج لا يوجد به مشكلة عدم تجانس التباين.

3.2اختبار مشكلة غياب التوزيع الطبيعي للبواقي:

  • سوف نقوم باجراء اختبار مشكلة غياب التوزيع الطبيعي للبواقي طبقا للمنهجية ARDL كما سوف نوضحه بالشكل التالي :
            شكل (3): نتائج اختبار Jarque-Bera Test .

المصدر: من اعداد الباحثين اعتماد على برنامج (EViews 12).

  • نتائج الاختبار:كما يتضح في الشكل السابق ان قيمه اختبار Jarque-Bera قد بلغت 0,10489 بقيمه احتمالية تبلغ 0,948903 أي اكبر من 0,05 ، بالتالي لا يعاني النموذج من مشكلة التوزيع غير الطبيعي للبواقي مما يتضح ان بواقي النموذج تتبع التوزيع الطبيعي .

3.3اختبار المجموع التراكمي للبواقي CUSUM test :

  • سوف نقوم باجراء اختبار المجموع التراكمي للبواقي CUSUM test تم الاعتماد على اختبار مسار البواقي المتراكم لتقدير معاملات الدراسة ، حيث ان تعتمد اختبارات الاستقرار على التمثيل البياني لتطور معاملات النموذج مع الزمن ، حيث ان الاختبار يتكون من حدين علوي وسفلي يتوسطهم مسار معاملات النموذج فاذا كان خط المسار الخاص بالاختبار بين الحدين العلوي والسفلي ولم يتجاوز أي منهم فيدل ذلك علي ان معاملات النموذج مستقرة كما سوف يتم توضيحه كالاتي:
       شكل(4) : اختبار الاستقرار الهيكلي باستخدام CUSUM Test.

المصدر: من اعداد الباحثين اعتماد على برنامج (EViews 12).

  • نتائج الاختبار :كما يوضح الشكل السابق الذي يشير الي أن خط مسار الاختبار قد تم تمثيله ضمن الحدين العلوي والسفلي ولم يخرج عن نطاق أي منهما، وبالتالي فان معاملات النموذج مستقرة ولا توجد تغيرات هيكلية ضمن سلسه البيانات المستخدمة ، وذلك يعبر عن استقرار معاملات النموذج فيما يخص نتائج الاجلين القصير والطويل.

4.تحديد فترات الابطاء المثلى:

 اذا ان نموذج  ARDL يعتمد على تحديد فترات المثلى من خلال معيار المعلوماتيه لاختبار النموذج وهو

 (Criterion (Akaike information، وذلك ما سوف يتم عرضه كالاتي:

              شكل (5) : اختبار الفجوات الملائمة في نموذج الدراسة.

مصدر: من اعداد الباحثين اعتماد على برنامج (EViews 12).

  • تم اختيار هذا النموذج استنادا الى معيار المعلوماتية (AIC) (Akaike information Criterion) مع تحديد فترات الإبطاء 4كحد أعلى، واختير نموذج Ardl (,4,4,04) من بين 20 نموذج تم تقييمه، وسيتم إجراء اختبار الحدود بدءا من هذا النموذج.

5.اختبار الحدود Bounds test:

  • في ظل نموذج الانحدار الذاتي (Ardl) سوف نقوم بأجراء اختبار تكامل مشترك من خلال استخدامنا ل اختبار الحدود Bounds test لتحديد العلاقة طويلة الاجل بين متغيرات الدراسة، ويتم اجراء اختبار Bounds test في ضوء فرضيتي العدم والبديلة للكشف عن التكامل المشترك:
  • فرضية العدم: لا يوجد تكامل مشترك بين المتغيرات     H0: y1=y2.
جدول (7): مخرجات برنامج الحدود( Bounds test ) لقيمه F المحسوبة.
  • فرضية البديلة : يوجد تكامل مشترك بين متغيرات الدراسة H1: y1#y2.

 

I(1) I(0) Signif. Value Test Statistic
3.532 2.618 10% 13.23774 F-statistic
4.194 3.164 5% 1 k
5.816 4.428 1%

             المصدر: من اعداد الباحثين اعتمادا على مخرجات برنامج (Eviews 12).

  • نتائج الاختبار: من خلال الجدول السابق عرضه نجد ان قيمه F-Satistic (13.23774) اكبر من القيم الحرجة عند جميع مستويات المعنوية وأكبر من كل القيم الحرجة العظمى (I(1 ، وهذا يشير الى رفض الفرض العدمي ونقبل الفرض البديل انه يوجد علاقة تكامل مشترك طويلة الاجل بين المتغيرات تمتد من استهلاك الطاقة المتجدده الى النمو الاقتصادي وعلية يوجد تكامل مشترك بين متغيرات الدراسة  أي انه هناك علاقة توازنية طويلة المدي بين متغيرات النموذج

6.تقدير العلاقة طويلة الاجل بين متغيرات الدراسة:

  • وبعد العرض السابق لنموذج اختبار الحدود Bounds test) ) والكشف عن وجود علاقة تكامل مشترك ونظرا لوجود علاقة تكامل مشترك بين متغيرات النموذج ، وسوف عليه يتم تقدير العلاقة طويلة الاجل بين المتغيرات :
Prob.   t-Statistic      Std. Error Coefficient Variable
0.6892    0.410675     358.8975 -147.3903 CO2
0.0002   5.340701     27.00434 144.2221 REC
0.0000   11.30956     2.513819  28.43019 TO
0.0004   4.974800    1144.923 5695.763 C
جدول(8):تقدير العلاقة طويلة الاجل بين متغيرات الدراسة.

 

         المصدر: من اعداد الباحثين اعتماد على برنامج (EViews 12).

  • نتائج الاختبار: يتضح من الجدول السابق من خلال تقدير العلاقة طويلة الاجل بين متغيرات الدراسة في اطار نموذج Ardl ، من معنوية استهلاك الطاقة المتجدده والانفتاح التجاري ، أي ان استهلاك طاقة المتجدده يعزز من النمو الاقتصادي في مصر وهذا ما يتفق مع الادبيات التي تم عرضها ، ويتضح عدم معنوية والعلاقة سالبه بين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون واثر تلك العلاقة على النمو الاقتصادي أي ان زيادة استهلاك الطاقة المتجدده يؤدي الي انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وسوف نتجه الي تقدير العلاقة قصيره الاجل بين المتغيرات وتقدير نموذج تصحيح الخطأ ( An Error Correction Model)ECM .

7.نموذج تصحيح الخطأ(An Error Correction Model)ECM:

               جدول (9): نتائج تقدير نموذج تصحيح الخطأ ECM .

 

 

Prob.       R-squared t-Statistic Std. Error Coefficient Variable
0.0000 0.900309 -9.500385 0.162771  -1.546391 CointEq(-1)*

المصدر: من اعداد الباحثين اعتمادا على مخرجات برنامج (Eviews 12). 

  • نتائج الاختبار : بعد أن تم التأكد من سكون السلاسل الزمنية للمتغيرارت باستخدام اختبار ADF، والتحقق من وجود تكامل مشترك بين متغيرات الدراسة سنقوم بتقدير نموذج تصحيح الخطأ الذي يشتمل على تقدير العلاقة الديناميكية في الأجل القصير بين المتغيرات الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي (متغير تابع) والمتغيرات المستقلة استهلاك الطاقة المتجددة REC وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون  CO2 والانفتاح التجاري TO، ويتضح من الجدول السابق ان قيمه (-1)*CointEq سالبا ومعنويا حيث ان قيمته بلغت (-1.546391) مما يعني أن الاختلاف بين القيمة الفعلية يتم تصحيحها كل فترة،ويشير ذلك إلى سرعة التعديل نحو التوازن في المدى الطويل ويتخذ معامل تصحيح الخطأ اشارة سالبة وهو مقبول احصائياً عند مستوى معنوية 5%، كما بلغت قيمه R-squared ويعكس ذلك أن النموذج يفسر أكثر من حوالي 90%من التغيرات التي تحدث في قيمة المتغير التابع وتستطيع أن تفسرها المتغيرارت المفسرة لهذا النموذج والنسبة الباقية تفسرها البواقي والمتغيرات الأخرى غير الواردة بهذا النموذج.

8.اختبار علاقة السببية جرانجرGranger:

                   جدول (10): مخرجات اختبار السببية جرانجرGranger .

 

 

 

Prob. F-Statistic Obse  Null Hypothesis:
0.0144 5.09052   29 REC does not Granger Cause GDP
         
0.6959 0.36811   29   GDP does not Granger Cause REC
         
         
0.1651 1.94370   29   CO2 does not Granger Cause REC
0.1000 2.53787   29   CO2 does not Granger Cause GDP

                     المصدر: من اعداد الباحثين اعتماد على برنامج (EViews 12).

  • نتائج الاختبار: ثمة أهمية التعرف على طبيعة العلاقة السببية بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي في مصر وفقا لطبيعه وتحديد العلاقة لمتغيرات الدراسة، وأحد أهم الاختبارات التي يمکن تطبيقها في هذا الإطار هو اختبار(Pairwise Granger Causality Tests) ، ويتضح من الجدول رقم (8) أن استهلاك الطاقة المتجددةREC تسبب الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي GDPعند مستوى معنوية 5%، إذ أنه يتم رفض فرضية العدم التي تقول أن المتغير REC لا يسبب المتغيرGDP ، في حين أن المتغير GDPلا يسبب المتغير RECعند مستوى معنوية 5%، حيث أنه لا يمکن رفض فرضية العدم التي تقول أن المتغير GDPلا يسبب المتغيرREC أى أن هناك علاقة سببية في اتجاه واحد بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي تتجه من استهلاک الطاقة المتجددة إلى النمو الاقتصادي في مصر، وان التغير في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون يسبب التغير في استهلاك مصادر الطاقة المتجددة، وهذه النتيجة تتفق مع ما توصلت إليه عدد من الدراسات التطبيقية التي تناولت دراسة العلاقة السببية بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي .

9.نتائج النماذج القياسية المستخدمة:

تناولنا في هذه الدراسة البحث عن علاقة بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي واستخدمت الدراسة منهج الحدود المتكاملة (ARDL) للتعبير عن العلاقة بين المتغير التابع الناتج المحلي الإجمالي معبرا عن النمو الاقتصادي والمتغيرات المستقلة استهلاك الطاقة المتجددة والانفتاح التجاري وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ومن جملة نتائج التي قد توصلنا اليها من خلال التحليل القياسي:

ظهرت نتائج التحليل القياسي العلاقة الطردية بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي في مصر، وعلى الرغم من ذلك مازال الاعتماد كبير على مصادر الطاقة التقليدية المتسببة في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، وقد أشارت نتائج التطبيق القياسي أن هناك علاقة تكامل مشترك طويلة الأجل أى علاقة توازنيه طويلة الأجل بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي والمتغيرات الأخرى الواردة في النموذج، ومن ثم أشارت نتائج تقدير النموذج القياسي إلى الأثر الإيجابي لاستهلاك الطاقة المتجددة على النمو الاقتصادي في مصر بوجود علاقة طردية وذات دلالة معنوية بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي في مصر في الأجلين الطويل والقصير كما تم توضيحه من خلال اختبارات التي قمنا بأجرائها، وكما تم إيضاح بوجود علاقة عكسية وذات دلالة معنوية بين انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والنمو الاقتصادي في مصر خلال فترة الدراسة، فقد أوضحت معادلة التكامل المشترك معنوية متغير انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الأجل الطويل ولكن بإشارة موجبة، ذلك يرجع الي ان القطاع الانتاجي في مصر يعتمد بدرجه كبيره على استخدامات الوقود الحفري الذي يعد السبب الأكبر والاساسي في الانبعاثات الكربونية، كما أشارت النتائج إلى عدم معنوية هذا المتغير في الأجل القصير، کما تم التوصل لوجود علاقة سببية في اتجاه واحد بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي تتجه من استهلاك الطاقة المتجددة إلى النمو الاقتصادي في مصر من خلال اختبار سببية جرانجر تؤکد هذه النتيجة على أهمية استهلاك الطاقة المتجددة في تعزيز النمو الاقتصادي في مصر بالتالي أن الصدمات السلبية والإيجابية في استهلاك الطاقة المتجددة لها تأثيرات على النمو الاقتصادي في مصر.

الخاتمة:

من خلال دراستنا البحثية قد تطرقنا الي الدور الهام الذي تمثله الطاقات المتجددة في تحقيق النمو الاقتصادي وعجلة التنمية ،وقد هدفت دراستنا لدراسة تأثير الطاقة المتجددة على النمو الاقتصادي في مصر خلال الفترة (1990-2020) باستخدام التحليل الوصفي والكمي باتباع منهجية( نموذج الانحدار الذاتي للإبطاء الموزع, (ARDLومحاولة الإجابة على سؤال البحث هذا وتحليله والوصول الي نتائج حول مضامين العلاقة بين المتغيرات قيد الدراسة، حيث يتكشف لنا ان اعتماد استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي إلى أن استهلاك الطاقة المتجددة يلعب دور هام للنمو الاقتصادي والحد من المخاطر الخاصة بتقلبات أسعار الطاقة غير المتجددة وأثرها السلبي على الأداء الاقتصاد كما اتضح لنا في دراستنا من الترابط بين معدلات نمو استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي في مصر، وهو ما يؤكد على الدور الذي تلعبه الطاقات المتجددة في تعزيز النمو الاقتصادي، إلا أن التوجه نحو استغلال الطاقة المتجددة وبالرغم من تنميته إلا أنه يخطو خطوات بطيئة بالمقارنة مع الطاقات الغير متجددة وهذا قد يعود بالنسبة لمصر لعدة أسباب سواء فيما يتعلق بالتكاليف الضخمة والتكنولوجيا المعقدة التي يستلزمها  مثل هذا الاستثمار في هذه الطاقات، وعلي الرغم من الجهود المبذولة من طرف الدولة المصرية إلا أن التحديات كبيرة خاصة فيما يتعلق بالتمويل المطلوب لتلك الاستثمارات، ومن ثم من خلال نتائج النموذج القياسي الخاص بالدراسة الذي أوضح الأثر الإيجابي لاستهلاك الطاقة المتجددة على النمو الاقتصادي في مصر مما يوضح ثبوت الفرض الأول بوجود علاقة طردية وذات دلالة معنوية بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي في مصر في الأجلين القصير والطويل، وكما اتضحت نتائج دراستنا بوجود علاقة عكسية وذات دلالة معنوية بين انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون والنمو الاقتصادي في مصر حيث ان العملية الانتاجية في مصر تعتمد بشكل كبير على استخدامات الوقود الحفري المتسبب الأكبر في الانبعاثات الكربونية، والإشارة الي التأثير المتبادل بين الطاقة المتجددة والناتج المحلي الاجمالي هذا التأثير يتمثل في الدور الايجابي للطاقات المتجددة في زيادة معدلات النمو الاقتصادي، وهذا بدوره تكشف لنا ضرورة توجيه للنمو الاقتصادي علي ان يعمل كمحرك من أجل تحسين البحث والتطوير في مجال التكنولوجيات المتجددة.

ووفقاً لما تقدم، فإن الدراسة توصي بما يلي:

  • التوجه نحو تنويع مزيج من الطاقة المستخدمة مع مراعاة التواكب المستمر لمزيج من الطاقة لاحلال المصادر المتجددة محل المصادرغير المتجددة على المدى الطويل، وهذا ما يمكن تضمينه في ضوء ما تكشف لنا خلال التحليل القياسي على المدي الطويل وأثار ذلك بالتدريج على مصر.
  • ومن خلال نتائج الدراسة التي تشير الي وجود علاقة تكامل مشترك أي علاقة متداخلة بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي، فان سياسات التعامل مع استهلاك الطاقة المتجددة ترافقها سياسات تحفز النمو الاقتصادي.
  • دعم وتحفيز القطاع الخاص في التوسع في هذا النشاط من خلال استخدام الحوافز الضريبية المرتبطة بجانب الإنتاج والاستهلاك ومده بالتقنيات الحديثة في هذا المجال.
  • كما اتضح لنا في نتائج البحث العلاقة الطردية بين استهلاك الطاقة المتجددة والنمو الاقتصادي في مصر فمن الامر الجاد انتاج المزيد من الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة، علي  أن تتوجه الدولة المصرية لاستخدام واستغلال الموارد المتجددة لترشيد استخدام طاقة الوقود الأحفوري وغيرها من الموارد الغير متجددة التي تؤدي إلى زيادة ارتفاع معدلات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في ضوء ما اتضح لنا في نتائج التحليل القياسي، في حين أن طاقة الوقود الأحفوري قابلة للنفاذ وبالتالي يترتب عليه إخلال للتوازن البيئي وتهديد الاستدامة، لذا يتعين الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة من أجل تحقيق نمو مستدام لكلأ من الاقتصاد والبيئة.
  • رفع الوعي المجتمعي بتخفيض العوامل المؤدية إلى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، منها ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية وانبعاث الغازات الكربونية الطاقة الكهربائية للحد من تلوث الهواء التي من شأنها تطوير الاستثمار وتحقيق عوائد مرتفعة.
  • قائمة المراجع:

أولا المراجع العربية:

أحمد، عبد الحميد.(2018).التقييم البيئي واالجتماعي لمشروع طاقة الرياح للمنطقة الحضرية، معهد الدراسات والبحوث البيئية.

أنور، سلام.(2018).العلاقة السببية بين النمو الاقتصادي وإنتاج الطاقة الكهربائية بالعراق(1971-2011).مجلة جامعة كركوك للعلوم الإدارية والاقتصادية،9(1) ،154-179.

البنك الدولي (2008) : تحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة- حل ناشئ لسد الفجوة المائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. متاح على الموقع التالي/www.worldbank.org/mna/watergap.  .

جاويش، إبراهيم.(2000).ترشيد استهلاك الطاقة نحو اقتصاد أفضل وبيئة آمنة. مجلة جامعة دمشق، 16(1).

خضر.(2003).أمن الارض، مجلة علوم وتكنولوجیا،31(2)،171-185.

ذوقان، منهال .(2017).أثر التحول الى اقتصاديات الطاقة المتجددة على التنمية الاقتصادية في سوريا. كلية الاقتصاد جامعة دمشق،55_68.

محاد، بن سمير. (2017). استهلاك الطاقة والنمو في الجزائر: وجود واتجاه العلاقة دراسة تحليلية وقياسية . مجلة الحقوق والعلوم الإنسانية ،31(2)،171-185.

محمد، فؤاد. (2018). مصادر الطاقة الكهربائية المتاحة في مصر والعالم. كلية التجارة، جامعة عين شمس.

محمد، ضياء.(2021). أثر استهلاك الطاقة على النمو الاقتصادي في مصر. مجلة البحوث التجارية،4(4)،366-327.

محمود.(2020). الطاقة المتجددة في الوطن العربي.موقع منظمة المجتمع العلمي،31(1)،57-86.

المحيسن، طارق،  الطراونة، سعيد.(2018).العلاقة السببية بين استخدام الطاقة والنشاط الاقتصادي في الأردن. المجلة الاقتصادية، 4(2) ،23-46.

النسور، الزغبي. (2018). العوامل الاقتصادية المؤثرة في التدهور البيئي في إطار منحنى كوزنتس البيئي في الأردن. مجلة الأردنية للعلوم الاقتصادية ، 5(2)،151_166. كليةإدارة الاعمال.

ثانيا المراجع الأجنبية:

Abid, M. Sebri,M.(2012).Energy Consumption-Economic Growth Nexus: Does the Level of Aggregation . International Journal of Energy Economics and Policy 2(2),55-62.

Adetola Odugbesan, H. R. (2020). Relationship Among Economic Growth,SAGE journal.

Ajlouni, E. (2019). A Review of Solar Energy Prospects in jordan. American Journal of Modern Energy,

Beser, M. (2017). The Relationship between Energy Consumption, CO2 Emissions and GDP per Capita: A Revisit of the Evidence from Turkey.The Journal of Operations Research Statistics Econometrics and Management Information, 5(3), 354-368.

Carlos, L. N. (2014). Economic growth carbon dioxide Emission Renewable Energy and globalization. International Journal of Energy , Economics and policy, 4(3),391-399.

Carlos, P. (2012). The impact of renewable energy sources on economic growth and co2 emissions as VAR approach.

Chontanawat, J.C (2008).Doesenergy consumption cause economic growth? Evidence from a systematic study of over 100countries. Policy Modeling,209-220.

Hlalefang, K. (2018).Renewable energy consumption and economic growth in Indonesia. Evidence from the ARDL bounds testing approach: Munich Personal REPEC Archive.

Katsuya. (2017). CO2 emissions, renewable and non-renewable energy consumption, and economic growth.International Economics,6(2), 1-6.

Khawlah, S. (2016). Renewable Energy Consumption, CO2 Emissions and Economic: A Case of Jordan. International Journal of Business and Economics Research, 5(6), 217-226.

Koengkan, K. (2018). The Positive influence of urbanization on energy consumption in Latin American Countries, 20-37.

Masoud Mohammed Albaiman, N. (2015). The Relationship between energy consumption, economic growth and co2 Emissions in Tanzania. International journal of Energy Sector Management, 9(3), 361-375.

Ocal, D. &. (2013). Renewable energy consumption- Economic growth nexus in Turkey. Renewable and sustianable energy Reviews, 494-499.

Phillips, P. C., & Moon, H. R. (1999). Liner regression limit theory for nonstationary panel data.Econometrica , 67 (5), 1057-1111.

Phillips, P. C., & Moon, H. R. (1999). Liner regression limit theory for nonstationary panel data.Econometrica , 67 (5), 1057-1111.

Sadorsky, P. (2009). Renewable energy consumption and income in emerging economies. Energy Policy, 37(10), 4021-4028.

Sebri, M. (2013). On the causal dynamics between economic growth, renewable energy consumption, CO2 emissions and trade openness: Fresh evidence from BRICS countries.

Sehludi Molele, T. N. (2018). Resolving the energy-growth nexus in South Africa.

Stern, D. (1993). Energy and Growth in the USA: A Multivariate Approach Energy Economics, 15(2), 137-150.

Viktoras, K. (2013).The relationship between renewable energy consumption, CO2 emissions and economic growth in Denmark.Lund University School of Economics and Management.

  • مواقع الكترونية:

موقع البنك الدولي متاح بتاريخ 20 فبراير/                                   https://data.worldbank.org/indicator/EN.ATM.CO2E.PC?end=2014&st

موقع our world in data /  Egypt: CO2 Country Profile

موقع بريتش بتروليوم/

https://www.bp.com/en/global/corporate/energy-economics/statisticalreview

الأمم المتحدة (2015)تعريف بالطاقة المتجددة .متاح علي الموقع التالي/

https://www.un.org/ar/climatechange/raising-ambition/renewable-energy       

موقع (United Nations)Renewable energy powering a safer future/

https://www.un.org/en/climatechange/raising-ambition/renewable-energy

الأمم المتحدة(2013)الطاقة الأكثر مستقبل .متاح علي الموقع التالي/

https://www.un.org/ar/climatechange/what-is-renewable-energy

موقع (IEA)/

https://www.iea.org/fuels-and-technologies/renewables

موقع (IPPC) متاح علي الموقع التالي/

https://www.ipcc.ch/report/renewable-energy-sources-and-climate-change-mitigation/

5/5 - (3 أصوات)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى