الدراسات البحثيةالمتخصصة

التوظيف السياسي لصورة العرب والمسلمين في السينما الأمريكية  2001-2011 : دراسة تحليلية لمضمون فيلمي ( المنطقة الخضراء – المملكة)

إعداد :  مريم هشام حسن محمود –  إشراف : أ.د علي جلال – أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد و العلوم السياسية – جامعة القاهرة مصر 

 المشرف العام :  أ. د. دلال محمود   – عميد الكلية : أ. د.  محمود السعيد

  • المركز الديمقراطي العربي

 

المقدمة

منذ بدايات ظهور السينما عام 1895 استطاعت تشكيل نهج جديد وإجراء تغير جذري في أساليب الدعاية المستخدمة من أجل جذب الرأي العام حول القضايا المختلفة، حيث تستطيع تغير الأخير بالشكل الذي يناسب المصالح الخاصة بالجهة المصدرة للدعاية، فالدعاية منذ القدم استخدمت بشتى الطرق المختلفة وفي حضارات مختلفة من أجل تغيير أفكار الجمهور المستقبل والقدرة على تسييره باإلتجاه المطلوب، تغطي العروض السينمائية مجموعة واسعة من الموضوعات والمجالات مثل الثقافة والاقتصاد والسياسة والحرب وما إلى ذلك. يعد مجال السياسة أحد مجالات الدراسة التي تحظى فيها دراسة دور السينما بأهمية كبيرة. ترجع أهمية السينما في مجال السياسة بشكل عام، والسياسة الخارجية بشكل خاص، إلى حقيقة أنه يمكن استخدامها للتأثير على الرأي العام. تطورت النظرة التقليدية للعوامل المؤثرة في تشكيل العلاقات الدولية التي تعتبر نواة المجتمع الدولي، وصاحب ذلك التطور تغير النظرة قصيرة المدى واتجه العالم نحو استحداث أدوات جديدة تكون قادرة على مواكبة التطور الحادث على الصعيد الدولي، عن طريق تطويع وسائل القوة الناعمة لخدمة مصالح الدول الكبرى.

واكبت هذه الأحداث ظهور ما عرف بمفهوم القوة الناعمة على يد جوزيف ناي لوصف القدرة على الجذب والضم دون الإكراه أو استخدام القوة كوسيلة للإقناع، في الآونة الأخيرة، تم استخدام المصطلح للتأثير على الرأي الاجتماعي العام وتغييره من خلال قنوات أقل شفافية نسبيا ومن أجل الضغط من خلال المنظمات السياسية وغير السياسية بمعنى آخر الجاذبية والإقناع عوضا عن الإرغام وبذل الأموال.

كانت الولايات المتحدة من أوائل الدول التي استطاعت استعمال هذا المصطلح وتطوعيه عن طريق تسيس السينما ، على مدار السنوات  نجحت هوليوود في التسويق للسياسة الخارجية الأمريكية في مختلف الأوقات ، بداية في صراعها مع روسيا خلال الحرب الباردة ، مرورًا بتقديم مبررات من أجل توسعاتها العسكرية في العراق وأفغانستان وغيرها ، تحت ذريعة محاربة الإرهاب والجماعات المسلحة تارة ونشر القيم الديمقراطية ومحاربة النظم السلطوية تارة أخرى.

الحرب السينمائية التي شنتها الولايات المتحدة من أهم التداعيات المترتبة أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، ‏عن طريق تقديم روايتها للأحداث، ‏وتشكيل الإطار الذي تتم فيه ‏مناقشة الأزمات و كيف يفكر المُتلقي فيها. ووفق هذه الرؤیة عمدت السینما الأمریكیة منذ سنوات إلى تشویه صورة العربي وتنمیطه، أي حصره في سلوكیات إرهابیة ومتطرفة وسلبیة من الناحیة الإنسانیة فعادة ما تظهر صورة العربي في السینما الأمریكیة نمطیة محرفة تحمل دلالات عنصریة لتنقص من قیمته الفكریة وتستخف بثقافته العربیة و تصورها في صورة الثقافة المعادیة المنغلقة والبدائیة للثقافة الغربیة المتنورة في رأي صُناعها. نظرًا لأن السينما تتمتع بجاذبية واسعة ، يمكن لصانعي الأفلام استخدام هذه المنصة لإثارة محادثات حول مختلف القضايا السياسية ، مثل العرق أو الجنس أو حماية البيئة. حتى الأفلام الخيالية تحتوي أحيانًا على نواة من الحقيقة حول العالم من حولنا ، وهذا يمكن أن يدفع الجماهير إلى التفكير في معتقداتهم السياسية. لذلك ، يمكن اعتبار الأفلام أدوات قيمة لتعميق المشاركة العامة في القضايا السياسية.

أولا إشكالية الدراسة :-

لا يزال الفن السابع هو الأداة الأكثر تأثيرا ، والتي يستطيع من خلالها أصحاب المصالح حشد الأفراد حول معتقداتهم وما يؤمنون به. فهي مرآة لنقل رؤية صاحب العمل على نحو مباشر أو بشكل رمزي  لتكون بهذا التعريف جزء من الواقع الذي يعاصره الفرد في حياته ، مُشكلة الوعي لدى مُشاهديها باختلاف لغاتهم وثقافتهم وعاداتهم.

لطالما لعبت هوليوود دورًا دعائيا وكذلك دور مقيد للمشروع الإمبراطوري الأمريكي، خاصة في الشرق الأوسط. تشير هذه الدراسة إلى أن تطور هذا التمثيل قد تأثر بعمق بالأحداث السياسية. يسمح عرض هوليوود للعرب من خلال عدسة مميزة لأمريكا، بتقديم الشرق الأوسط على أنه “غريب” ومن ثم يساعد على جعله منطقة مقبولة لممارسة القوة الأمريكية.

و تتعرض السینما الأمریكیة إلى هذه القضایا بأسالیب معینة قد تكرس الوجه الحقیقي لها، و تذهب عكس ذلك، هدفها إجبار الآخر على التفكیر كما ترید الدوائر المهیمنة الكبرى في العالم، بحیث تدخل ضمن نطاق حرب المعلومات وصناعة العقول، الهدف منها إعادة تشكیل إرادة شعب آخر من خلال تغییر تصوره للواقع. أي أنها من هذا المُنطلق تُمثل أبرز أشكال سيطرة رأس المال الغربي, وقوى الإنتاج بكل مؤسساتها، من منتجين ومخرجين وممثلين، المستفيدين بدورهم من الترويج لمنتجاتهم من خلال الصناعة السينمائية.

تتمثل مشكلة هذه الدراسة في أن صورة العربي المسلم المقدمة لا تمت للواقع بصلة من قريب ، أو من بعيد – وإن كانت هناك بعض الحوادث فهي متعلقة بذويها ، ولا تمثل فكرًا أو شعبًا أو ديانة- بالإضافة إلى المغالاة في التصوير ، وأن ما يتم تقديمه في السينما المُشاهد ما هو إلا أداة في يد صانعي السياسة الخارجية الأمريكية لفرض هيمنتها فكريا.

ينبع التساؤل الرئيسي من هذه المشكلة:

  • كيف قامت الولايات المتحدة بتوظيف صناعة السينما لخدمة سياستها الخارجية؟

الأسئلة الفرعية:-

  • ما طبيعة العلاقة بين السينما والسياسة؟
  • كيف أثرت أحداث 11 سبتمبر2001 على صورة المسلم في المجتمع الأمريكي؟
  • كيف وظفت الأفلام المختارة التقنيات الفنية السمعية البصرية لخدمة الأيديولوجيا
  • الغربية ورسم صورة نمطية عن الإسلام والمسلمين؟
  • هل كانت الصور الموظفة للمسلم إنعاكس للتــوجه السياســي الأمريكي عقب (أحداث 11سبتمبر 2001).
  • كیف عبرت السینما الأمریكیة متجسدة في فیلمي المنطقة الخضراء والمملكة عن الفرد العربي ؟
  • ما طبیعة الصورة التي عكسها فیلمي المنطقة الخضراء والمملكة عن العربي؟

تحديد الدراسة:-

أولًا التحديد المكاني للدراسة:-

اختيار عينة مقصودة من الأفلام الأمريكية التي تتناول صورة العرب -المسلمين-والتي تتضمن مفاهيم وقيم اجتماعية معينة تنطوي على أيدولوجية مُسيسة تُعرض على الشاشات العالمية، تم اختيار الأفلام بما يتوافق مع أهداف الدراسة من أجل التوصل لنتيجة نهائية.

ثانيًا التحديد الزماني للدراسة:-

تم تحديد الإطار الزمني في الفترة ما بين تم 2001- 2011, ويعود سبب اختيار هذه الفترة إلى وقوع أحداث 11 سبتمبر التي ألهمت صناع السينما حول العالم لتقديم أعمال تتناول الحادث من عدة وجهات نظر . محاولة اختيار فترة  قريبة من الوقت الحالي بحيث يكون تفسير تحليل الأفلام مواكب لما يحدث حاليا من عمليات هيمنة فكرية، يُمكن القول إنه في الأعوام التي عقبت نهاية الفترة استخدمت بعض الأفلام مفهوم “الآخر” على نحو إيجابي, حيث تثير هذه الأفلام التعاطف والتفاهم الذي يساعد على سد فجوة الاختلاف، مما أدى إلى فهم أفضل، عن طريق تحدي الصور النمطية عوضا عن تعزيزها.

الهدف من هذه الدراسة :-

ترنو هذه الدراسة إلى الكشف عن الاستغلال الكامن خلف تحركات السياسة الأمريكية في ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وكيفية توظيفها للسينما في أوقات الأزمات بواسطة أفـلام تنـتج بتقنيـات غاية في التطور وقريبـة مـن الواقـع من أجل تصـنيع وإعـادة تصـنيع صـورة شـعب أو طائفـة

كما تسعى  إلى الكشف عن كيفيـة اسـتغلال الإدارة الأمريكيـة للسـينما منـذ الحـرب العالميـة الثانيـة إلى مـا بعــد أحــداث ســبتمبر ،2001 وكيفيــة توظيفهــا في أوقــات الحــرب والأزمــات، والكشــف أيضــا عــن صورة عن العرب التي تبثها السينما الأمريكية من خلال مضامين الأفلام وتحديدا في إطار فيلمي ” المنطقة الخضراء ” والمملكة”.

  • إظهار مختلف المحاور والموضوعات المتعلقة بالمسلم في السينما الأمريكية ومعرفة كيف تناولت الأفلام الأمريكية شخصية المسلم عن طريق الكشف عن أهمية الصور السينمائية في تبليغ الأفكار والمضامين الأيديولوجية.
  • دراسة معالم وخصائص الصورة الذهنية للمسلم داخل الأفلام المختارة.
  • معرفة الأفكار والخلفیات الأيديولوجية التي تتحكم في الفیلم.

أهمية الدراسة:-

أصبحت ثقافة الصورة تتلاعب بعقول المشاهدين، وتعمل على فصلهم عن الواقع , مستخدمة آليات الهيمنة في تشكيل رؤية الأفراد وتصوراتهم بما يفوق خبراته الحيويّة , واستمرت في ممارسة مهمتها التي أُوجدت لأجلها فهي قادرة على تشكيل وعيهم وتوجيه سلوكياتهم, تسعى هذه الدراسة إلى معرفة الأبعاد الضمنية التي يتم من خلالها تكريس صورة نمطية عن العرب وخصوصا المسلمين تحديدا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عن طريق فحص الرموز الواردة في فيلمي المنطقة الخضراء والمملكة .كما تكمن أهمية هذه الدراسة في كونها تتطرق إلى التمثیلیات الاجتماعية التي تسوقها السينما باعتبارها من أقوى فنون التعبير، خاصة عن الجماعات و الدول، و منها الولايات المتحدة الأمریكیة لأفلام التنميط المفرط لا سيما لشعوب المنطقة العربية.

  الأدبيات السابقة:-

دراسات تتناول التوظيف السياسي من أجل خدمة أغراض قومية أو دولية:

  • دراسة للباحث “سيف سعدي عفتان الدليمي” بعنوان “ التوظيف السياسي في موقع تويتر الخاص برؤساء الدول وانعكاسه على اتجاهات الجمهور العراقي”[1]

هدفت الدراسة إلى معرفة كيف يوفر التوظيف السياسي في تويتر وسيلة للسياسيين للتواصل مع ناخبيهم وتشكيله أداة لإدارة الحملات وجمع التبرعات ,حيث يعمل تويتر كميدان متكافئ للسياسيين، مما يسمح لهم بالتعبير عن آرائهم دون تدخل وسائل الإعلام،علاوة على ذلك يسمح تويتر لجميع أشكال التوظيف السياسي بالوجود, يمكن أن يكون للأفراد الذين يبحثون عن عمل سياسي، أو أولئك الذين يشغلون حاليًا مناصب سياسية تشمل المسؤولين المنتخبين أو المرشحين أو موظفيهم. هذا لأن التغريدات أكثر ارتباطًا ولديها إمكانية مشاركتها، بدلاً من البيانات الصحفية التقليدية ، التي قد تبدو مفتعلة، يمكن للسياسيين أيضًا الرد على أسئلة مؤيديهم والتفاعل معهم بطريقة أكثر طبيعية. الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الشفافية إلى العملية السياسية,على سبيل المثال، يمكن للسياسيين استخدام النظام الأساسي لمشاركة تقارير الحملة أو السجلات أو الصور أو مقاطع الفيديو. بالإضافة إلى إبقاء للمتابعين على اطلاع دائم بآراء السياسيين. توفر هذه المنصة أيضًا قناة للتعليقات حيث يمكن للسياسيين أن يطلبوا من ناخبيهم الحصول على مدخلات بشأن قرارات سياسية محددة، ومشاركة وجهات نظرهم التي قد تساعد في تطوير سياسات أكثر فاعلية.

  • دراسة للباحثة ” فداء عبد الدايم” بعنوان ” التوظيف السياسي لخطاب الكراهية في تغطية الرياضة: دراسة حالة لكأس العالم بقطر 2022″[2]

الهدف الرئيسي من هذا المشروع البحثي هو النظر في كيفية تلفيق خطاب الكراهية في التقارير الإخبارية حول كأس العالم 2022 في قطر في عدد قليل من وسائل الإعلام المحددة. تناقش الدراسة أيضًا العلاقة بين التوظيف السياسي، وكيف يتم بناء خطاب الكراهية في الخطاب الصحفي. تم استخدام خطاب الكراهية في صناعة الرياضة والساحات السياسية لجذب الانتباه والترويج للأجندات. المعلقون الرياضيون والمشجعون، وحتى اللاعبون أنفسهم ,أصبحت الأحداث الرياضية منصة للسياسيين لحشد مؤيديهم ونشر رسائلهم، في كثير من الحالات، يستخدم القادة السياسيون هذه الفرص لنشر خطاب الكراهية لاكتساب الشعبية وخلق انقسامات بين مؤيدي الفرق المختلفة. على سبيل المثال، في بلد متعدد الأعراق مثل أمريكا، غالبًا ما يتم توجيه الإهانات العرقية إلى لاعبين من أعراق مختلفة, مثل هذا الخطاب لا يؤدي إلا إلى إثارة التوترات العرقية وغالبًا ما يخلق انقسامات تموج في جميع أنحاء المجتمع.تطرح الدراسة المفارقة في التقارير الإخبارية حول الدول محل الكتابة، وتبلور المثال في تركيز تغطية الجارديان لدولة قطر على العامل وحقوق الإنسان الذين اعتقدوا أنهم كانوا يستولون على العمال لناءي قطر جديدة. ومع ذلك، بالنظر إلى الماضي، عندما استضافت البرازيل كأس العالم 2014، كانت إحدى المشكلات الكبيرة التي واجهتها، وتم أثباتها هي وفاة العمال. حيث توفي أكثر من عشرة عمال بناء في مواقع بناء الملاعب ، لكن صحيفة الجارديان في ذلك الوقت لم تغطهم بنفس الطريقة التي سلطت بها الضوء على ذات القضية داخل قطر.

  • دراسة للكاتبة ” الأميرة سماح فرج عبدالفتاح صالح ” بعنوان “التوظيف السياسي لاستمالات التخويف في وسائل الإعلام کما يدرکها الجمهور المصري: الحرب على الإرهاب أنموذجًا”[3]

تدور الدراسة حول التخويف وكونه أحد أكثر الأدوات شيوعًا التي تستخدمها الأحزاب السياسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط. يمكن أن يتخذ هذا أشكالًا عديدة، من العنف الجسدي إلى المضايقات والتسلط عبر الإنترنت. غالبًا ما يستخدم التخويف لإسكات الأصوات المعارضة وتثبيت معارضة حزب أو زعيم سياسي معين. أولئك الذين يرفضون الانضمام إلى حزب سياسي أو يرفضون دعم أجندته قد يواجهون عواقب وخيمة، بما في ذلك الأذى الجسدي أو فقدان الممتلكات، كما تهدف إلى الكشف عن كيفية استجابة الأفراد لاستمالات الخوف التي تحتويها التقارير الإخبارية الخاصة بتغطية الأحداث الإرهابية، وكيف يؤثر ذلك في قابلية دعم الجمهور المُستهدف إلى الخطاب السياسي المُناهض للإرهاب. كما توصلت إلى أن وجود الفاعلين في السلطة يوفر لهم وسيلة لممارسة السلطة أو المناورة السياسية، التي غالبا لا تكون في صورة واضحة للجمهور المُستهدف. بالإضافة إلى أن القصص الإخبارية حول خطر الإرهاب تجعل الأفراد أكثر ميلا إلى التسامح مع الخيارات السياسية المرتبطة بالحكومة التي تستهدف الجناة المحتملين المقابل.

التعليق:-

ركزت هذه الدراسات حول فكرة “التوظيف السياسي للأفكار” عن طريق استخدام ودمج الإيديولوجيات أو المفاهيم السياسية من أجل تحقيق هدف أو أجندة سياسية محددة. يمكن استخدام هذه الأفكار للتأثير على الرأي العام ، أو الترويج لسياسة أو موقف معين ، أو حتى تبرير تصرفات كيان سياسي. بالإضافة إلى طرحها فكرة عن الآلية التي يستخدمها الأفراد إبان وجودهم في مواقع تسمح لهم بممارسة السلطة عن الاعتماد على  إقناع الأفراد أو المجموعات بتبني منظور معين . يُمكن التعقيب في هذا الصدد أن فكرة التوظيف السياسي ليست حكرًا على الشخصيات العامة بل قد يستخدمها السياسيون عن طريق الادعاءات المبالغ فيها لجذب الانتباه وتوليد الدعم لأفكارهم. على سبيل المثال ، قد يدعي أحد السياسيين أن سياسة معينة ستخلق “وظائف للجميع” دون تقديم أدلة كافية أو توضيح كيفية حدوث ذلك. يمكن أن يكون هذا النوع من الاتصال السياسي فعالًا ، ولكنه قد يكون مضللاً أيضًا

يُمكن أن يؤدي إلى نقص في التفكير النقدي وفشل في الفهم الكامل للقضايا السياسية المعقدة. حيث ينبغي تشجيع الأفراد على التفكير بأنفسهم وتحليل القضايا بعمق بدلاً من الاعتماد على الرسائل السياسية المبسطة. ومع ذلك ، فإن مؤيدي هذه الاستراتيجية يجادلون بأنها ضرورية من أجل التواصل بشكل فعال مع مجموعة متنوعة من السكان وغالبًا ما تكون غير منخرطة سياسياً.

دراسات حول علاقة هوليود بالسياسة الخارجية الأمريكية:

  • دارسة للباحث ” إمراه ايدمير” بعنوان “ استخدام هوليوود كأداة قوة ناعمة في إستراتيجية السياسة الخارجية من الولايات المتحدة الأمريكية”[4]

تتحدث الدراسة حول كون هوليوود وسيلة نفسية لإنتاج الأيدولوجيا في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، حيث تستطيع التواصل مع الجمهور المستهدف، وتشارك عالميًا في ضخ صورة أمريكا في أذهان الناس، هي وسيلة ترفيهية تسهل نقل الرسائل الاجتماعية والسياسية للولايات المتحدة. تخبر هوليوود ثقافة الأمريكيين، وتسوّغ أن القيم الديمقراطية مطلوبة في العالم، وتحاول وضع أنماط حياة الجمهور الأجنبي في المجالات الاجتماعية والسياسية في شكل مناسب للقيم الأمريكية. تعمل كحامية لسياسة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية. خاصة في الأفلام التي تدور حول الأحداث العسكرية والتاريخية التي حدثت، تحمل موضوعات الأفلام خصائص هدف السياسة الخارجية للولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، يعد تنفيذًا هامًا للدبلوماسية العامة حيث يتم تقديم الثقافة الأمريكية، التي تحظى على الإعجاب من ناحية كونها منفتحة ومتنقلة. وتوصلت في النهاية إلى أن الأفلام هي أداة للسياسة الخارجية يتم تطبيقها على دول أخرى على شكل سعر مفروض أو عقوبة .

  • دراسة للدكتور “ميلود رقيق” بعنوان “هوليوود في خدمة السياسية الأمريكية؟[5]

تهدف الدراسة إلى الكشف عن ماهية الصورة المثالية التي يحاول البيت الأبيض رسمها للجندي الأمريكي من خلال السينما ومدى نجاحه في فرض هذه الرؤية على رجال السينما، كما تحدثت عن انتقال السينما من أيدي مخترعيها إلى أيدي رجال الأعمال،ثم انتقلت للحديث عن التعاون الرسمي بين هوليوود والبيت الأبيض في الحرب العالمية حين استدعى الرئيس روزفلت إلى البيت الأبيض مجموعة من المنتجين السينمائيين والممثلين المشهورين في هوليوود ليشاركوا في الدعاية الحربية، وقامت هذه الفئة بالفعل في التعبئة النفسية للشعب الأمريكي لمساندة بلادهم في الحرب. توصلت في النهاية إلى أن الفيلم هو الوسيلة الوحيدة في الآونة الأخيرة الذي قام بتحويل شفرة المشهد الدبلوماسي / السياسة الخارجية. حيث كانت سينما هوليوود في الواقع ساحة معركة أو “تضاريس متنازع عليها” للتدفقات الأيديولوجية الأخيرة في الحياة الأمريكية.

  • دراسة للباحث “احسان مزدخة ” بعنوان ” الظهور في السلطة إعادة إنتاج القوة الناعمة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة مع التركيز على سينما هوليوود في عصر ما بعد الوباء”[6]

من خلال التركيز على أفلام هوليوود ، تهدف الدراسة إلى فهم نمط عودة القوة الناعمة للولايات المتحدة في عصر ما بعد الجائحة. يشير الاستنتاج العام للورقة إلى أن أفلام هوليوود ستستخدم نمطًا ناشئًا للقوة الناعمة في عصر ما بعد كورونا بناءً على نشاط محدد خلال السرد كأداة إعلامية لنشر القوة الناعمة للولايات المتحدة. توصلت الدراسة إلى أن وسائل الإعلام تساعد بشكل فعال في إدارة التشريع والسياسة الخارجية. من خلال مجموعة متنوعة من الأساليب ، يعكسون ويعيدون إنتاج معلومات السياسة الخارجية في الخارج, يمكن لمشاركة وسائل الإعلام القوية في السياسة الدولية أن تزيد من تأثير الأمة وخطابها بالإضافة إلى تهميش المنافسين وخنق الاتصال بينهم ، وهي ممارسة تُعرف باسم سياسة التراخي. تشير الدراسة إلى أنه من خلال الاعتماد على منتجات هوليوود ، ستنشر الولايات المتحدة مُثُل سياستها الخارجية وتكرر قوتها الناعمة في حقبة الوباء وما بعد الوباء. تحاول الولايات المتحدة استعادة قوتها الناعمة وتعزيز نظام غير متوازن كما يتضح من هذه العلاقة الديالكتيكية بين الحاضر والمستقبل (إعادة إنتاج القوة)؛ بمعنى ، يمكن لهذه الأمة استخدام وسائل الإعلام لبناء علاقات بين المجتمع المدني الافتراضي والتآزر العالمي ، وتعزيز مكانتها كقائدة عالمية ، وتمثيل نمط هوية ثقافية موحد.

التعليق:-

ركزت هذه الدراسات حول مدى تمتع هوليوود بعلاقة طويلة الأمد مع السياسة الخارجية الأمريكية، حيث تتمتع الأفلام غالبًا بالقدرة على التأثير في التصور العام للدول الأخرى وقيمها. في كثير من الحالات، تم استخدام الأفلام كأداة لتعزيز وجهات النظر الإيجابية لتحالفات أمريكا مع تشويه سمعة أعدائها. كما ركزت على انتقاد الصناعة لإدامة الصور النمطية لبعض المجموعات العرقية ولتعزيزها الاستثنائية الأمريكية. ويمكن التعقيب بخصوص هذا الصدد أنها لما تقم بعرض الجدال حول ميل هوليوود إلى تمجيد الولايات المتحدة وقيمها ومدى مساهمة ذلك في  الشعور بالاستحقاق بين المواطنين الأمريكيين ، مما أدى إلى عدم التعاطف مع الثقافات الأخرى وعدم الرغبة في الانخراط في حل النزاعات.

دراسات تناولت صورة العربي / المسلم في السينما الأمريكية:

  • دراسة للباحثة سمية فوزى محمد أنيـس بعنوان “صورة الآخر فى السينما الأمريكية دراسة تحليلية لصورة العربى فى الفترة من 2000-2010”[7]

تذهب الدراسة إلى رؤية أن صناعة السينما الأمريكية تقوم بصناعة قوالب أُطلق عليها إسم ” نكهات” بغرض استقطاب كتلة جماهيرية كبيرة, ، لا يقتصر تصوير الآخر في السينما الأمريكية على العرق فحسب ، بل يشمل أيضًا العرق والجنس والجنس والدين والطبقة الاجتماعية. في الأفلام ، يُصوَّر الآخر على أنه شخص يختلف اختلافًا جوهريًا عن بطل الرواية أو غالبية الممثلين. يمكن أن يؤدي هذا إلى الرسوم الكاريكاتورية أو الصور النمطية التي تعزز شبح الآخر كشخص بعيد عن القاعدة. في بعض الأحيان، يتم تقديم الآخر على أنه غريب أو مثير للشفقة أو يمثل تهديدًا ، وغالبًا ما يؤدي إلى تمثيلات غير دقيقة و متحيزة.توصلت الدراسة إلى أن وسائط الدعاية ساهمت في نشر وتدعيم صورة العربي ككائن ذكوري تحركه الغريزة في التعامل مع السيدات بالإضافة إلى تسليطها الضوء على قيم وموروثات ثقافية بعيدة عن حسابات العقل والحكمة وهو ما يُنافي الواقع.كما استشهدت الدراسة بآراء مجموعة من المستشرقين الذين قاموا بوضع فرضية آلية مفادها الغرب العقلاني والشرق العاطفي.

  • دراسة للباحث أدموند غريب بعنوان ” شقوق في صورة العرب عند الأمريكي”[8]

توضح الدراسة أن المشكلة تكمن في حقيقة أن الغالبية العظمى من الأمريكيين غير مدركين للثقافة العربية وممارساتها الدينية وحقيقة أن معظم العرب أناس معتدلون ومسلمون ورحيمون. ونتيجة لذلك، أدى التصوير السلبي للعرب إلى التنميط العنصري والعنف والتمييز. صورة العربي الأمريكي يكتنفها الازدراء والتضليل، مما خلق مناخ غير مرحب به للأشخاص من أصل عربي في البلاد، الأمر الذي يمكن إرجاعه إلى في تصوير العرب في صورة سلبية لعقود بسبب عرض وسائل الإعلام لهم على أنهم همجيون وعنيفون وغير متسامحين- وهي قوالب نمطية تولد مشاعر معادية للعرب وحتى كراهية تجاه السكان. كان هذا التصوير منتشرا منذ السبعينيات إلى عام 2001، مما أدى إلى انتشار الإسلاموفوبيا بين الأمريكيين. تشير الدراسة إلى وجود وعي متزايد بالضرر الناجم عن مثل هذه التحريفات، عن طريق خلق بيئة شاملة، بيئة تسعى جاهدة لمراعاة التنوع واحتضان الثقافات المختلفة من خلال التبادل الثقافي والحوار والمشاريع المشتركة. من خلال تحطيم الصور النمطية، قد يتقبل الأمريكيون صورة بديلة للعرب.

  • دراسة للباحث ” مروان نايف عدوا” بعنوان ” صورة العرب في السينما والتلفزيون الأمريكي”[9]

تهدف الدراسة إلى تحديد خطورة الدور الذي تلعبه السينما الأمريكية في تشويه صورة الإسلام والدول العربية في منطقة الشرق الأوسط والعالم، كما تشير الدراسة إلى خطورة السيطرة التي يمارسها اللوبي الصهيوني على السينما الأمريكية منذ نشأتها، أن التشويه لا يقتصر على السينما بل يمتد ليشمل التلفزيون وأن معظم هذا التشويه من أجل صناعة الكراهيَة والعنصرية، بالإضافة إلى أن السينما استغلت ضعف قدرة العرب على خلق أفلام مضادة للهيمنة المفروضة عليهم. توصلت الدراسة إلى أن أثر اللوبي الصهيوني على هوليوود يتم بواسطة جهود الضغط والمساهمات المالية. عن طريق منظمات مثل المنظمة الصهيونية الأمريكية ولجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية التي دافعت عن القضية الصهيونية في الولايات المتحدة. كما شجعوا صانعي الأفلام على تقديم وجهات نظر مؤيدة لإسرائيل للجمهور الأمريكي. مما طرح موضوعات وتمثيلات تُظهر الأجندة الصهيونية. بعض الأمثلة الشهيرة للسينما الأمريكية التي تروج للُمثل الصهيونية، فيلم “نزوح” 1960 و قائمة شندلر 1993 حول جهود أحد الصناعيين الألمان لإنقاذ أرواح اليهود خلال الهولوكوست.

التعليق:-

ركزت هذه الدراسات حول صورة العرب السلبية والنمطية إلى حد كبير. كما طرحت فكرة إلى أي مدى يمكن ان تكون هذه الصورة السلبية السلبية ضارة لأنها تغذي المشاعر المعادية للعرب. يُمكن التعقيب على هذا المحور حول كونه لم يطرح فكرة تنوع وتعقيد الثقافة والمجتمع العربي وإن الحاجة ليست في مجرد تصحيح الصورة بل الأمر يحتاج إلى وضع صورة أكبر قادرة على احتضان هذا الاختلاف واستياعابه بواسطة تعزيز التعاطف والتفاهم تجاه جميع أفراد المجتمع العربي.

التعليق العام على الأدبيات:-

تقر الأدبيات بوجود علاقة وثيقة بين التوظيف السياسي والسينما حيث أن كلا منهما يعمل في خدمة الآخر، شق العديد من السياسيين طريقهم إلى صناعة الترفيه ، بينما أبدى صانعو الأفلام أيضًا اهتمامًا بالسياسة. هذه العلاقة ليست جديدة ، فقد شاركت هوليوود دائمًا في السياسة إلى حد ما. ومع ذلك ، فقد أصبح واضحًا بشكل متزايد خلال القرن العشرين ، حيث أصبحت السينما وسيلة قوية للدعاية السياسية والحملات وجمع الأموال. غالبًا ما تكون المشاركة السياسية في صناعة السينما عرضة للنقد والقلق ، حيث يمكن أن تؤدي إلى تمثيلات أو دعاية متحيزة. يمكن ملاحظة ذلك في الرقابة على الأفلام وعصر القائمة السوداء في هوليوود ، حيث تم وضع صانعي الأفلام والممثلين على القائمة السوداء بسبب معتقداتهم السياسية. بالإضافة إلى ذلك ، أصبح الضغط السياسي في صناعة السينما مصدر قلق أيضًا ، حيث تسعى الشركات إلى التأثير على المشرعين فيما يتعلق بالملكية الفكرية والقرصنة والحوافز الضريبية. وبالتالي ، من المهم الحفاظ على التوازن بين المشاركة السياسية والحرية الفنية في صناعة السينما.

منهج الدراسة:-

يقع النطاق الزمني الخاص بالدراسة في الفترة ما بين 2001 إلى نهاية عام 2011 وهي السنوات التي عقبت أحداث 11 سبتمبر كانت سلسلة من أربعة أحداث، تمكن فيها 19 إرهابي من تنظيم القاعدة من خطف 4 طائرات ركاب، ومهاجمة برجي التجارة العالمي في نيويورك، ومقر البنتاغون، أما الطائرة الرابعة تحطمت في حقل بالقرب من شانكسفيل، بنسلفانيا، قبل مهاجمة مبنى الكابيتول على الأرجح. وأسفرت الحوادث عن مقتل ما يقرب من 3000 شخص بدأت تبعات هذه الحادثة عندما أخذت القنوات الإخبارية في التكهن بالخلفية الإسلامية والعربية لمنفذي الحادث, كما أن هذه الفترة هي التي تم خلالها إنتاج أفلام تنطوي على  تأثير الهجمات على شخصية العربي المسلم في أفلام هوليوود ، والتي أصبح لها معاني وأطر مختلفة ، صاحبت ظهور البطل الأمريكي القوي الذي يمثل الخير، دوما، وقضى على الأشرار وعالم الفضاء الخارجي وحماية كوكب الأرض من الدخلاء.وبناءًا على ماسبق تم اختيار فيلمي: المملكة (تاريخ العرض الاول 28 سبتمبر2007), المنطقة الخضراء (تاريخ العرض الأول 12 مارس 2010) .

يستخدم الباحث أداة تحليل المضمون، وهي وسيلة للقيام باستنتاجات عن طريق التحديد المنظم والموضوعي لسمات معينة في الرسائل الاتصالية ويستند الباحث في هذا الجزء إلى تحليل النص للوصول إلى الاستنتاجات عن المرسل من ناحية، وعن الأسباب أو خلفيات الرسالة الاتصالية من ناحية أخرى. فمن خلال تحليل مضمون النصوص يمكن للباحث التمييز بين الكلمات أو التعبيرات المميزة على حدة.يعمل التحليل على رصد أوجه التشابه بين كلا الفيلمين والسمات العامة لكل منهما من أجل تشكيل صورة كاملة عن رؤية السينما الأمريكية للعرب وخصوصا الخلفية الأيدولوجية وراء هذه الصورة. تتمثل إحدى المزايا المهمة لاستخدام نهج تحليل المحتوى في القدرة على فحص كميات كبيرة من النصوص واستخلاص رؤى منها, يضمن استخدام هذا النهج أن يظل تحليل البيانات موضوعيًا ، على الرغم من التحيزات المحتملة للباحث ،علاوة على ذلك ، يوفر طريقة منظمة وصارمة لتحليل البيانات النصية ، مما يسهل على الباحث التركيز على العناصر ذات الصلة وتحديد الموضوعات والقضايا الرئيسية التي تنقل الرسالة المقصودة للمؤلف.

يحتوي المنهج على مجموعة من الافتراضات الأساسية:

أولاً الرسائل الواردة في الاتصال يمكن أن توفر نظرة ثاقبة للسياقات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي أنتجتها. وذلك لأن الرسائل تعكس المواقف والمعتقدات والقيم والأعراف التي يقوم عليها المجتمع الذي أنتجها.

ثانيا من الممكن استنتاج المعاني والتفسيرات الاجتماعية من محتوى الاتصال. هذا يعني أنه من خلال تحليل اللغة المستخدمة في النص ، يمكن للباحثين تحديد المعنى والسياق الكامنين لما يحاول المؤلف نقله. يعتمد هذا الافتراض على فكرة أن اللغة أداة قوية للتعبير عن الأفكار والقيم ، وأنه من الممكن استنتاج المعنى المقصود للتواصل من خلال فحص الكلمات المستخدمة فيه.

ثالثا من الممكن تصنيف محتوى الاتصالات وتحديده كمياً. هذا يعني أنه يمكن للباحثين تطوير إطار عمل للفئات التي تلتقط السمات الأساسية للتواصل الذي يقومون بتحليله. من خلال القيام بذلك ، يمكنهم تحديد الأنماط والاتجاهات في المحتوى ، واستخدام الأساليب الكمية لاختبار الفرضيات حول العلاقة بين فئات المحتوى المختلفة والظواهر الاجتماعية.

تدور الدراسة حول نظرية التوظيف السياسي للسينما :
كان استخدام السينما كأداة سياسية موضوع نقاش لبعض الوقت,هناك العديد من النظريات حول كيفية استخدام السينما لخدمة أغراض سياسية.

إحدى هذه النظريات هي نموذج الدعاية[10], وفقًا لهذا النموذج ، تستخدم الحكومات السينما لنشر أفكار وإيديولوجيات معينة ، ولخلق صورة إيجابية عن الحزب الحاكم بين الجماهير. في هذا السياق ، يُنظر إلى السينما على أنها أداة قوية للاتصال الجماهيري ، والتي يمكن استخدامها للتأثير على رأي الجماهير.
نموذج الإمبريالية الثقافية[11], وفقًا لهذه النظرية ، فإن صناعة السينما في هوليوود وغيرها من صناعات الأفلام الغربية لها تأثير مهيمن على ثقافات البلدان الأخرى. يُنظر إلى هذا التأثير على أنه ضار بالقيم والتقاليد الثقافية لهذه البلدان. تنتقد نظرية الإمبريالية الثقافية فرض القيم الغربية على الدول الأخرى من خلال أفلامهم.

النظرية الثالثة هي نموذج الاقتصاد السياسي[12] وفقًا لهذا النموذج ، تعد السينما جزءًا مهمًا من اقتصاد البلد ، وغالبًا ما تتماشى مصالح صناعة السينما مع مصالح الطبقة الحاكمة, في هذا السياق ، يُنظر إلى السينما على أنها تُستخدم للحفاظ على علاقات القوة والهياكل الاقتصادية في بلد معين. كما يُنظر إليها على أنها وسيلة يمكن من خلالها للطبقات الحاكمة جني الأرباح من الجماهير.

هناك العديد من النظريات حول كيفية استخدام السينما كأداة سياسية ، إلا أنه من الواضح أن السينما لها تأثير قوي على وعي الناس وسلوكهم. من المهم بالنسبة للمواطنين إدراك الأسس الأيديولوجية والسياسية التي قد تكمن وراء الأفلام التي يشاهدونها. تقدم النظريات -حول مفهوم التوظيف- التي تم عرضها هنا نقطة انطلاق لفحص الطرق التي يمكن من خلالها استخدام السينما لخدمة المصالح السياسية.

النظرية الرابعة هي نظرية ما بعد الاستعمار ، والتي تؤكد على دور السينما في تمثيل ومقاومة هياكل السلطة الاستعمارية. تجادل هذه النظرية بأن السينما لعبت دورًا حاسمًا في المشروع الاستعماري من خلال تعزيز قيم ومعتقدات وأسلوب حياة المستعمر مع تشويه سمعة المستعمر. سلط منظرو ما بعد الاستعمار الضوء على الطرق التي استخدم بها صانعو الأفلام من البلدان المستعمرة سابقًا السينما لتمثيل ثقافاتهم وتاريخهم وتحدي التمثيلات التي تنتجها القوى الاستعمارية.

النظرية الخامسة هي نظرية التحليل النفسي التي تؤكد على دور السينما في تشكيل الرغبات اللاواعية ومخاوف المشاهدين. تجادل هذه النظرية بأن السينما لديها القدرة على خلق إحساس بالتمييز بين المشاهد والشخصيات على الشاشة ، مما يؤدي إلى عدم وضوح الحدود بين الذات والآخر. سلط منظرو التحليل النفسي الضوء على الطرق التي يمكن من خلالها استخدام السينما للتلاعب بالرغبات والمخاوف اللاواعية للمشاهدين من أجل تعزيز أجندات سياسية. – يُمكن اعتبار هذه النظرية هي الأقرب في شرح سبب تبني الأمريكان ذاتهم صور عدائية تجاه العرب-.

النظرية السادسة نظرية العولمة، التي تؤكد على دور السينما في النشر العالمي والتنافس على القيم الثقافية والأيديولوجيات. تجادل هذه النظرية بأن السينما لديها القدرة على تجاوز الحدود الوطنية وخلق ثقافة عالمية مشتركة تتحدى وتعارض الخطابات الثقافية السائدة. سلط منظرو العولمة الضوء على الطرق التي تم بها استخدام السينما لتعزيز الإمبريالية الثقافية ومقاومتها من خلال الترويج لرؤى بديلة للثقافة والهوية.

النظرية السابعة والتي سنقوم بالتركيز عليها داخل هذا البحث هي نظرية الهمينة، تلعب نظرية الهيمنة دورًا حاسمًا في تفسير الإطار النظري بين السينما والسياسة. والذي طوره الماركسي الإيطالي أنطونيو غرامشي، نشأ هذا المفهوم من تحليله لديناميكيات السلطة داخل المجتمع. تشير الهيمنة إلى هيمنة مجموعة أو طبقة معينة على الآخرين من خلال الوسائل الخفية للقيادة الثقافية والفكرية والأخلاقية. في سياق السينما والسياسة ، توضح هذه النظرية كيف يتم نشر الأيديولوجيات المهيمنة من خلال الأفلام لتشكيل الرأي العام والحفاظ على السيطرة الاجتماعية. غالبًا ما تعزز السرديات السينمائية هياكل السلطة الحالية من خلال تطبيع قيم ومعتقدات وسلوكيات معينة مع تهميش وجهات النظر البديلة. من خلال قدرتها على إثارة المشاعر والاستفادة من اللاوعي الجماعي لدينا ، تعمل السينما كأداة قوية لصنع الموافقة والحفاظ على الوضع الراهن. من خلال دراسة كيفية مساهمة أفلام معينة في الهيمنة الأيديولوجية أو المقاومة، يمكن للعلماء اكتساب رؤى حول السياقات الاجتماعية والسياسية الأوسع والعلاقة المعقدة بين التمثيل السينمائي والحوكمة.

الإطار المفاهيمي:-

تتناول الدراسة مجموعة من المفاهيم

أولًا :القوة الناعمة 

هي مصطلح صاغه جوزيف ناي في عام 1990 ، والذي يشير إلى قدرة بلد ما على تحقيق أهدافه السياسية عن طريق الإقناع والجذب بدلاً من الإكراه أو القوة. تزداد أهمية القوة الناعمة في العلاقات الدولية ، وتتأثر بعوامل متعددة مثل الثقافة والتاريخ والتعليم والأنظمة السياسية والأنظمة الاقتصادية. 

هناك العديد من النظريات حول القوة الناعمة ، والتي تساعد في شرح كيف يمكن للدول الحصول عليها واستخدامها بشكل فعال:

واحدة من أكثر النظريات شهرة هي نظرية جوزيف ، يجادل ناي بأن القوة الناعمة للدولة تأتي من ثلاثة مصادر: ثقافية وسياسية مؤسساتية. تأتي المصادر الثقافية من تاريخ الدولة وتقاليدها وموسيقاها وفنها أفلامها وتخلق جاذبية. بالإضافة إلى ذلك ، بينما تأتي المصادر السياسية من قيم الدولة وأنظمتها السياسية ، وتُستمد المصادر المؤسسية من السياسات والإجراءات التي تتخذها حكومة معترف بها دوليًا على أنها شرعية. كما يؤكد على أن القيم والسياسات السياسية ، فضلاً عن الصادرات الثقافية ، ضرورية للقوة الناعمة لأي بلد.

تتمحور نظرية أخرى عن القوة الناعمة حول قدرة الفاعلين داخل الدولة على إبراز قيمهم ومثلهم وثقافتهم[13]. هذا الرأي أيدته مارثا فينمور وكاثرين سيكينك ، اللذان يؤكدان أن الجهات الفاعلة غير الحكومية (مثل المنظمات غير الحكومية والشركات الخاصة والمؤسسات التعليمية والمجتمعات) تلعب دورًا مهمًا في تعزيز القوة الناعمة للدولة. وهم يجادلون بأن المعايير والأفكار العالمية تتشكل من خلال تصرفات الجهات الفاعلة غير الحكومية ، ومن خلال التأثير على هذه المعايير ، يمكن للجهات الفاعلة غير الحكومية التأثير بشكل إيجابي على القوة الناعمة لبلدهم.

يجادل المنظرون مثل جانيس بيالي ماتيرن[14] بأن القوة الناعمة لا تتعلق فقط بالإقناع ، ولكن أيضًا بكيفية استقبال الجمهور لها, بعبارة أخرى ، ما قد يعتبره بلد ما جذابًا قد لا يجذب الآخرين. يقترح ماتيرن أن تصور الجمهور لمصداقية ومصداقية القوة الناعمة لبلد ما يحدد فعاليتها. تعتمد قدرة الدولة على إقناع الآخرين بقيمها ومثلها على قدرتها على التواصل بطريقة فعالة وحساسة ثقافياً.

بالإضافة إلى هذه النظريات ، يقترح تان تاي يونغ[15] أن القوة الناعمة ليست شيئًا يمكن عزله وتطويره لمصلحتها الخاصة ، ولكنها نتيجة ثانوية للصورة الدولية الشاملة لأي بلد. وبحسبه ، فإن الصورة الدولية للدولة تُبنى من خلال وسائل مختلفة ، بما في ذلك التغطية الإعلامية والسياسات السياسية وسلوك الأفراد والجماعات. يؤكد تان أنه في حين أن القوة الناعمة لا يمكن قياسها بسهولة ، إلا أنها ضرورية للعلاقات الدولية لأي بلد ويجب رعايتها بطريقة شاملة ومتكاملة.

بينما يجادل بعض المنظرين بأن القوة الناعمة مرتبطة بالقوة الاقتصادية[16] للبلد وكيف تدير علاقاتها الاقتصادية مع الآخرين. جي تشين وبروس جيلي ، على سبيل المثال ، بأن القوة الناعمة مستمدة من قدرة بلد ما على استخدام قدرته الاقتصادية لتحفيز وإقناع البلدان الأخرى بتبني قيمها وأفكارها. يمكن أن يكون للسياسات الاقتصادية لدولة ما تأثير كبير على صورتها الدولية ، ويمكن للأمة التي يُنظر إليها على أنها مزدهرة اقتصاديًا وفعالة أن تستخدم قوتها الناعمة لتعزيز نفوذها العالمي.

ثانيًا: السينما

السينما مصطلح يشير إلى فن الصور المتحركة, يمكن تعريفه من وجهات نظر مختلفة اعتمادًا على كيفية إدراكه وفهمه, تطور مفهوم السينما بمرور الوقت لاستيعاب التكنولوجيا والاتجاهات الجديدة ، مما يجعلها شكلاً فنيًا معقدًا وديناميكيًا.

التعريف الأول[17]

 شكل من أشكال سرد القصص,إنها منصة لصانعي الأفلام ورواة القصص للتعبير عن أفكارهم من خلال الصور المتحركة. لذلك ، يمكن اعتبار السينما شكلاً سرديًا يهدف إلى ترفيه الجمهور وتثقيفه وإعلامه أو أسره. غالبًا ما يستخدم النهج السردي لنقل الرسائل التي يمكن أن تتراوح بين السياسية أو الاجتماعية أو الشخصية أو الثقافية.

التعريف الثاني[18]

شكل من أشكال الفن المرئي, يشير التصوير السينمائي إلى تقنية التقاط الصور المتحركة من خلال استخدام الكاميرات والإضاءة والتحرير والصوت, تُستخدم هذه العناصر لإنشاء تراكيب بصرية تنقل رسالة أو عاطفة للجمهور, الجانب المرئي للسينما هو ما يجذب الجمهور إلى الشاشة ويبقيهم منشغلين بالقصة.

التعريف الثالث[19]

صناعة, مؤسسة بمليارات الدولارات توظف آلاف الأشخاص في جميع أنحاء العالم, صناعة تشمل إنتاج وتسويق وتوزيع الصور المتحركة, مدفوعة بالربح وتعتمد على رضا الجمهور لتظل قادرة على المنافسة. يركز هذا التعريف للسينما بشكل أكبر على الجانب التجاري للشكل الفني ويسلط الضوء على أهمية الجدوى التجارية.

التعريف الرابع[20]

ظاهرة ثقافية, تعكس السينما وتشكل وجهات النظر الثقافية للمجتمع الذي يتم إنتاجها فيه,إنها أداة للتبادل الثقافي والتفاهم بين المجتمعات المختلفة.,يمكن رؤية التأثير الثقافي للسينما من خلال تأثيرها على الموضة والموسيقى واللغة والسلوك الاجتماعي, يمكن النظر إلى السينما على أنها وعاء ثقافي لنقل الأفكار والمعتقدات والقيم من جيل إلى آخر.

يمكن تناول مفهوم السينما من زوايا مختلفة ، كل منها يسلط الضوء على جانب معين من هذا الشكل الفني. يمكن اعتبارها شكلاً سرديًا أو فنًا بصريًا أو صناعة أو ظاهرة ثقافية أو ابتكارًا تقنيًا. إن فهم هذه التعريفات المختلفة للسينما هو المفتاح لتقدير أهمية هذا الشكل الفني في مجتمعنا.

ثالثا: الصورة

 يمكن تعريفها على أنها الفكرة التي يُشكلها ذهن الفرد عن موضوع خارجي، ويحصل هذا التشكيل عبر تجربة الفرد للموضوع إما بشكل مباشر عبر حواسه الخمس (الاتصال) أو بشكل غير مباشر عبر الوسائط الاتصالية.

تلعب الصور دورًا حيويًا في تكوين ذاكرتنا البصرية وتوفير الإحساس بالهوية الثقافية في السينما. تنتج الأفلام والسينما مجموعة متنوعة من الصور التي تثير مجموعة واسعة من الاستجابات العاطفية ، ويمكن تصنيف هذه الصور إلى أربعة خمسة أنواع أساسية داخل السينما:[21]

أولاً : صورة الواقع[22]

تشير إلى النوع الذي يلتقط الحدث الحقيقي ، والأشياء ، والأفعال دون تعديل أو تلاعب ,الأفلام الوثائقية هي مثال نموذجي لصور الواقع التي تقدم لمحة عن العالم الحقيقي ، وغالبًا ما تصور الأحداث الاجتماعية أو التاريخية. حيث تخلق  إحساسًا بالأصالة قد يثير مشاعر قوية ويساهم في الذاكرة الجماعية.

ثانيًا: صورة الفانتازيا[23]

تشير إلى النوع الذي يصور أحداثًا خيالية ومخلوقات غير موجودة في الواقع, تميل الصور الخيالية في السينما إلى أن تكون أكثر تجريدية وسريالية وشبيهة بالحلم ، وهي مسؤولة عن تصوير خيال المشاهد, هذا النوع من الصور يخلق هروبًا من الواقع ، مما يسمح للجمهور بتصور إمكانيات جديدة واستكشاف عوالم جديدة.

ثالثًا :الصورة الرمزية[24]

تشير إلى النوع الذي يمثل أو يرمز إلى شيء آخر غير نفسه ، وغالبًا ما ينقل استعارة , تُستخدم الرمزية لتوفير معنى أعمق للسرد المرئي وإنشاء طبقات من التفسير,غالبًا ما تُستخدم الصور الرمزية لاستحضار ردود فعل عاطفية قوية من المشاهدين والمساهمة في الجو العام للفيلم.

رابعًا صورة النموذج الأصلي[25]

تشير إلى النوع الذي يمثل المُثل العالمية أو الشخصيات أو المواقف الشائعة عبر الثقافات أو العصور التاريخية. تثير الصور البدائية في السينما إحساسًا بالتعالي ويمكن أن تكون بمثابة استعارة للتجربة الإنسانية. يتيح استخدام النماذج الأصلية في السينما نقاط اتصال للمشاهد ويشجع الجمهور على التماهي مع الشخصيات.

خامسا : الصورة النمطية[26] أو الستيريوتايب

حين تكون الصورة الذهنية في عقول الجماهير تختلف كثيرا عن الصور المتواجدة على أرض الواقع، ومضافا إليها كثيرا من العناصر التي لاتنتمي للموضوع، أو كانت صورة مجتزأة من الموضوع.

من الجدير بالذكر أن كل نوع من الصور يلعب دورًا مهمًا في التجربة السينمائية ويساهم في فن سرد القصص, يعد فهم الأنواع المختلفة للصور في السينما أمرًا ضروريًا لطلاب السينما والمهنيين على حد سواء ، حيث يوفر فهمًا واسعًا لقوة سرد القصص المرئية.

رابعًا: صورة العدو

كما سبق الذكر حول أن الصورة هي أداة قوية في تشكيل فهمنا للعالم ،وتشكيل مواقفنا وسلوكياتنا تجاه الآخرين ، وأنفسنا ، وبيئتنافي هذا الصدد صورة العدو هي مثال قوي بشكل خاص على ذلك ، حيث يتم استخدامها غالبًا لتبرير العداء والعدوان تجاه أولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم مختلفون أو غير مرغوب فيهم أو يمثلون تهديدًا. (الآخر)

نظرية الهوية الاجتماعية[27] هي إحدى النظريات السائدة حول الصورة هي ، والتي تشير إلى أن الأفراد يستمدون إحساسهم بأنفسهم من عضويتهم في مجموعات اجتماعية مختلفة, يمكن أن تستند هذه المجموعات إلى مجموعة متنوعة من العوامل ، بما في ذلك العرق أو الجنس أو الطبقة أو الدين أو الجنسية أو الأيديولوجية. عندما يتحد الناس بقوة مع مجموعة اجتماعية معينة ، فإنهم يميلون إلى النظر إلى أعضاء المجموعات الأخرى على أنهم مختلفون أو “آخرون”. يمكن أن يؤدي هذا إلى تكوين صور معادية للعدو ، حيث يُنظر إلى العدو على أنه تهديد لهوية المجموعة.

نظرية الإسناد[28] ، والتي تركز على كيفية تفسير الأفراد لسلوك الآخرين, وفقًا لهذه النظرية ، يميل الناس إلى إرجاع سلوك الآخرين إلى عوامل داخلية ، مثل الشخصية ، بدلاً من العوامل الخارجية ، مثل العوامل الاجتماعية أو الظرفية, يمكن أن يؤدي هذا إلى خلق قوالب نمطية سلبية عن أولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم مختلفون أو يمثلون تهديدًا. على سبيل المثال ، إذا ارتكب شخص ما من مجموعة عرقية أو إثنية معينة جريمة ، فقد يعزو الناس السلوك إلى عيب متأصل في تلك المجموعة ، بدلاً من النظر في العوامل المجتمعية أو البيئية التي ربما تكون قد ساهمت في السلوك.

نظرية التنافر المعرفي[29] هي نظرية أخرى ذات صلة بفهم صورة العدو, تشير هذه النظرية إلى أن الناس يعانون من عدم الراحة النفسية عندما يكون لديهم مواقف أو معتقدات متضاربة, لتقليل هذا الانزعاج ، قد ينخرط الأشخاص في سلوكيات أو مواقف لا تتوافق مع معتقداتهم أو قيمهم. يمكن أن يؤدي هذا في بعض الأحيان إلى إنشاء صورة للعدو ، حيث يستخدم الناس الصور النمطية السلبية لتبرير مواقفهم وسلوكياتهم العدائية تجاه الآخرين.

نظرية فرضية الاتصال[30] ، والتي تشير إلى أن زيادة الاتصال بين أعضاء المجموعات الاجتماعية المختلفة يمكن أن تقلل من التحيز والعداء. تستند هذه النظرية إلى فكرة أن الصور النمطية السلبية والتحيزات عن الآخرين غالبًا ما تستند إلى الجهل أو المعلومات المضللة ، وأن زيادة التعرض للتنوع يمكن أن يساعد في تبديد هذه المواقف السلبية. ومع ذلك ، من المهم ملاحظة أن فرضية الاتصال تعمل فقط في ظل ظروف معينة ، مثل الاتصال المتساوي الحالة والتعاون بين المجموعات.

بشكل عام ، توفر هذه النظريات المختلفة رؤى قيمة حول الطبيعة المعقدة وغير المنطقية في كثير من الأحيان لصورة العدو. يمكن أن يساعد فهم هذه النظريات الأفراد والمجتمعات على أن يصبحوا أكثر وعيًا بالعوامل التي تساهم في الخلق والصيانة.

الفصل الأول:- الإطار النظري لعلاقة السينما بالسياسة

لطالما كانت العِلاقة بين السينما والسياسة موضع نقاش مثير للاهتمام. السينما، باعتبارها وسيلة قوية للتواصل ونشر الأفكار، هي أداة تستخدمها الحكومات والأحزاب السياسية في دعايتها. يمكن استكشاف الإطار النظري لهذه العِلاقة من جوانب متعددة – من دور السينما في تشكيل المواقف السياسية إلى تأثير السياسة على محتوى وأسلوب السينما. إحدى الأُطر النظرية الهامة للسينما العِلاقة بين السينما والسياسة هي مفهوم الهيمنة، يشير هذا المفهوم إلى هيمنة مجموعة أو أيديولوجية معينة على الآخرين، حيث تستخدم المجموعة المهيمنة قوتها للسيطرة على أفكار ومعتقدات المجموعة التابعة. في سياق السينما، يعني هذا أن الطبقة الحاكمة أو القادة السياسيين يستخدمون الأفلام والأشكال الأخرى من وسائل الإعلام المرئية لنشر أفكارهم والحفاظ على هيمنتهم على الرأي العام. يدعم هذا الإطار العلماء الذين يجادلون بأن السينما الشعبية، لاسيما في دول مثل الهند والولايات المتحدة، تعمل بصفتها أدوات للهيمنة السياسية والثقافية.

في عالم السينما، هناك تلك اللقطات الكبيرة (نتحدث عن مخرجين ومنتجين وحتى ممثلين معينين) الذين يتمتعون بقدر كبير من القوة والتأثير. يستخدمون أفلامهم كوسيلة لتشكيل أفكارنا ومعتقداتنا، ويدفعون بمهارة أجنداتهم إلينا دون أن ندرك ذلك في بعض الأحيان. تجادل هذه النظرية بأن من هم في السلطة يتلاعبون بالثقافة الشعبية للحفاظ على هيمنتهم على المجتمع. الأمر كله يتعلق بالتحكم في السرد والحفاظ على أفكار أو أيديولوجيات معينة في مقدمة اللعبة. لذلك ، بشكل أساسي، عندما تشاهد فيلمًا يعزز الأعراف المجتمعية أو يعرض جانبًا واحدًا فقط من قضية ما، فأنت تتغذى دون علم بهذه الأيديولوجية المهيمنة.إن معرفة كيفية عمل اللعبة يمكن أن يساعدنا في أن نصبح مشاهدين أكثر انتقادًا وربما حتى تحدي تلك القوى المهيمنة إذا كنا على استعداد لذلك.

المبحث الأول:- التوظيف السياسي للسينما

عندما يتم عرض مشاهد لمجموعة من الأطفال يتضورون جوعاً في إفريقيا، مع الدعوة للقيام بشيء من أجل مساعدتهم، فإن الرسالة الأيديولوجية الأساسية هي أقرب لفكرة: “لا تفكر، لا تسيّس، انسَ الأسباب الحقيقية لفقرهم، فقط تصرف، ساهم بالمال، حتى لا تضطر إلى التفكير!

في هذا الصدد تم إجراء العديد من المناقشات من قبل العلماء حول العِلاقة بين السينما والأيديولوجيا وكيف تؤثر السياسة على كلتيهما؟ فالسينما تضع تصورات الجمهور فيما يتعلق بأنفسهم والعالم من حولهم ، بينما الأيدولوجيا مرتبطة ببناء “الذات” والهويات، ويمكن بلورة حقل الترابط بينهما في القدرة على تشكيل الأفكار والتأثير عليها ومعالجتها عن طريق السينماذلك لأنها تستطيع دمج المميزات الصوتية والمرئية ، والتي تمكنها من إعادة بناء الهياكل القائمة .[31]

العلاقة بين السينما والسياسة  :-

إن إحدى الأسباب الرئيسية وراء المحاولات لإيجاد العِلاقة بين السينما والسياسة بل ودراستها على نطاق واسع هي أن الأفلام يتم تعريفها على أنها وسائل اتصال معتمدة على نص تمثيلي للواقع وتحويل أساطير الحياة اليومية إلى مصطلحات سينمائية مُسيسة.

ينجذب الناس بطبيعة الحال إلى القصص التي تنقل القيم والمعتقدات السياسية الأساسية التي تنطبق على مجتمعاتهم. لذلك تلعب الأعراف الاجتماعية والسياسة دورًا ضروريًا في صناعة الأفلام اليومية، كانت العلاقة بين السياسة والسينما متطرفة ومقنعة على مدار التاريخ.غالبًا ما تستخدم الأفلام بصفتها أداة للدعاية نظرًا لقدرتها غير العادية على الترويج لصور الماضي من خلال إعادة بناء حقيقية للأحداث التاريخية.[32]

على الرغم من كونها شكلًا من أشكال الترفيه ، إلا أن الأفلام لديها القدرة على تشويه التصورات الاجتماعية[33] عن طريق التواء أو تدوير الأحداث الماضية بشكل مقنع. الأمر الذي من شأنه أن يجعل السينما جذابة ومتقلبة في ذات الوقت. لطالما كان السياسيون على دراية بالخصائص القوية للفيلم، وقد استخدموا هذه الأداة الإعلامية لتعبئة الناس ونشر وجهات نظر مختلفة لهم.

لم يكن ارتباط السياسة بالسينما وليد اللحظة، ظهرت معالمه منذ عام 1922، فلاديمير لينين الذي أدرك أهمية تطويع هذا الفن لصالحه وأن هيكل صناعة الأفلام وخصائصها يجب أن تكون خاضعة لمفوضية تابعة للدولة.حيث تبين أن الأفلام تمتلك القدرة على نقل الدعاية دون أن يبدو أنها تقوم بذلك فاتجه أعضاء حزبه لتطويعها في تصوير مساوئ وجرائم الاحتلال البريطاني وتكميم أفواه أعضاء عصبة الأمم عن هذه الجرائم مُتعمدين. [34]

“السينما هي بالنسبة لنا، من بين جميع الفنون، الأكثر أهمية”، ليس أقلها بسبب قدرتها على جذب المشاهدين، وقدرتها على سرد قصة, و إعادة تفسير التاريخ، أو انتقاد أو خدمة القضايا السياسية”, فلاديمير لينين.

اعتمد الساسة الكبار على الموقع الجغرافي الذي يُعرض فيه الفيلم من أجل إنشاء قاعدة جماهيرية له، وفي هذه الحالة  كان السوفيت رواد هذه الفكرة ، حيث اعتمدوا على أن عروض الأفلام يجب أن تقام في القرى وفي الجزء الشرقي من البلاد ،حيث كانت السينما تُعد أحدى نتائج الحداثة في هذه المناطق، مما يجعل الدعاية أكثر فاعلية.[35]

لم يتم استخدام السينما باعتبارها أداة ترويجية من قبل السوفيت فحسب بل تم استخدامها من قبل الرئيس الأمريكي “وودرو ويلسون” في فيلم ولادة أمة – من إخراج وإنتاج ديفيد غريفيث وكتابة ديفيد غريفيث وفرانك وودز- يدور الفيلم حول الحرب الأهلية الأمريكية ثم عصر إعادة الإعمار، ولأن صناعة السينما آنذاك كانت مرتبطة بفكرة التاريخ يكتبه المنتصرون جاء الفيلم مُحمل بطابع عنصري، تكمن قوة الفيلم في قدرته على تحويل  الحقائق القديمة الجافة إلى حكاية خرافية بطريقة يمكن أن تؤجج المشاعر، الأمر الذي من شأنه أن يجعلها ساحقة ومثيرة في نفس الوقت. من المؤكد أن ذكريات الأمة غير البرجوازية عن العبودية داخل الفيلم أثارت ابتهاج المشاهدين البيض الأغنياء، مما أعاد التأكيد على شعورهم- الذي يُعد في غير محله- بالتفوق والامتياز في وقت التحول الاجتماعي السريع في أمريكا، لكنه على الجانب الأخر أثار حفيظة المجتمع الأمريكي الأفريقي.

تم استغلال هذه الوسيلة اللونية والتلاعب بها لتبرير الجرائم والأخطاء ضد الإنسانية، نشرت السينما العداوات العرقية والثقافية، وضربت الخصوم السياسيين، ومجدت الهالة الوطنية للحكومات، وصورت الوطن على أنه ضحية للقوى الخارجية الحاقدة.

مع أنّ من تطويع السينما من قِبل العديد إلا أن النازيين هم المعلمون النهائيون في هذا الصدد، حيث اختطفوا صناعة الأفلام الألمانية وأضفوا الطابع المؤسسي حتي تستطيع خدمة مصالح الرايخ الثالث. صاغوا أفلام لتعزيز سلطة هتلر وتصوير صور بشعة لأعداء ألمانيا المزعومين.

وفي هذا الصدد يُلاحظ أن الأفلام المعادية للسامية حقا، التي تهدف إلى خلق رؤية مهينة للعدو- تم استخدامها أداة لخلق سياسة خارجية هجومية-، تم تصويرها في الغالب وبثها في الحقبة ما بين 1939-1940 أي إن ذلك لم يحدث بمجرد وصول هتلر إلى السلطةفي 30 يناير 1933 تم تعيين أدولف هتلر مستشارًا لألمانيا من قبل الرئيس الألماني بول فون -، ولكن تم ذلك في وقت لاحق، بعد دخول الحرب، مع أفلام مثل روتشيلد (1940)، اليهودي الأبدي (1940) [36]يتحدث الفيلم عن حياة اليهود في أوروبا بصورة نمطية إبان الحقبة النازية، صنعه هتلر ليوضح للعالم ماهيه وحقيقه اليهود ،عدّ الفيلم جوله في الأحياء السكنية اليهودية في بولندا التي اجتاحها الجيش الألماني ،كما يتحدث الفيلم عن اليهود ومدي أساءتهم  للبشرية وكيف سيطروا علي اقتصاد وثقافة البلدان التي استضافتهم ونشروا فيها فسادهم وجرائمهم ،ويوضح أيضا استراتيجيات وآليات اليهود في التوغل والاستيطان داخل البلدان ،والتي تستمر لفترات طويلة قد تمتد لقرون.

لماذا كان هناك حاجة لمثل هذه الدعاية السينمائية في ذلك الوقت؟ ارتبطت هذه الدعاية بالحرب (التي أُلقي اللوم على اليهود بسببها)، و ارتبطت أيضًا بالاضطهاد المعادي للسامية الذي اشتد في ألمانيا والبلدان الأخرى التي احتلتها الأخيرة تدريجيًا.

على سبيل المثال، اجتذبت الفيلم نحو 20 مليون مشاهد في أوروبا، عشرة ملايين منهم في ألمانيا وحدها. قبل سنة من بَدْء إبادة اليهود في أوروبا الشرقية، ساهم هذا الفيلم، في شكل معين من أشكال “إكراه المتفرجين” لجعلهم يقبلون استبعاد جزء من السكان والعنف الموجه ضدهم,  أي إن الأمر لم يكن من قَبيل المصادفة وإنما كانت خِطَّة من أجل التمهيد لتلك المحرقة عن طريق جعل المشاهد يتقبلها بلا أدنى شعور بالشفقة تجاه المُعتدى عليه.

السينما كأداة للقوة الناعمة :-

مؤخرًا أصبحت السينما تمثل إحدى أهم أدوات “القوة الناعمة”[37] التي تمتلكها الدول وتحرص على تطويرها لدعم حضورها وربما نفوذها خارج حدودها الجغرافية. وقد تبلور توظيف صناعة السينما والدراما عالميًا وإقليميًا خلال السنوات الماضية بشكل كبير، لاسيما مع تطور هذه الصناعة ومواكبتها للتقنيات الحديثة، وهو ما ساعد في جعلها أكثر جذبًا وملاءمةً للتصدير إلى الخارج. وفي هذا الإطار تنوعت أهداف الأعمال السينمائية والدرامية، ما بين تنشيط القطاع السياحي في دولة ما، أو تحسين الصورة الذهنية عن تلك الدولة، أو خدمة أهداف سياستها الخارجية، وغيرها من أنماط توظيف هذه الصناعة.

ظهور فكرة السينما السياسية :-

تتعدد المبررات لاستخدام السينما لكن تأتي  السياسة على رأس تلك الأسباب والأكثر بروزًا في جميع الأوقات ، وعلى هذا النهج تم اقتراح فكرة السينما السياسية لوصف العِلاقة بين السينما ،حيث تشير إلى ممارسة استخدام السينما لغرض تصوير الأحداث التاريخية والراهنة بطريقة إلزامية وحماسية إما لإعلام المشاهد أو تحريضه. قد تتخذ السينما من خلال هذا التعريف شكل أفلام روائية أو وثائقية أو أفلام تجريبية. والأهم من ذلك، أن فكرة السينما السياسية تتضمن تلك الأفلام السياسية التي لا يخفي فيها الموقف السياسي. هذا؛ ومع ذلك لا يعني بالضرورة أن الغرض منها هو الدعاية بالأساس. كما ساهمت السينما في تلبية احتياجات الدولة حيث عملت على كشف النقاشات السياسية القائمة أو تخريب الدعاية الرسمية.

تم استخدام السينما والأفلام في جميع الأوقات بشكل كبير لأغراض السياسة والدعاية من قبل مختلف الأطراف,من ضمن الأطراف التي طوعتها كانت السينما الفرنسية[38] حيث امتلكت حصة كبيرة من السوق العالمية قبل الحرب العالمية الأولى وكانت الهيمنة الفرنسية كبيرة آنذاك، إذ كانت نسبة الأفلام التي تصدر إلى العالم تصل إلى 70 في المئة وكانت من نتاج شركات مثل باثيه، وغمون أند كلير. ثم أتت السينما الناطقة إلى فرنسا في العام 1929، لكن ثورة عام 1930 جعلت الأفلام الصامتة تصبح استثناءًا .مع استحداث   الرِّقابة والأشراف الذين كانا يُمارسان على السينما الفرنسية[39] ومصاحبة هذه الحركة بتطورات أدى ذلك إلى انهيار السينما الفرنسية وصناعة الإنتاج،استطاعت هوليوود الخروج ظافرة من هذا الانهيار وسعت إلى أنشاء سيادتها وهيمنتها. واستمرت في السيطرة على صناعة إنتاج الأفلام في العالم منذ ذلك الحين. لم تستخدم فقط السينما وصناعة الإنتاج للأغراض الاقتصادية، بل استخدمتها أيضًا لغرض نشر القيم الأمريكية.

يُمكن اعتبار فيلم “الديكتاتور العظيم” لتشارلي تشابلن[40] من أخد المحاولات التي تناولت فيها السينما قضية سياسية ولو بشكل ساخر، فرغم أن الفيلم من إنتاج 1940 حيث كان أدولف هتلر في أوج قوته، وفى الوقت ذاته لم تكن الولايات المتحدة قد اتخذت موقفًا معاديا صريحًا للنازية؛ فإن الفيلم تعرض بالنقد اللاذع والسخرية الشديدة لهتلر ونظامه مما جعله يصدر قرارًا بمنع عرض الفيلم نهائيًا في ألمانيا.

في الولايات المتحدة، يعتقد ديفيد غريفيث، أحد رواد الفن السابع، مخرج فيلم ولادة أمة،أن السينما ستصبح “جامعة العامل”. وفي الواقع، يمكن لمن لا يستطيع القراءة -لا سيما بسبب ارتفاع معدل الأمية في ذلك الوقت -أن يحصل على المعرفة عن طريق العروض والتربية الأخلاقية التي تقدمها السينما. كذلك، أصبح العديد من المهاجرين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة في بداية القرن العشرين على دراية بثقافة وتاريخ البلد المضيف.

ومع ذلك، فإن المِيزة الأكثر أهمية في الفيلم، والتي تسمح باستخدامه كأداة للدعاية، هو قدرته على التأثير على الناس بطريقة سرية ودون أن يلاحظها أحد. يحدث التأثير بشكل أساسي على المستوى العاطفي، خارج الوعي البشري، الذي يسمح أيضًا بتجنب التفكير العقلاني للشخص (ظهور الرنين العاطفي). يمكن تعريف الرنين العاطفي بأنه خلق مِزَاج ملموس لجمهور واسع، مع نشر أفكار معينة. وهو يتجنب الحماية النفسية، الموجودة على مستوى الوعي، التي تحاول الحماية من الجَمهور.

مصطلح الفيلم السياسي :-

ينتهى هذا النقاش بعلامة استفهام  مفادها ما الذي يجعلنا نطلق على الفيلم مصطلح سياسي؟ حقيقة الأمر أن إجابة هذا السؤال تتضح في مقولة أن “كل الأفلام سياسية ولكن ليست سياسية بنفس الدرجة”, بدأ الباحثون في دراسات الفيلم السياسي في حقبة الثمانينيات ومع المناخ السياسي الذي ساد الدول وصاحبه ازدياد ظاهرة الفيلم السياسي، فالسينما تهدف -بالدرجة الأولى- إلى تقديم أعمال محلية وجماعية بغية الوصول إلى الجَمهور ومشاركته في القضايا التي تثيرها.

وفقا لجان لوك غودار[41] ، يُمكن أن نطلق لقب سياسي على أي عمل فني وفق لثلاثة أسباب. في المقام الأول أن يكون الهدف من إنتاجه سياسيًا ثانيًا، نوايا الكاتب،إذا أراد التحريض على محاربة الإمبريالية أو نشر قيم أيديولوجية معينة وأخيرًا، شكل وإطار الفيلم ذاته سياسي، لأنه لا يصنع ممثلين وسيناريو خيالي. إنه بالأحرى خطاب، مبني من صور وثائقية تم حشدها واختطافها ضد الإمبريالية والتدخل العسكري.

المبحث الثاني:- الآخر في السينما الغربية

لا يزال العالم العربي مجهولًا لمعظم سكان أوروبا الغربية والولايات المتحدة، حتى لو كان تطور المجتمعات الحالية قد أدرك بعمق هذه الحقائق الجيوسياسية طوال العقود الماضية. تدفقات الهجرة، والتوترات الإيديولوجية، وتكثيف العلاقات التجارية أو نوبات العنف العرضية هي بعض العمليات التي مكنت من هذا التقارب الذي أدى إلى تصور المواطن عن قرب الذي لم يفترض دائمًا أنماطًا من التعايش[42]. لطالما كان الشرق الأوسط موضوعًا مركزيًا في الخطاب الثقافي الأمريكي، وكثيرًا ما يظهر العرب والمسلمون في المناقشات والتقارير الإخبارية وكذلك – وربما بشكل أكثر بروزًا وتأثيرًا – في الأفلام والبرامج الترفيهية.[43]

نظرية الخصم في مواجهة الأخيار :-

صور صانعو الأفلام العرب والأشخاص من الشرق الأوسط بمصطلحات عرقية غريبة منذ بداية هوليوود. وقد وفر هذا الإعداد المثالي لإنتاجات صناعة السينما التي أدّى  فيها دور البطولة حيث عارض الخصم “الأخيار” الأمريكيين، ومن ثَمّ ساعد في ترسيخ المفهوم التقليدي لـ “الآخر”. جرت محاولات عديدة لشرح هذا الكاريكاتير غير المواتي للعرب من خلال إظهار كيف أدت المخاوف الثقافية الأمريكية، الناتجة عن التهديدات للأيديولوجيات والأساطير الوطنية، إلى ظهور “الآخر العربي” المحفوف بالمخاطر.

الإسلام والصورة التقليدية:-

في هذا السيناريو لقد أنشأ التاريخ عِلاقة لا جدال فيها مع الإسلام، وتأثيرات ثقافته في جميع أنحاء الأراضي الخارجية. وهكذا فإن الصورة التي يمكن أن يشكلها معظم الناس عن العالم العربي والإسلامي تأتي، في أغلب الأحوال، من المعلومات التي تنقلها وسائل الاتصال، والتي تؤدّي دورًا مركزيًا في عملية تكوين الرأي العام.بواسطة أخذ هذه القرائن نقطة انطلاق، نشأت القصص التي تُروى من روايات لم تأت أفكارها المسبقة من البلاد العربية فحسب، بل من أوروبا أيضًا. وهكذا، وجدت الصور التقليدية طريقها إلى العصر الحديث.” الفن” ، الذي يروج لبعض النزعات المحافظة للتنظيم المجتمعي وقد استمر من جيل إلى جيل، و من طريق  الكتب بداية ولاحقًا، من خلال السينما كما وصفها جاك شاهين[44].

لم يبتدع صانعو الأفلام الصورة النمطية بل ورثوا وزينوا الرسوم الكاريكاتورية العربية الموجودة مسبقًا في أوروبا.حيث قدّموا صورًا للصحاري المقفرة والقصور الفاسدة والأسواق اللزجة التي يسكنها “الآخر” الثقافي، المسلم الوثني العربي الكسلان الملتحي[45].

العلاقة بين القوة الرمزية وتمثيل الآخر:-

وهكذا نجد أنفسنا صوب مشكلة تمثيل الآخر، -المختلف- إن قدرة مجموعات قِوَى معينة على تمثيل الآخرين بطريقة محددة ونمطية ، والتأكيد على الاختلاف، هو ما أُطلق عليه “القوة الرمزية”،وهي القدرة على التعيين والتخصيص والتصنيف إن تمثيل الأقليات يجعل “هم” مختلفين عن “نحن”. تم طرح فكرة القوة الرمزية أول مرة من قبل عالم الاجتماع الفرنسي بيير بورديو[46] لشرح الأشكال السرية شبه اللاواعية للهيمنة الثقافية والاجتماعية التي يتم الحفاظ عليها على الأشخاص الواعين من خلال السلوكيات الاجتماعية الروتينية.[47]

تشمل القوة الرمزية، التي تُعرف أحيانًا باسم “القوة الناعمة”، السلوكيات ذات الدلالات الضارة أو التمييزية، مثل العنصرية وهيمنة النوع الاجتماعي. من خلال إساءة التعرف على ديناميكيات القوة الموجودة في الشبكة الاجتماعية لحقل معين، تستمر القوة الرمزية في التأثير،لا يُمكن إنكار إن المُسيطِر ضروري للقوة الرمزية، إلا أن الفئة المُسيطَر عليها مهمة أيضا. على سبيل المثال،عندما يتم تأديب شخص ما من أجل إعادة تأكيد وضعه في التسلسل الهرمي الاجتماعي ، يتم ذلك عادةً من خلال مؤسسات النظام ، وعلى وجه التحديد التعليم.

من العصر الصامت إلى اليوم الصورة العربية تلاحق الشاشة الفضية بصفة استعارة القيم المعادية للغرب. لقد ظهروا على أنهم أشرار شهوانيون ومجرمون وغريبون أو محبطون أبطال الغرب.[48]

لا تزل تستمد النَّظْرَة الغربية لأغلب مخرجي السينما إزاء العالم وبالذات الشرق من الثقافة الغربية ومن المعتقدات والإرث الديني والعرقي والحضاري والتاريخي السائد في أوروبا وأميركا وغيرها من البلدان، وهذا ما تمثّل بالمعالجات الاخراجية للنصوص والقصص التي تناولت موضوعات لها كبير الصلة بالشرق وبالعرب وبالإسلام، فكثير من الأفلام تناولت قضايا الشرق (الأنا) من وجهة نظر الغرب (الآخر)، منها قصص شرقية أو عربية وأدب الرِّحْلات وحكايات ألف ليلة وليلة، وموضوعات تتعلق بشخصيات وأحداث عربية، شرقية، إسلامية، كشخصية النبي الكريم محمد (ص) وكذلك بعض الخلفاء ورجال التاريخ، وشخصيات نموذجية في سماتها كحاتم الطائي و السندباد وشهرزاد وشهريار وغيرها.

ويُعتقد أن الثنائية الجامعة للانا والآخر، هي في تطلع لمعرفة كيف تم تجسيد هذا الـ(أنا) من قبل (الآخر) سينمائيًا، فمنذ نشأة السينما ونحن نرى الصورة التي يظهر فيها العربي، الشرقي، المسلم في افلام الغرب ومازالت كذلك وبخاصة أفلام هوليوود التي تناولت الحرب ضد العراق، تباينت الأفلام  بين القصيرة والطويلة ، الصامتة والناطقة، والثائقية والروائية، وأفلام الرسوم المتحركة أعُدت للكبار أو الصغار والتي عملت  على معالجات بصرية وسمعية اتخذت من الشكل والمضمون وسيطًا تعبيريًا في التجسيد مع تمثيل العديد من الإشارات والعلامات والرموز لنقل المعنى بشكل سينمائي وحامل للدلالات.

الشرق في تصور العدسات السينمائية المختلفة:-

يتضح أن هناك اهتمامًا كبيرًا ومخططًا انتاجيًا عاليًا لتجسيد صورة الشرق بقصوره وفضاءاته ودواوينه ومساجده وأجواءه الضخمة، وتنوع لافت من الشكل المتفق عليه في الأزياء والملابس والديكورات والاكسسوارات وما يمت بعميق الصلة بمعرفة وطيدة بتفاصيل البيئة والمجتمع وطريقة العيش وأسلوب الحياة ، ولكن أسلوب الإظهار لا يخلو من النَّظْرَة الغربية العامة للشرق المشبعة بالغرور وتجاهل الآخر وتقليل قيمته لحد السخرية والاستهجان،[49] (كان صناع الصور المتحركة مثل الفرنسي جورج ميليس يقدم صور الراقصات من الحريم ومن العرب بأشكالهم القبيحة، في هذه الصور الأسطورية التي روج لها ميليس كان العرب يظهرون في حين يمتطون الجمال ويلوحون بالسيوف المعقوفة، ويقتلون بعضهم بعضًا، بينما يسيل لعابهم على البطلات الأوروبيات ويهجرون نساءهم، وفي شريط ميليس (ليالي القصور العربية) 1905 تطل الفتيات الصغيرات الجميلات الخانعات وهن يرفهن عن الملك الجشع ذي اللحية السوداء، وعلى مقربة منهن يقف الحراس وهم يمسكون بمراوح من الريش عملاقة لتلطيف الجو من حوله).[50]

في كتاب جاك شاهين الذي بحث في الصورة الشريرة للعرب في السينما الاميركية حاول فحص وتحليل (900) فيلم، ومنها (12) فيلمًا تحمل الصورة الايجابية للعرب. فيما وجد (50) فيلمًا يقدم صورة تكاد تكون متوازنة، أما ما تبقى فقد حملت الصورة السلبية في معالجتها الصورية والمعنوية، لقد تعرض الإسلام بصورة خاصة الى معالجة ليست عادلة، واليوم يربط صناع الصور بانتظام بين العقيدة الاسلامية والسيادة الذكورية، والحرب المقدسة، وعمليات الإرهاب التي تصور العرب المسلمين بوصفهم أعداء ودخلاء غرباء واشرار فاسقين، ومشايخ للبترول يتجهون نحو استخدام الأسلحة النووية، وعندما تظهر على الشاشة صور المآذن تقطع الكاميرا حتماً الى العرب وهم يسجدون، ثم مباشرة وهم يصوبون بنادقهم نحو المدنيين مثل هذه السيناريوهات أصبحت اعتيادية.[51]
بدايات ظهور صورة العربي داخل السينما:-

بدأت صورة “العربي” في الظهور في السينما في عهد الاستعمار الذي رافق اختراع السينما. سيقوم المُستعمِر بتوظيف مشغلين يسافرون حول العالم ويذهبون على وجه الخصوص إلى مستعمرات شمال إفريقيا لالتقاط الصور الأولى. في هذه اللحظة سوف يدركون إمكانات السينما الاستعمارية.[52]

من أوائل العشرينيات إلى أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، كان هناك نوع من السينما الاستعمارية.في هذه الأفلام  يكون العرب فيها مجرد عناصر للزخرفة ، وعملاء؛ في معظم الأحيان، تخضع النساء أو البغايا للجنود الأجانب.

ظهرت السينما الاستعمارية في ذروة الإمبريالية الأوروبية ، متحالفة مع المساعي الثقافية والسياسية للمستعمرين. لقد عملت كأداة لإبراز القوة ، على الصعيدين المحلي والدولي ، من خلال إدامة السرديات الكبرى للتوسع الإمبراطوري. لم تسعى القوى الاستعمارية الأوروبية إلى استغلال موارد الأراضي المستعمَرة فحسب ، بل سعت أيضًا إلى فرض سيطرتها على سردياتها الثقافية. كانت السينما الاستعمارية بمثابة وسيط تم من خلاله بناء هذه الروايات ، مما يعزز الهوية الأوروبية مع تهميش أصوات الشعوب الأصلية وتاريخها وتجاربها.

ديناميكيات القوة في السينما الاستعمارية:-

تعكس السينما الاستعمارية التسلسل الهرمي هيكل القوة بين المستعمرين والمستعمرين. أدى تصوير المستعمرين على أنهم محسنون ومتحضرون ، والسكان الأصليون على أنهم غريبون وغير متحضرين ، إلى تبرير الهيمنة الاستعمارية وتعزيز التسلسل الهرمي العرقي. علاوة على ذلك ، لعبت السينما دورًا مهمًا في بناء القوالب النمطية الجنسانية ، حيث قدمت النساء الأصليات كأشياء غريبة للرغبة أو كخادمات خاضعات للمستعمرين. لعبت ديناميات القوة في السينما الاستعمارية دورًا أساسيًا في إدامة الهيمنة الثقافية للمستعمرين وقمع التعبيرات الثقافية وهويات المستعمَرين.

التأثير على مجتمعات ما بعد الاستعمار:-

يمتد إرث السينما الاستعمارية في حقبة ما بعد الاستعمار، لتشكيل التصور الذاتي والهوية الثقافية للمجتمعات المستعمرة سابقًا. لقد أثرت في الطرق التي تم بها تمثيل الثقافات المستعمرة ، محليًا وعالميًا. في سياق ما بعد الاستعمار، كان هناك دافع لتحدي الروايات الاستعمارية السائدة التي روجت لها السينما، لاستعادة الفاعلية ، وإعادة تعريف الهويات الثقافية. سعى صانعو الأفلام في فترة ما بعد الاستعمار إلى إنهاء استعمار الفضاء السينمائي من خلال تصوير روايات متنوعة توازن التمثيلات الاستعمارية السائدة وتوفر منصة للأصوات التي تم قمعها في السابق.

كانت السينما الاستعمارية بمثابة أداة قوية للمستعمرين لتأكيد الهيمنة الثقافية على المستعمرين، مما يديم التسلسل الهرمي العرقي والجنساني. ومع ذلك، من الأهمية بمكان إدراك تأثير السينما الاستعمارية على مجتمعات ما بعد الاستعمار. من خلال الاعتراف بسياقها التاريخي وانعكاساتها، يمكننا الانخراط في مناقشات نقدية ونقدر ديناميكيات القوة المعقدة التي تلعبها المجتمعات الاستعمارية. للمضي قدمًا  يجب بذل الجهود لتعزيز الروايات المتنوعة وإعطاء صوت لوجهات النظر المهمشة من أجل معالجة إرث السينما الاستعمارية وتعزيز فهم أكثر إنصافًا لتاريخنا المشترك.

الفصل الثاني :- السينما الأمريكية بين الدعاية والدوافع

للسينما الأمريكية تاريخ طويل في كونها ليست فقط شكلًا ترفيهيًا شائعًا حيث طالما ارتبطت بالدعاية والدوافع. منذ الأيام الأولى للسينما في الولايات المتحدة، استخدم صانعو الأفلام الوسيلة للترويج لأفكار ومعتقدات معينة للجماهير. سواء كان ذلك من خلال أفلام الدعاية الحكومية خلال الحرب العالمية الثانية أو مواضع المنتجات الدقيقة في الأفلام الحديثة، فإن السينما الأمريكية غالبًا ما تكون مدفوعة بالأجندات أكثر من التعبير الفني. يمكن أن يكون لذلك عواقب إيجابية وسلبية على حد سواء للمشاهدين والمجتمع ، كان أحد أقدم الأمثلة على استخدام السينما الأمريكية للدعاية خلال الحرب العالمية الثانية. كلفت الحكومة صانعي الأفلام بإنشاء أفلام تدعم المجهود الحربي وتشجع الأمريكيين على شراء سندات الحرب. تم تصميم هذه الأفلام للتلاعب بمشاعر المشاهدين وخلق شعور بالوطنية والواجب تجاه البلد. لقد كانوا فعالين في تحقيق أهدافهم ولكن تم انتقادهم لكونهم متلاعبين وغير نزيهين. وقد أدى ذلك إلى عدم الثقة في الدعاية في السينما وعدم الرغبة في قبول الرسائل التي تدفعها الحكومة أو الشركات في الأفلام.

المبحث الأول :-هوليوود في يد صانعي السياسة الأمريكية

ديناميات هوليوود والسياسة الخارجية الأمريكية:-

“صنعت هوليوود صورة عتيقة عن السينما بوصفها مصنع الأحلام فهي ليست الحقيقة ولا تُعبر عن العالم الخارجي فلنتجاهل السياسين والانتخابات والإضرابات وظروف العمل القاسية والعداوات العرقية والطبقية فالسينما هي ذلك المكان الذي يُهرب إليه من كل ذلك “.

إلا أن تلك الصورة لم تكن إلا قطعة من وهم هوليوود[53]، تم تصميمها الدَّقَّة لإبقاء الرِّقابة والأخلاقيين بعيدًا عن هذا المجال، حيث أنه على الجانب الفعلي  خلال العصر الذهبي لنظام الاستوديو في ما بين 1927 حتى 1948 ، أنتجت هوليوود حصة عادلة من الأفلام التي تتعامل مع الأحداث والقضايا في ذلك الوقت، من قبل مخرجين حاصلين على جوائز مثل فرانك كابرا وجون فورد. ولم تتمكن من إبعاد السياسة عن الشاشة، على الرغْم أنها كانت تظهر غالباً بطرق مستترة. واليوم تظهر الموضوعات السياسية من قبل المخرجين لتثبت أن السياسة هي صُلْب الماضي والحاضر ولا تزال قائمة.كانت هوليوود قوة مؤثرة في تشكيل الثقافة والهوية الأمريكية. ومع ذلك ، فإن هذا التأثير يمتد إلى ما هو أبعد من الترفيه إلى مجال السياسة الخارجية. من أفلام الدعاية خلال الحرب العالمية الثانية[54] إلى تمثيل الدول والثقافات الأجنبية في الأفلام والبرامج التلفزيونية الحديثة ، لعبت هوليوود دورًا مهمًا في تشكيل المواقف والتصورات الأمريكية تجاه بقية العالم. يستكشف هذا الفصل العِلاقة بين هوليوود والسياسة الخارجية الأمريكية، ويعرض الدور التاريخي والحالي لهذه الصناعة في تشكيل الرأي العام ، وتعزيز القيم الأمريكية في الخارج، والتعاون مع حكومة الولايات المتحدة لتعزيز مصالح الأمن القومي .

إن العِلاقة بين هوليوود والسياسة الخارجية الأمريكية [55]موضوع معقد ومتعدد الأوجه كان موضوع تدقيق ونقاش مكثف لعقود. كان تأثير هوليود على السياسة الخارجية الأمريكية موضع ترحيب وانتقاد.يرى البعض أن هوليوود أداة فعالة لتعزيز القيم والأيديولوجيات الأمريكية في الخارج، في حين يرى آخرون أنها قوة دعائية تعيد إنتاج القوالب النمطية السلبية وتعزز الهيمنة الأمريكية.

الجذور التاريخية لدور هوليوود الدعائي:-  

تعد القدرة على استخدام الأفلام التي تحكي قصصًا مقنعة أداة فعالة [56]، خاصة إذا تم استخدامها بشكل مُتعمد لتبرير القتل والاغتيال والأعمال الإجرامية الأخرى وكذلك لتقويض أسس الديمقراطية ذاتها. منذ أن دعمت وزارة الحرب بهدوء فيلم ولادة أمة في عام 1915، استخدمت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والجيش الأمريكي هذه الأداة. تم نشر هذا النوع من الدعاية بحرية خلال الحرب العالمية الثانية حيث كان هناك دعم واسع للصراع. ومع ذلك ،استمرت الدعاية التي ترعاها الدولة على شكل أفلام هوليوود منذ نهاية الحرب الباردة تشمل الأمثلة المهمة على هذا السلوك إنشاء أفلام تُحرف تمامًا التلميحات السياسية في أعمال جورج أورويل وجراهام جرين. نظرًا لأن الجمهور الأمريكي كان الجَمهور المستهدف والأيديولوجية التي يتم نشرها تتعارض بشكل متكرر مع المثل الديمقراطية ،فقد تم إخفاء تورط وكالة المخابرات المركزية.

الأيام الأولى لهوليوود والدعاية الأمريكية:-

تميزت هوليوود المبكرة بشعور قوي من الوطنية والقومية[57]،الأفلام التي أُنتجت في ذلك الوقت كثيرَا ما اسُتخدمت من أجل نشر الدعاية الأمريكية وتعزيز أفكار القوة والوحدة والهيمنة، أدّت الأخيرة دورًا في تشكيل رؤية الأمة لنفسها ومكانتها في العالم، من خلال كل شيء بداية بالكوميديا ووصولًا إلى أفلام الحرب.

 يُعد إنشاء أفلام الحرب في حقبة الحرب العالمية الثانية من بين أبرز حالات الدعاية في هوليوود في هذا الوقت, صُورت هذه الفيديوهات بقصد رفع معنويات الجنود وتقديم أمريكا كدولة قوية ومستقيمة تقاتل من أجل اليمين, وكثيرًا ما تتضمن أفعالا مبالغًا فيها من الشجاعة والتصوير المثالي للجنود الأمريكيين.

خلال الحرب العالمية الأولى [58]،أنشأت الحكومة الأمريكية مكتب الأفلام السينمائية لإنتاج أفلام دعائية مؤيدة للحرب،عمل  بشكل وثيق مع استوديوهات هوليوود لإنشاء أفلام تصور المجهود الحربي في ضوء إيجابي وشيطنة العدو.

الأمر الذي كات من شأنه ترسيخ فكرة الاستثنائية الأمريكية بالإضافة إلى الدور الحاسم في تطوير الهوية ، والتي ستصل في النهاية إلى تعريف الثقافة الأمريكية على أنها إحساس بالقومية والفخر.

مُشاركة هوليوود في الأحداث العالمية:-  

خلال حقبة الحرب الباردة، لعبت هوليوود دورًا مهمًا في تشكيل وجهات نظر الرأي العام الأمريكي حول الشيوعية والاتحاد السوفيتي. في الخمسينيات من القرن الماضي، حققت لجنة الأنشطة غير الأمريكية في مجلس النواب- (HUAC) – في العلاقات الشيوعية المزعومة داخل صناعة الترفيه. تم وضع العديد من الكُتاب والممثلين والمخرجين في هوليوود على القائمة السوداء أو أجبروا على الإدلاء بشهاداتهم أمام الكونجرس[59]،مما أدى إلى مناخ من الخوف والريبة تغلغل في المجتمع الأمريكي. استجابت هوليوود لهذا المناخ السياسي من خلال إنتاج أفلام عكست روحًا واضحة معادية للشيوعية.[60]

يمكن رؤية إحدى الأمثلة على دور هوليوود في فترة الحرب الباردة في تصوير صناعة السينما للاتحاد السوفيتي.مثل “اليوم الذي بقيت فيه الأرض ثابتة” (1951) و “غزو سارق الأجساد” (1956) -الاتحاد السوفييتي كقوة غريبة مهددة سعت لغزو الولايات المتحدة والسيطرة عليها-. في الوقت نفسه على الجانب الأخر، صورت أفلام مثل “روكي الرابع” (1985) الولايات المتحدة كمدافع نبيل ووطني عن الحرية ضد النظام السوفييتي المستبد.[61]

الطريقة الأخرى التي أثرت بها هوليوود على آراء الجمهور بشأن الحرب الباردة كانت من خلال الأفلام الدعائية. غالبًا ما تم صنع هذه الأفلام بالتعاون مع الوكالات الحكومية مثل وكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع، التي كانت موافقتها ضرورية لاستخدام المرافق والموارد الحكومية. على سبيل المثال، فيلم  “تمرد كين” 1954، كان مبنيًا على رواية لهيرمان ووك التي أشاد بها المعهد البحري الأمريكي “لتصويرها الدقيق للبحرية”. وبالمثل ، روج سلاح الجو فيلم “دكتور سترينجلوف” عام 1962 باعتباره هجاءً وطنيًا عزز أهمية الردع النووي.[62]

ومع ذلك ، لم تكن جميع أفلام هوليود مفرطة في مناهضة الشيوعية أو دعائية حيث سعت بعض الأفلام إلى استكشاف التكلفة البشرية للحرب الباردة ، مثل فيلم” دروب المجد” عام 1957 ، الذي صور عبث ووحشية الحرب. وتناولت أفلام أخرى، مثل فيلم “Fail-Safe” عام 1964 ، مخاطر وعواقب الأسلحة النووية والحاجة إلى ضبط النفس والحذر في مواجهة الصراع العالمي.

أي أنه من خلال الأفلام التي كانت معادية للشيوعية بشكل علني[63] ، أو دعائية ، أو متباينة ومعقدة ، أثرت السينما الأمريكية على المناخ الثقافي والسياسي في ذلك الوقت، في حين عززت بعض الأفلام قيم الوطنية والأمن القومي، سعى البعض الآخر لاستكشاف الأبعاد الإنسانية والأخلاقية لتأثير الحرب الباردة على الأفراد والمجتمع ككل.

لم يكن الأمر سهلًا على صناع السينما حيث حاولوا شق طريقهم عبر بيئة سياسية اتسمت بالتعقيد نتاج للحرب الأيديولوجية المريرة. تم توظيف الأفلام والإنتاج الثقافي كأدوات قوة ناعمة، ولعل الغرض الأساسي من هذه الأداة هو تعزيز القيم الأمريكية ووقف صعود الشيوعية خلال هذا الوقت.

حرب فيتنام، لعبت هي الأخرى دورًا مهمًا في التاريخ الأمريكي، وكان لها أيضًا تأثير هائل على صناعة السينما في البلاد. استمرت الحرب من عام 1955 إلى عام 1975، وكانت واحدة من أكبر التحديات صعوبة التي واجهها الجيش الأمريكي في الآونة الأخيرة.

كانت من أكثر المواضيع التي نوقشت في الستينيات والسبعينيات[64]، في البداية صورت السينما الأمريكية الحرب على أنها معركة صالحة وضرورية ضد الشيوعية. ومع ذلك ، مع تصاعد الحرب وزيادة عدد الضحايا ، بدأت الأفلام تُشكك في تورط أمريكا في الصراع. تهدف أفلام مثل “القبعات الخضراء” (1968) ، من إخراج جون واين ، إلى إقناع الجمهور بأن الحرب كانت قضية نبيلة ، وأن التدخل العسكري في فيتنام كان ضروريًا لوقف تهديد الشيوعية. يُظهر الفيلم الجيش الأمريكي كقوة بطولية وعادلة كانت تنقذ الناس من النظام الشيوعي الوحشي. ومع ذلك ، تم انتقاد الفيلم لافتقاره إلى الدقة التاريخية.

مع استمرار الحرب [65]، تحول السرد الذي بدأت السينما الأمريكية في نقله نحو الشك أو تقليل حماس الجميع للمجهود الحربي. تقدم أفلام مثل “نهاية العالم الآن” (1979) للمخرج فرانسيس فورد كوبولا انعكاسًا أكثر صدقًا لوقائع الحرب بينما تنتقد غطرسة القوة التي أظهرها الجيش الأمريكي. يعرض هذا الفيلم التكتيكات شبه المجنونة أو العنيفة التي استخدمها الجيش الأمريكي، الأمر الذي جعل الفيلم يلقى استحسان النقاد والجمهور على حدًا سواء.

علاوة على ذلك[66] ، قدمت أفلام مثل  “صائد الغزال ” (1978) نظرة ثاقبة لتأثير الحرب على الجنود الأمريكيين الذين خاضوها، حيث تقوم صياغة الفيلم على النظرة العاطفية ، فهي تطرح قصة مجموعة من عمال الصلب الذين تطوعوا وأرسلوا إلى فيتنام ، أظهر مايكل سيمينو التأثير المدمر للحرب على الشباب، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة وفقدان البراءة الشخصية. وسلط الضوء على التكلفة المدمرة للحرب على حياة الإنسان والصحة العقلية. مع أنّ الفيلم عمل خيالي، إلا أن الفيلم دفع العديد من الأمريكيين إلى التعاطف مع الجنود وأثر الحرب الذي لا يلين على حياتهم وأثره على نظرة البلاد تجاه قدامى المحاربين في فترة ما بعد الحرب.

تباينات أغراض الأفلام في هذه المدّة ركزت العديد منها على فضح وحشية التكتيكات العسكرية الأمريكية وتأثير الحرب على السكان الفيتنامين عن طريق عرض وحشية الجنود الأمريكيين تجاه الفيتناميين, بالإضافة إلى إظهار معاناة المدنيين الفيتناميين، بمن فيهم الأطفال والكبار خلال الصراع, لتقديم رسالة قوية مفادها أن المناهضة للحرب تدفع الجَمهور إلى التشكيك في أخلاقيات الصراع.

يوفر انعكاس السينما الأمريكية للحرب في فيتنام نَظْرَة  ثاقبة قوية على لحظة محورية في تاريخ الأمة وتذكيرًا صادقًا ورصينًا بأن الصراع الضريبي يلحق بجميع المعنيين.

تمثيل الثقافات الأخرى في هوليوود:-

اتُهمت هوليوود بالاستيلاء الثقافي[67] بالإضافة إلى تكرار القوالب النمطية، كثيرًا ما تستخدم أفلام هوليوود الثقافات الأخرى كمصدر إلهام، ولكن النقاد يزعمون أن هذه التمثيلات ضحلة أو حتى ضارة لأنها تفتقر إلى التعقيد والعمق. غالبًا ما تضفي أفلام هوليوود صورًا غريبة أو شاعرية على الثقافات الأخرى، على عكس الظروف السياسية والتاريخية التي توجد فيها هذه الثقافات فعلًا، كما تمت الإشارة إلى أن مسألة التمثيل الدقيق للثقافات الأخرى مصدر قلق كبير. حيث إن الأفلام  تتيح فرصة لمشاركة القصص والخبرات، فمن الأهمية بمكان أن يقوم صانعو الأفلام بالبحث على نطاق واسع والتشاور مع مصادر موثوقة لتقديم تمثيل دقيق عن تلك الثقافات .يجب أن تضمن هوليوود مشاركة أفراد من ثقافات متنوعة في عملية إنتاج قصصهم وتغليفها لتجنب زلات الثقافات المتنوعة.

دور هوليوود في الحرب على الإرهاب:-

في أعقاب الأحداث المأساوية التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر ، شنت حكومة الولايات المتحدة حملة عالمية ضد الإرهاب. ووصفت الحملة بأنها “الحرب على الإرهاب” ، وكانت محاولة لوضع حد للأيديولوجيات المتطرفة والأعمال العنيفة التي تغذي الإرهاب. بينما لعبت الحكومة دورًا حاسمًا في الحرب على الإرهاب ، ساهمت هوليوود أيضًا بشكل كبير في هذا الصراع, من خلال أفلامها ، ساعدت في تشكيل تصور الجَمهور للحرب والرواية العامة المحيطة بها.

صورت أفلام هوليوود الحرب على الإرهاب على أنها معركة بين الخير والشر، تعرض هذه الأفلام صورة واضحة لأمريكا على أنها البطل الذي يجب أن يمنع الأشرار من القيام بأنشطة إرهابية، من خلال تصوير الولايات المتحدة على أنها حامية العالم ، نجحت الأفلام في خلق شعور بالفخر الوطني والوحدة بين الأمريكيين. على سبيل المثال ، “صفر الظلام ثلاثون” و “القناص الأمريكي” والتي تعرضت لانتقادات شديدة من أجل تمجيدها التدخل العسكري الأمريكي وتعزيز السرد المؤيد للحرب، ولقد زعم البعض أن تمثيل المؤسسة العسكرية الأميركية في هذه الأفلام باعتبارها بطولية قد يساعد في تعزيز ثقافة النزعة العسكرية، ما يجعل من الأسهل على الإدارة الأميركية أن تدافع عن خياراتها في مجال السياسة الخارجية.[68]

إذا كانت هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة قد شجعت على انتشار الأعمال المتعلقة بالظاهرة الإرهابية ، فإن إنتاج الأفلام الأمريكية حول هذا الموضوع كان على العكس من ذلك يتباطأ بسبب الصدمة التي سببها الهجوم لسكان أمريكا. لكن هذه الفجوة لا ينبغي بالطبع أن تلقي بظلالها على العديد من الأفلام التي تم إنشاؤها حول الهجمات على الأمريكيين والتي تسبق أحداث الحادي عشر من سبتمبر أو تتبعها في وقت متأخر.

بالإضافة إلى خلق فكرة عن الشرق الأوسط مكان همجي وعنيف يحتاج إلى “حضارة” القوى الغربية، ويتضح ذلك في “سيريانا” و “المملكة” تقدم دول الشرق الأوسط على أنها فوضوية و محفوفة بالخطر وبحاجة إلى التدخل الأمريكي. في هذه الإنتاجات ، يتم تقديم الغرب على أنه المنقذ الذي سيجلب السلام والاستقرار إلى المنطقة ومع ذلك ، فإن مثل هذه التصورات غالبًا ما تكون بعيدة عن الحقيقة ولا تعكس تعقيدات المنطقة والأسباب الكامنة وراء الإرهاب.[69]

وفي هذا الصدد ساهمت هوليوود أيضًا في تصوير المسلمين على أنهم “أشرار”، وقد اتُهمت هذه المنتجات بإدامة الصور النمطية الضارة ضد المسلمين، مما أدى إلى تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا. لقد تم تشويه صورة المسلمين في هذه الأفلام من خلال استخدام الأشرار والإرهابيين كونهم مسلمين أو شرق أوسطيين. يتم تصوير هذه الشخصيات على أنها متعصبة، والرسالة هي في كثير من الأحيان أن أمريكا ضحية للتطرف الديني. ونتيجة لذلك ، أدت هذه المنتجات إلى زيادة انعدام الثقة بالمسلمين وزيادة تهميش المجتمعات الضعيفة بالفعل.[70]

علاوة على ذلك عملت السينما على إبراز شجاعة وتضحيات الرجال والنساء الذين يخدمون بلادهم وتسليط الضوء الصعوبات والتحديات التي يواجهها هؤلاء الجنود، والأعباء النفسية التي تلحق بهم بسبب الحرب، تم استخدام مثل هذه المنتجات لتكريم مساهمات الجيش وتعزيز الشعور بالروح الوطنية بين المواطنين الأمريكيين.

تهدف الأفلام الرائجة إلى جذب جمهور كبير وكسب المال بدلاً من تصوير واقع الهجمات الإرهابية بدقة ؛ أفلام الحركة مع ممثلين مشهورين مثل دينزل واشنطن وهاريسون فورد أو أرنولد شوارزنيجر. ومع ذلك ، تجدر الإشارة إلى أن الدور المسرحي لهذه المنتجات يتم التشكيك فيه بانتظام. حقيقة الأمر أن هناك أصابع اتهام تتم الإشارة بها إلى هذه الأطروحات السينمائية فهي أما تقوم بالتنبؤ بهجمات أو حتى إلهام الإرهابيين في خططهم هجماتهم القادمة.

صورة العرب والمسلمين في السينما الأمريكية:-

غالبًا ما تم تصوير المسلمين والعرب في الأفلام الأمريكية بطرق نمطية وسلبية ، مما يؤدي إلى استمرار التضليل والمواقف الضارة تجاه هذه المجتمعات, وقد كان لذلك آثار ضارة عليهم وساهم في التمييز والتحيز.

تاريخيًا [71]، كان المسلمون والعرب غائبين إلى حد كبير عن الأفلام الأمريكية أو أن أدوارهم كانت محدودة ونمطية. عندما يظهرون ، غالبًا ما يكون في دور الشرير أو الإرهابي أو زعيم الحرب ،من أقدم الأمثلة على هذا التمثيل السلبي الفيلم الصامت “الشيخ 1921” ، الذي صور الرجال العرب على أنهم متوحشون وعدوانيون جنسياً. استمرت هذه الصورة النمطية في العديد من الأفلام طوال القرن العشرين ، مثل أكاذيب حقيقية (1994)، والقرار التنفيذي (1996) ، والحصار (1998) ، وجميعها صورت الإرهابيين على أنهم مسلمون أو عرب.

تخلق الصور السلبية صورة خاطئة عن هذه المجتمعات يمكن للجمهور استيعابها، مما يؤدي إلى سوء الفهم والخوف. على هذا النحو، تساهم هذه الصور في اتخاذ قرارات سياسية ضارة والمشاعر المعادية للمسلمين والعرب في المجتمع. إحدى الأمثلة على ذلك هو حظر السفر المفروض على البلدان ذات الغالبية المسلمة التي نفذته إدارة ترامب ، ظاهريًا كرد على الإرهاب. الأمر الذي من شأنه أن تُمثل مثل هذه السياسات عواقب وخيمة على المسلمين والعرب.[72]

الحركات المتنامية من أجل مواجهة الصورة النمطية:-

لا يمكنك محاربة الفن بالكراهية” أن تلك الجملة التي داركها المخرجين وصناع السينما العرب أو المشككين في الصورة النمطية التي تصدرها السينما الأمريكية وعملوا على محاربة هذه الظاهرة بذات السلاح فإن كانت هوليوود تقوم بنزيف صورة فلتكشف الطاولات العربية عمّا تحتوي عليه جعبتها من أفلام وصناعة لشن هيمنة مضادة.

على سبيل المثال فيلم رحمة، هو عنوان الفيلم القصير الذي يحكي عن أخلاق سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم. حيث تم إنتاجه للمشاركة في المهرجان الفرنسي “مختار” الذي يتناول التعريف بالدين الإسلامي، وتصحيح المفاهيم المغلوطة حوله.ويدور الفيلم حول رحلة فكرية لخطاط، وضع لنفسه تحد برسم صورة صحيحة للرسول صلى الله عليه وسلم، من خلال مواقف وأناس التقى معهم، وهي مخطوطة تمثل جمال الخط العربي وتركز على الآية الكريمة: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}. كما أنها موجهة للجمهور. حيث يرى القائمين على الفيلم أن الغرب وصلوا إلى قناعة إلى أن المسلمين ليسوا إرهابيين، ولكن كل إرهابي مسلم، ولهذا جاء الفيلم ليجسد جمال أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم خصوصًا في رحمته مع المشركين، مستشهدة برفض الرسول عليه الصلاة والسلام الدعاء على المشركين على الرغْم إيقاع الأذى به وقوله بأنه بعث رحمة للعالمين

هناك حركة متنامية لتحدي هذه التمثيلات وتقديم صورة أكثر دَقَّة وتنوعًا عن المسلمين والعرب في الثقافة الشعبية. يسمح إدراج مثل هذه الشخصيات في البرامج التلفزيونية والأفلام بمزيد من تمثيل المجتمع. كما أخذ صانعو الأفلام المسلمون والعرب على عاتقهم مسؤولية سرد هذه القصص وإنشاء صور دقيقة للمجتمعات. مع استمرار العالم في النمو والتطور فيمًا يتعلق بقضايا التمثيل والشمولية، من الضروري ألا يتم عزل المسلمين والعرب بطريقة تضر بهم أو بالمجتمع ككل.

المبحث الثاني الإطار التطبیقي:-

من خلال ما سبق فإننا سنقوم بتحلیل الفیلم المعنون “بـالمنطقة الخضراء” [73]“The Green Zone (2010)”، وفيلم ” المملكة”” [74]The Kingdom (2003)” ،عن طريق تحليل مضمون الأفلام ومعرفة المعاني و كل الرسائل الضمنیة التي وضعها مخرجي الفیلمين بول غرینغراس” وبيتر بيرج” ، حول صورة العربي في السینما الأمریكیة. فمن خلال هذا سنقوم بالإجابة عن الاشكالیة العامة للدراسة بالإضافة إلى التساؤلات الفرعیة من خلال تفكیك محتوى الأفلام.

يدور فيلم المملكة حول واحد من أهم الموضوعات وهو صراع الثقافات بين الأمريكيين و السعوديين. يتم استكشاف هذا الصدام من خلال العلاقات بين فريق مكتب التحقيقات الفيدرالي والمسؤولين السعوديين الذين يعملون معهم. إنه يوضح كيف يمكن أن يؤدي سوء التفاهم الثقافي إلى صراعات خطيرة.

يدور فيلم المنطقة الخضراء حول رئيس الصف الأول روي ميلر، وهو جندي أمريكي في مهمة للعثور على أسلحة الدمار الشامل في العراق. محتوى الفيلم أنه يقدم الحرب على أنها مشروع خاطئ قائم على معلومات استخباراتية لا أساس لها ، بينما يصور أيضًا ضحايا الحرب من منظور العراقيين المحليين تظهر المؤامرة كيف كانت مصادر المخابرات التي اعتمدت عليها الولايات المتحدة لغزو العراق معيبة ، مما أدى إلى عملية غير مدروسة لم تحقق أهدافها. يسلط الفيلم الضوء على هذا الخلل من خلال تصوير الفرق بين تقرير المخابرات وتقرير أرض الواقع.

تحليل مضمون الفيلمين محل الدراسة:-

أولا : الزمان والمكان :-

تدور أحداث فيلم المنطقة الخضراء داخل العراق ، بينما تقع أحداث فيلم المملكة داخل المملكة العربية السعودية- يُلاحظ هنا أن الفيلم يستمد عنوانه من المملكة – ويُعتبر من الأفلام الأمريكية النادرة التي تناولت السعودية على عكس التيار السائد في تناول الأفلام التي تقع داخل العراق، من ثم تنتقل أحداث الفيلمين إلى واشنطن.

الحقبة الزمنية للأفلام تتراوح في ما بين 1996 إلى 2010 ,وهي فترات وثيقة الصلة بأبرز الهجمات الأرهابية في تلك الفترة: التفجير الذى حدث فى «مجمع الخبر» السكنى عام 1996، وتفجير المجمعات السكنية فى مدينة الرياض عام 2003 الذي أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص وإصابة المئات من بينهم عدد كبير من حاملي الجنسية الأمريكية وكذلك على مذبحة الخبر عام 2004 والتي تم اتخذها كمنطلق لفيلم المملكة، بالإضافة إلى  أحداث 11 سبتمبر 2001 , والتي كانت عبارة عن أربع هجمات إرهابية انتحارية منسقة على الولايات المتحدة بداية من خطف الطائرات، وصولًا إلى الآلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة، يُصور المنطقة الخضراء الوضع في بغداد أثناء غزو العراق عام 2003.

ثانيا: الشخوص:-

يمكن التفرقة هنا بين الأنا والآخر أي بين شخصية البطل والخصم / العدو, فينفرد الضباط الأمريكان بمختلف رتبهم بشخصية البطل و بينما تستأثر الشخصيات العربية المسلمة بشخصية العدو- صاحب اللحية أعضاء تنظيم القاعدة-.

يظهر في فيلم ” المملكة ” الظابط رونالد فلوري(الممثل جيمي فوكس) في صورة “البطل الذهبي” رئيس الفريق الذي تم إرساله وكان يتولي الأمور الهامة في التحقيق برفقة العقيد غازي محاولا اكتشاف العقل المدبر خلف الهجوم الإرهابي عن طريق الذهاب إلى المنطقة التي وقع بها الهجوم , إلا أن الإدارة الخاصة به تقابل طلبه بالرفض الأمر الذي يدفعه إلى طلب المساعدة من السفير السعودي بواشنطون من أجل الذهاب , وتسير الأمور كما خُطط لها مع إعطائهم مُهلة خمسة أيام فقط للوصول إلى المسؤول عن هذه الحادثة.

يظهر أيضا بشخصية البطل المُساعد البطل السعودي العقيد فارس الغازي, يمثل المسلم المعتدل الذي تحدثوا عنه في الفيلم وهو كذلك عدو الجماعات التكفيرية حيث تم قتله على أيديهم في نهاية الفيلم.- والذي كان يحاول إبعادعهم عن مجرى الأحداث إلا أن روابط الثقة والتعاون المتبادل تنشأ بين فريق الاستخبرات والعقيد حتى تحولت إلى روابط صداقة -يدل هذا الأمر على أن المسلم المعتدل صديق للغرب ولديه قدرة على تقبلهم والتواصل معهم- مكنتهم في نهاية الفيلم من الوصول إلى العقل المدبر والقضاء عليه.

وتظهر شخصية أبو حمزة في “صورة الخصم” الذي قاد الجماعة التكفيرية وقام بتنفيذ العملية الإرهابية في الرياض.

أما عن فيلم “المنطقة الخضراء” تظهر “شخصية البطل” في روي میلر نائب الضابط (الممثل ” مات دیمون) ،المكلف بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل في مناطق متعددة في العراق، إلا أنه وفي كل عملیة بحث، یخرج خالي الوفاض، عاجزا عن العثور على أي من الأسلحة التي یقوم المصدر الخفي للاستخبارات الأمریكیة بالإبلاغ عنها. تبدأ الشكوك تساور “میلر” بشأن المصدر نفسه، والأسلحة التي لم یتم العثور علیها حتى الیوم، خصوصا مع معلومات قدمها أحد المسئولین الكبار في وكالة الاستخبارات الأمریكیة مفادها أن المعلومات خاطئة، ولم تساعد حتى الیوم في العثور على هذه الأسلحة.

ويتدخل في هذه الحلقة “العراقي المعاون” “فریدي”- المسلم المعتدل – الذي عانى من جرائم “صدام حسین” وأعوانه، فیساعد الأمریكیین في الوصول إلى الجنرال” محمد الراوي”، أحد القادة السابقین في حزب البعث، والمسؤول عن برنامج أسلحة الدمار الشامل العراقي.

الاختلاف الذي يمكن إدراكه هو أن فيلم المنطقة الخضراء لما تلتصق صورة الشرير بالشخصية العربية, فقد اتضح أن الأمر برمته كذبة وقد اتضح هذا الأمر بعد التقاء “میلر” وجها لوجه مع “الراوي”- الذي كان من المفترض أن يكون هو الخصم بالنسبة لميلر-، ویدور بینهماحوار طویل بشأن هذه الأسلحة، ولیكتشف” میلر” أن هذا البرنامج تم وقفه في حرب الخلیج الثانیة، أي في عام 1990 .إلا ان المثالية الأمريكية تتضح مجددا في محاولة “میلر” إقناع” الراوي” بالمثول أمام المسؤولین الأمریكیین من أجل إرساء العدالة والكشف عن الحقيقة إلا أن الأمر ينتهي بمقتل الراوي على يد فريدي.

أن الصورة العامة التي قدمها الفلمين عبرت عن شخصية الخصم في صورة العربي المسلم التي تجسدت بقوة بعد الهجمات الإرهابية المُتكررة, وتتضح شخصية البطل الذهبي دائما في بذلة الضابط الأمريكي.

ثالثا : الحبكة:-

يبدأ الفيلم بمجموعة من اللقطات الوثائقية ، التي تُظهر منحنى العلاقات الأمريكية السعودية وتعرض أهم الأحداث داخل هذا المُنحنى من مثل اكتشاف النفط فى المملكة العربية السعودية 1938، وتأسيس شركة النفط العربية الأمريكية «أرامكو» ولقاء الملك عبد العزيز الرئيس الأمريكى «روزفلت» على متن مدمرة أمريكية فى البحيرات المرة بمصر فى 1945 إثر انتصار الحلفاء على دول المحور فى الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى قرار منع تصدير النفط خلال حرب أكتوبر 1973، وغزو صدام حسين دولة الكويت عام 1990، وحرب تحريرها، ومن ثم ظهور «أسامة بن لادن» ليعلن رفضه وجود القوات الأمريكية فى شبه الجزيرة العربية، وتتوالى لقطات لأعمال إرهابية، تستهدف سفارات وقوات أمريكية خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وتنتهى تلك اللقطات باعتراف بنن لادن.

تبدأ أحداث فيلم ” المملكة” من خلال هجوم إرهابى على مجمع سكنى لشركة نفط فى مدينة الرياض،حيث يمارس عدد من الموظفين الأمريكيين العاملين بالسعودية حياتهم العادية، من ثم يظهر مسلحون يتخفون فى زى رسمي، يقتحمون المجمع، ويفتحون نيران بنادقهم بصورة عشوائية على الجميع، ويبلغ الحدث ذروته بتفجير أحد الإرهابيين نفسه وسط المجمع ويقع عديد من الضحايا الأبرياء، ومن ضمن هؤلاء عميل يعمل فى مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية، ويحاول العميل الخاص بمكتب التحقيقات فلوري، الذى قام بدوره الممثل جيمى فوكس مواجه وزارة الخارجية الأمريكية بشأن إرساله هو و فريقه من أجل التحقيق في موقع الحادث فى العاصمة السعودية، ويجابه الفريق عقبات بسبب رفض المسؤولين فيلجأ إلى الضغط على الجانب السعودي، لإمهاله خمسة أيام لإجراء التحقيق فى موقع الحادث للوصول إلى الجناة، وفى ذروة الأحداث يتم خطف أحد أعضاء الفريق لكن  يتمكن الفريق الأمريكى من إنقاذ الزميل المختطف وإبادة الإرهابيين بمن فيهم زعيمهم «أبو حمزة» الذى نراه يهمس فى أذن حفيده، قبل مصرعه، قائلا: «سنقتلهم جميعا» وبالتالى  تتضح رسالة الفيلم من خلال تلك الجملة أن فلسفة القوة هى السياسة التي تحاول أمريكا نشرها.

تبدأ أحداث فيلم المنطقة الخضراء بذهاب “روري میلر”،المكلف بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل في مناطق متعددة في العراق، إلا أنه وفي كل عملیة بحث، یخرج خالي الوفاض، عاجزا عن العثور على أي من الأسلحة التي یقوم المصدر الخفي للاستخبارات الأمریكیة بالإبلاغ عنها. تتطور الأحداث لاحقا، لتبدأ الشكوك تساور “میلر” بشأن المصدر نفسه، والأسلحة التي لم یتم العثور علیها حتى الیوم، خصوصا مع معلومات قدمها أحد المسئولین الكبار في وكالة الاستخبارات الأمریكیة مفادها أن المعلومات خاطئة، ولم تساعد حتى الیوم في العثور على هذه الأسلحة وفي هذه اللحظة، یقف “میلر” أمام فریقین، أحدهما یحاول الكشف عن كذبة تمت لتبریر هذه الحرب، والفریق الآخر، یحاول إسكات الجانب الآخر لتبریر موقفه ویحاول الكشف عن تلك الكذبة التي تسببت في دخول الولايات المتحدة لهذه الحرب.

وقد اتضحت هذه الكذبة من خلال عدة محاور بداية من طلب أحد مسؤول الاستخبارات الأمریكیة من “میلر” حث أحد السجناء العراقیین على عدم الإستجابة لتحقیقات محققین أمریكیین، وفي تلك اللحظة یبدي “میلر” استغرابه، وكأنه یتساءل عن الإنقسام الدائر بینهم كأمریكیین فیجیبه مسؤول الإستخبارات ببساطة: “هل أنت ساذج؟” وهو دلالة على أن الداخل الأمریكي یشهد انقساما حادا بشأن هذه الحرب. وقد سبق الحديث عن هذاالانقسام في صورة الفريقين .الأمر الآخر هو استعانة الأمريكان بأفراد عراقيين من خارج البلاد ليقوموا بإدارتها ومن ثم اصطدامهم بأن العراقیین منقسمون على أنفسهم، ما بین سني وشیعي وكردي.

يتمكن ميلر بمساعدة فريدي ولقائه المباشر من معرفة أن أسلحة الدمار الشامل ماهي إلا ذريعة وأن الأمر برمته مختلق فيعمل على تجميع أدلة لإرسالها لمسؤولينه في أمريكا , إلا أن هذه الفكرة تبؤ بالفشل بعد مقتل الشاهد الوحيد الرواي فيلجأ ميلر للبُعد الناعم – الصحافة-وبمساعدة صحفیة أمریكیة، یقوم “میلر” بإرسال تقریره إلى جمیع وسائل الإعلام لتتكشف الكذبة أمام العالم بأسره. وتتضح رسالة الفيلم في مشهد الختام في اللقطة التي يتحرك فيها ميلر بشاحنته العسكرية مع فريقه یظهر فیها “میلر” راكبا شاحنة عسكریة مع مجموعته متجهین نحو أحد آبار النفط العراقیة، ليتضح هنا الهدف الحقيقي والغير معلن للغزو الأمريكي للعراق.

رابعًا الرسالة :-

يعرض هذا الجزء الملامح المشتركة للفيلمين

  • رؤية الولايات المتحدة للإرهاب

الإصرار على محاربة هذه الظاهرة وإضفاء طابع دولي على التعاون فيما بين الولايات المتحدة وباقي جموع المحتمع الدولي في هذه الحرب فهي تصنف الإرهاب باعتباره أي اعتداء يقع على مصالحها الاقتصادية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد ,

وقد اتضح ذلك في فيلم المنطقة الخضراء فكان الدخول ذريعة من أجل حماية مصالحها الاقتصادية ” أمن الطاقة” المُعتمد بشكل أساسي على نفط البلدان العربية.

  • الصورة النمطية للولايات المتحدة عن العرب والمسلمين

يظهر في سياق الأفلام المختارة أيضا العديد من المشاهد التي توضح مدي كراهية الأمريكان للمسلمين بسبب نظرتهم إليهم علي أنهم هم الإرهاب وأنهم المسؤولون عن جميع الحوادث التي يذهب ضحيتها أصدقائهم وعائلاتهم.

إن اعتياد صورة “المسلم” بأنه كث اللحية المُفتقر إلى الآداب العامة منحرف التصرف المتعصب لأجل شعائره وجعل تلك الصورة مقترنة بظاهرة الإرهاب عن طريق إثبات نسب أي عملية إرهابية حادثة علي أرضها أو مُندد بيها خارج محيطها إلى المُسلمين , وقد ظهر ذلك في اقتران وجود اللحية وتطبيق شعائر الدين في شخصية “أبو حمزة” منفذ العملية الإرهابية في المجمع السكني.

وقد ظهر ذلك في فيلم المملكة محاولة الوكيل الخاص فلوري استجواب أحد شهداء واقعة قتل المواطنين الأمريكان من قبل شرطيين سعوديين , ورفض الشاهد الإجابة علي سؤاله وطرده ومحاولته الاشتباك مع العقيد غازي باعتباره أحد المتسببين في تلك الحادثة.

رؤية العرب على أن مستواهم التفكيري أقل شأنا وتحضرا وغير قادرين على الامساك بزمام الأمور أو أن يكونوا مسؤوولين عن حيوات أشخاص أخرى, أنهم تلك الفئة التي تهتم باللقطات وإشباع بطونهم ظهر ذلك في طلب الأمير السعودي من الفريق الإمساك بالصقر الخاص به واستهجانهم للفكرة , قومٌ غير لائقين فكريًا لمواكبة التقدم, وقد ظهر ذلك في قيام فريق الاستخبارات بالسخرية من الفريق السعودي القائم علي التحقيق في تلك الحادثة , واتهامهم بإضاعة الوقت بينما مرتكب الجريمة الي زال حرًا طليق, بالإضافة إلى تحميلهم مسؤولية افساد الأدلة إلي الفاعل .

تصنيف المسلمين على أساس تعاملهم مع مضمون بعض القضايا بشكل معين على أنهم معتدلون الممثلين في الأصدقاء والمتطرفون الممثلون في الأعداء وقد ظهر ذلك في قيام الوكيل فلوري بتكوين علاقة صداقة وطيدة مع العقيد غازي بسبب رؤيته لمدي اختلافه عن المسلمين الذي أتى إلى المملكة لمحاربتهم.
بالإضافة إلى التغاضي عن عدة أشياء مثل حصول أحد أعضاء الفريق على ختم اسرائيلي في أحد زياراته إلى هناك.

وعلى الجانب الأخر في فيلم الممكلة الخضراء نرى تصوير العربي على أنه خاءن ماكر قوي الحيلة والخداع وقد ظهر ذلك في قيام “فریدي” بالابلاغ عن “محمد الراوي” و رجاله فور معرفة مكانهم، فقد ذهب للأبطال من أجل اضطلاعهم على مكان مخبئهم .

العربى في صورة الجبان صاحب الشخصية الضعيفة التي لا تستطيع الدفاع عن وطنها ویظهر ذلك عند امساك القوات ب”سعید حمزة” وقيامه بتسليمهم “الكتاب” فورا من شدة الخوف و من أجل حمایة نفسه و لو كان ذلك الأمر على حساب وطنه وأخوانه العرب.

تصوير العربي في صورة المتعطش للدماء الذي لا يمتلك أي رحمة داخل قلبه  ومحب السلطة ونجد ذلك فى عند قیام “فرید” بقتل “محمد الراوي”و في تعاونه مع الامريكان فقط من أجل الحصول على منصب في الدولة الحديثة المقرر إنشائها.

  • الفجوة الثقافية بين المجتمع العربي والأمريكي

حيث تم تصوير العرب بأنهم لازالوا بعيدين كل البُعد عن إدراك مفهوم حقوق الإنسان خصوصا الفئات الضعيفة مثل المرأة والطفل ,يتضح ذلك في فيلم ” المملكة” من خلال منع المحققة الأمريكية مايز من حضور الاجتماع الرسمي لأنها “امرأة” وتبرير العقيد غازي لهذا الأمر باستخدم كلمة ” تقليد” تُسلط الضوء علي الرجعية والتخلف الذي تستمر السينما في الصاقه بالمجتمعات العربية,متغضاين الطرف عن أن هذه التقاليد هي جزء من موروثهم الثقافي والديني في كثير من الأحيان, ويظهر أيضا في رفض رجلا من رجال الأمن السعودى أن تلمس الطبيبة المحققة “مايز” جثة رجل مسلم مُستخدما تعبير ” هذا حرام”,بالإضافة إلى مشهد تعذيب أحد الرجال فى أثناء التحقيق معه، بما يعد إهدارا لكرامة الإنسان.العرب لا یحترمون حقوق الأطفال، حیث أن الطفل العربي دائما عنیف، واتضح ذلك في فيلم ” المنطقة الخضراء في تصوير الأطفال التي تلعب داخل منطقة خطرة دون أن ينتبه أحد لمخاطر هذه المنطقة على حياتهم.

  • البطل الأمريكي في مواجهة الشرير العربي

المبالغة في تصوير شخصية البطل والاسترسال في إظهار شجاعته و روح الإنسانیة في مقابل حالة اللاانسانية التي يتصف بها العرب فالأول على استعداد أن يقدم تضحيات حتى وإن كانت بنفسه من أجل انقاذ العالم ويتضح ذلك في فيلم “المنطقة الخضراء” حيث تم تصوير “القائد میلر”على أنه الرجل المثالي الذي لا يُمكن الوصول إليه ولا هزيمته فهو على أتم الاستعداد للمخاطرة بحیاته من أجل السلم و الأمن، بينما على الجانب الأخر تم تصوير العربي على أنه رجل ضعیف الشخصیة و ذلك یظهر من خلال شخصیة “سعید حمزة” أثناء التحقیق معه.

ويتضح في فيلم “المملكة” من خلال المشهد الذي يلتقي فيه البطل رونالد فلوري بمجموعة من الأطفال في مدرسة أمريكية ويلقي عليهم خطابا حول القيم المثالية التى يتربى عليها الأطفال هناك، وعلى المقابل يتم تصوير الإرهابى “أبو حمزة”وهو يقوم بإجبار حفيده على رؤية مشهد تفجير المجمع السكني من خلال المنظار, وأيضا في المشهد الذي يلقى أبو حمزة حتفه فيه حين يقوم بتوصية حفيده على الثأر منهم مستخدما عبارة ” سنقوم بقتلهم جميعا”.

  • الإعلام كمدخل للهمينة

يتضح ذلك في فيلم “المملكة” حيث تتضح رغبة الولايات المتحدة في إرسال فريق للتحقيق كانت بالأساس لممارسة ضغوطات معينة على السعودية وذلك من أجل مصالح اقتصادية معينة فهي لا تهتم بالقبض على أبو حمزة أو غيره ولا تأبه بفكرة فصل الإسلام عن الإرهاب فكل ما تضعه نصب عينها هو التدخل في دول الشرق الأوسط .

ويتضح في سياق فيلم ” المنطقة الخضراء” الإعلام اسُتخدم كأداة في الدخول إلى الحرب وفرض الهيمنة، رغم عدم تأكد بعض الإعلامیین من المعلومات التي كانت تُعطى لهم حول ملف أسلحة الدمار الشامل العراقیة، واتضح ذلك في شخصية “لوري “.

خامسا: نهاية الفيلم والخاتمة الكلية:-

اختلفت نهاية الفلمين محل الدراسة ففي فيلم المملكة نجد أن الخير ينتصر وتتحقق مبادئ العدالة بالقضاء على رأس الشر أبو “حمزة “, أما عن نهاية فيلم المنطقة الخضراء یتم تصحیح كل الأخطاء و غسلها عن طریق البوح على الطریقة الهولیودیة و یظهر ذلك في دور السلطة الرابعة شخصیة الصحفیة “لوري” مراسلة صحیفة “الوول ستریت جورنال”، أحدى كُبریات الصحف الأمریكیة التي تتابع قصة أسلحة الدمار الشامل في العراق بهمة و جدیة.

اطلقت الأفلام نوعا من التعميم والغرض من التعميم هو التعامل مع الكل ككتلة واحدة يقع عليها عِبْء جميع تلك الحوادث ، فأظهرت الأفلام أن الجهات التي رفضت التعاون مع الفريق أو القوات الأمريكية علي أنهم متعاونون مع الإرهاب وكأن الفيلم يرفع شعار “إذا لم تكن مشارك فعلي فأنت داعم ضمني”.تصدير فكرة أن المسلمين لا يتوافقون مع المجتمعات الغربية ، فهم رجعيون، ويمثلوا تهديدًا لتلك المجتمعات ،مما أدي إلي إثارة مشاعر الكراهية لدي مشاهدي الفيلم واتضح ذلك من خلال تعلقياتهم.

المجتمعات العربية تخلق وتُربي وحوشًا, تصدير مجموعة من اللقطات لتغذي فكرة الخوف من الإسلام مثل العديد من المشاهد كيفية تنشئة الأطفال في المجتمعات العربية، حيث نقلت صورة أنهم يتم تغذيتهم علي القتل والعنف وكيفية الدخول في الحرب وتنفيذ تقاليد الجماعات الإرهابية.

الخاتمة:-

من خلال تحليل مضمون للأفلام المُختارة التي تناولت صورة العرب والمسلمين في السينما الأمريكية,تبنت السينما الأمريكية صورة نمطية كانت هذه الصورة سلبية في الغالب ، مما يديم التصويرات الضارة وغير الدقيقة لمجموعة كاملة من الناس. غالبًا ما تصور هذه التمثيلات الشخصيات العربية / الإسلامية على أنهم إرهابيون أو طغاة أو شخصيات قمعية ، وتصورهم على أنهم عنيفون وبربريون في جوهرهم. هذا التصوير الضيق هو تمييزي وضار بالمجتمع المسلم / العربي ، تناست السياسة الأمريكية مريكية أن التمميز العنصري لا يصدر عن المجتمعات العربية فحسب بل قد يحدث التمييز على أراضيها ، دون وجود تسجيل لتلك الحوادث بل أن تصويررهم لتلك النوعية من الأفلام هي بالأساس تمييز علي أسس عرقي.

وبالإضافة إلى تعزيز شعور الخوف والكراهية تجاه ثقافة متنوعة وغنية بالتقاليد, أن تلك المشاهد تترك أثًرًا في مشاهديها مما يجعل الحياة في المجتمعات الغربية صعبة على العرب والمسلمين وتحديدًا النساء والأطفال الذين لم يكونوا طرفًا في القضية قط. تكرست هذه الصورة بسبب ميل هوليوود للتأكيد على روايات معينة تؤكد على العنف على بناء السلام. ومع ذلك ، هناك جهود جارية لمعالجة هذه القضايا من خلال إعادة صياغة القصص حول الشخصيات العربية في الأفلام ، وتسليط الضوء على إنسانيتهم بصرف النظر عن السياسة أو الدين مع تصوير الصراعات العاطفية المعقدة المرتبطة بهم في عالم ما بعد 11 سبتمبر ، وبالتالي خلق فرص لاستكشاف إمكانيات جديدة للتمثيل خارج المجازات التي تعزز السلبية تجاه مجموعة الهوية المعينة هذه في السينما. أن من يملك التكنولوجيا والقدرة على الإبداع هو القادر على الانتصار في هذه الحرب , حيث استطاعت  السینما الأمریكیة صنع هذا المجد من خلال انتاج أفلامها على حساب الآخر بالطریقة التي ترید و حینما ترید، خاصة في عصر يُصنف الفائز فيه بناءًا على مقدرته في امتلاك مفاتيح التكنولوجيا والمعلومات .

قائمة المراجع :-

  • أولا قائمة المراجع باللغة العربية:
  • الكتب :-
  • رحاب السيد رجب، العلاقات المصرية السعودية – وتأثيرها علي الأمن الإقليمي،( العربي للنشر و التوزيع، ٢٠٢٣ ).
  • جاك شاهين، الصورة الشريرة للعرب في السينما الأمريكية الجزء الأول,خيرية البشلاوي(مترجم)،(مصر، المركز القومي للترجمة، 2013)
  • الرسائل:
  • اياد خلف عمر الكعود، استراتيجية القوة الناعمة ودورها في تنفيذ اهداف السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة العربية،( الماجستير، جامعة الشرق الأوسط، كلية الأداب والعلوم،2016).
  • بولوداني سهام،الصورة والواقع؛ قدرة الصورة على نقل الواقع،)جامعة عنابة,الجزائر,يوليو 2021).
  • حمود سالم، المتغيرات الإقليمية التي ساهمت في تنامي الجماعات المتطرفة في المنطقة العربية بعد الربيع العربي 2011-2015، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية، كلية الدراسات العليا، 2016.
  • رنا محمد صادق، نشأة الأحلاف العسكرية (حلف شمال الأطلسي1949)، رسالة ماجستير، جامعة دمياط كلية الآداب.
  • سلام أحمد السواعير، توجهات السياسة الخارجية الأردنية تجاه أزمات الربيع العربي، رسالة ماجستير، جامعة الشرق الأوسط، كلية الآداب، 2017 .
  • سميـة فوزى محمد أنيس ،صورة الآخر فى السينما الأمريكية دراسة تحليلية لصورة العربى فى الفترة من 2000-2010، (جامعة طرابلس، كلية الأداب والعلوم،2014).
  • عادل علي سليمان، مفهوم القوة في العلاقات الدولية1991-2017، رسالة ماجستير، جامعة الشرق الأوسط، كلية الآداب والعلوم، 2018.
  • قيس سالم عبد القادر العويسات، تداعيات الثورات العربية علي الأمن الإقليمي العربي2010-2017، رسالة دكتوراة، جامعة مؤتة، عمادة الدراسات العليا، 2017.
  • لقمة ياسمين سارة، المعيارية في تحديد مفهوم الإرهاب الدولي، رسالة ماجستير، جامعة محمد بوضياف بالمسلية، كلية الحقوق والعلوم السياسية .
  • كلتوم بن عبد الرحمان،مقاربة مفاهيمية في مفهوم نظرية السلطة الرمزية وكيفية توظيفها للرأسمال الرمزي لدى بيار بورديو،(ماجستير، جامعة الحاج لخضر باتنة,كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، 2019).
  • ميلود رقيق, هوليوود في خدمة السياسية الأمريكية؟,( جامعة عباس لغرور، كلية الحقوق والعلوم السياسية,2017),
  • ناصر فليح الخلايلة، نظرية الأمن القومي العربي ومظاهر عجزها في السياسات العربية ” دراسة نقدية تحليلية”، رسالة ماجستير، جامعة الشرق الأوسط، كلية الآداب والعلوم، 2021.
  • الدوريات
  • أدموند غريب، شقوق في صورة العرب عند الأمريكي، مجلة العربي الكويت، العدد 304، مارس 1984.
  • الأميرة سماح فرج عبدالفتاح صالح ،التوظيف السياسي لاستمالات التخويف في وسائل الإعلام کما يدرکها الجمهور المصري: الحرب على الإرهاب أنموذجًا, مجلة البحوث الإعلامية,المجلد 54, يوليو 2020.
  • سيف سعدي عفتان الدليمي، التوظيف السياسي في موقع تويتر الخاص برؤساء الدول وانعكاسه على اتجاهات الجمهور العراقي، مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية والتربوية، العدد 32, يونيو2017.
  • فداء عبد الدايم، التوظيف السياسي لخطاب الكراهية في تغطية الرياضة: دراسة حالة لكأس العالم بقطر 2022،جملة البحوث الإعلامية,العدد 64, يناير2023.
  • مروان نايف عدوا، صورة العرب في السينما والتلفزيون الأمريكي، الجامعي، العدد 23،نوفمبر 2013.
  • نفسية نيالي، رمزية الخطاب السينمائي من خلال الصورة, مجلة الرواق للدراسات الاجتماعية والإنسانية،المجلد 7, العدد 01،يونيو 2015.

الصحف:

  • يسرا الشرقاوى،80 عاما على فيلم رفضه العالم «الديكتاتور العظيم» .. الرابط التاريخى بين شابلن وهتلر،الأهرام،8-2-2021.
  • مواقع الإنترنت:
  • أحمد سامي،دراسات سينمائية: ما الفرق بين الفانتازيا والخيال العلمي؟ وكيف تُصنع الأعمال الفانتازية؟، الصفوة للدراسات الحضارية، يونيو 2018، https://www.arageek.com/art/what-is-the-diff-bet-fantasy-and-scifi-and-how-fantasy-is-made ، 1-6-2023.
  • أحمد الشماع،تطور صورة العرب والمسلمين في سينما هوليوود،الفصلة،أغسطس 2017، https://cutt.us/CPvUG ،24-3-2021.
  • إلهام الطالبي, “كومبارس هوليوود أفريقيا”… ضحايا السينما،أندبندنت عربية،فبراير2020، https://ume.la/F7MbJl . 27-5- 2023.
  • عبد الغني سلامة، القوة الرمزية، والقوة الناعمة، والعقوبات الأميركية,الأيام, مارس 2022, https://cutt.us/NHYUt, 26-3-2023.
  • مافي ماهر، كيف غيرت أفريقيا قواعد اللعبة في السينما العالمية؟،المستقبل،يوليو، 2022 https://cutt.us/eVztY ، 25-3-2023.
  • ثانياً قائمة المراجع باللغة الإنجليزية:
  • Books
  • Janet Wasko, The Political Economy of Film, A Companion to Film Theory, Toby Miller (Editor),(US: Wiley Blackwell,2003
  • Periodicals
  • Daniel Heradstveit, Attribution Theory and Arab Images of the Gulf War, International Society of Political Psychology, Vol 17, No. 2 ,June1996
  • Ehsan Mozdkhah, Emergence in Power; Reproduction of Soft Power in Foreign Policy of the US with Emphasis on Hollywood Cinema in Post-Pandemic Era, International Studies Journal, 18, No. 3,
  • Emrah Aydemir, Use of Hollywood as a Soft Power Tool in Foreign Policy Strategy of the United States of America, International Journal of Humanities and Social Science Invention, Volume 6 Issue 11,Nov2017.
  • Farag, F. Rofail. “The Arabian Nights: A Mirror of Islamic Culture in The Middle Ages.” Arabica 23, no. 2 (1976): 197–211. http://www.jstor.org/stable/4056620.
  • Hussein Abdulrahman, the Definition of Cinema: From Artistic Production to Discursive Practice, International Journal of World Policy and Development Studies, Vol. 4, Issue. 7, Sep 2018, P.60-68.
  • Michele G. Alexander, Image Theory, Social Identity, and Social Dominance: Structural Characteristics and Individual Motives Underlying International Images, International Society of Political Psychology, Vol 26, No.1,Feb2015, p27-31.
  • Janet Staiger, Thinking about the History and Theory of Film Advertising, University of Texas Press, Vol.29, No.3, 1990, P.3-7.

 Research papers

  • Birgit Streich, PROPAGANDA BUSINESS: THE ROOSEVELT ADMINISTRATION AND HOLLYWOOD,( Humboldt State University, Department of Sociology,1990).
  • Clayton R. Koppes, Hollywood Goes to War: How Politics, Profits and Propaganda Shaped World War II Movies,(US, University of California Press,1990) ,26-5-2023.
  • Gilbert Adair, Vietnam on Film: From the Green Berets to Apocalypse Now,( UK, Cambridge University Press,2009).
  • Klaus Dodds , Hollywood and the Popular Geopolitics of the War on Terror,( University of London, Department of Geography ,2008).
  • Tony Shaw, Hollywood’s Cold War (Culture and Politics in the Cold War and Beyond), (US, University of Massachusetts Press,2007).
  • Terence McSweeney, The ‘War on Terror’ and American Film: 9/11 Frames Per Second, (Scotland, Edinburgh University Press,2014).
  • Websites
  • Alexander L. Vuving, HOW SOFT POWER WORKS, Asia-Pacific Center for Security Studies, October 2022,P4-6, https://ume.la/vsVvdP ,1-6-2023.
  • André Bazin, The Ontology of the Photographic Image, University of California Press,1960, https://www.jstor.org/stable/1210183 ,1-6-2023.
  • Ayhan, K.J, Soft power is rare in world politics: Ruling out fear- and appetite-based compliance, Place Brand Public Dipl , June2023,P10-16, https://link.springer.com/article/10.1057/s41254-023-00304-7#citeas ,3-6-2023.
  • Azam Ravadrad and Tamannaei Amirhossein. 2013. “An Analysis of the Relationship between Cultural- Cinematic Policies of Iran and the Movies Introduced As the Representative of Iranian Cinema to the Academy of Oskar ” 103–. https://doi.org/10.7508/ijcr .2013
  • Daniele Carminati, The economics of soft power: Reliance on economic resources and instrumentality in economic gains, Economic and Political Studies, Jun 2020,P19-23, https://ume.la/KhSE7V ,4-6-2023.
  • David Andrews, Art Cinema as Institution, Redux: Art Houses, Film Festivals, and Film Studies, Journal of Film and Television Studies, October 2010 , https://ume.la/gJbt1P ,1-6-2023.
  • David Luhrssen, Vietnam War in Hollywood Feature Films, Oxford Bibliographies, FEB2021, https://ume.la/Pd84cO , 25-5-2023.
  • Eric Herhuth ,The Politics of Animation and the Animation of Politics, sage journals, February 18, 2016, https://journals.sagepub.com/doi/10.1177/1746847715624581 , Accessed 22- 3-2023.
  • Emma Piper-Burket,The History of America and Russia’s Cinematic Cold War, Roger Ebert, July 2017, https://ume.la/U8lDHF ,25-5-2023
  • Eva Jonas, Cognitive Dissonance Theory, Science Direct,2014,P2-6, https://ume.la/aV31j3 ,2-6-2023.
  • Frank P. Tomasulo, What is Cinema? What is Cinema Journal?, Johns Hopkins University Press,March 2004 , https://ume.la/qv5ooI ,27-5-2023.
  • Kadir Jun Ayhan, Korea’s soft power and public diplomacy,(Seoul ,Hangang Network,2017),P20-24, https://ume.la/SA9TSk ,1-6-2023.
  • Kerem Bayraktaroğlu, The Muslim Male Character Typology in American Cinema Post-9/11, Wiley, October 2014, https://onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1111/dome.12054  ,25-5-2023
  • Lamees Mohamed El-Gafi,The Image of the Arabs in American Movies and Novels, journals,March2007, https://jltmin.journals.ekb.eg/article_149678.html ,26-3-2023.
  • Maria Flood, How 9/11 changed cinema, The Conversation,September2021, https://ume.la/NdU3GN ,26-5-2023.
  • Maxime Gomichon, Joseph Nye on Soft Power,E-International Relations, MAR 2013,P2-5, https://www.e-ir.info/pdf/34119 ,28-5-2023.
  • Nolwenn Mingant,Hollywood et le département d’Etat : une liaison dangereuse ?, Cairn.Info,2011,p 67-73, https://www.cairn.info/revue-geoeconomie-, March 2011,23-5-2023
  • Rubina Ramji, Examining the Critical Role American Popular Film Continues to Play in Maintaining the Muslim Terrorist Image, Journal of Religion and Film,Feb2015, https://ume.la/CvvJ2y , 25-5-2013.
  • Pouty Boy, How Do Movies Affect Society?,our movie life, January 15, 2017, https://www.ourmovielife.com/2017/01/15/how-do-movies-affect-society/,21-3-2023.
  • Philip J. Landon, Films of the Cold War: 1948-1990,https://ume.la/ .
  • Tamsila Naeem, Cultural Imperialism through Hollywood Cinematic Media on Pakistani Youth, International Journal of Media and Information Literacy,2020, https://ume.la/JBJPYD ,1-6-2023.
  • Thomas Leatham, Why has the Vietnam War proven to be such a generative event for cinema?, Far Out Magazine, Aug 2022,P2-4, https://ume.la/sBpa6c ,24-5-2023.

Sites internet

  • Alexandre Dubé-Belzile ,Le cinéma politique : une autre forme de lutte ?, Lesprit Libre, MAI 2018, Available on: https://revuelespritlibre.org/le-cinema-politique-une-autre-forme-de-lutte-12 ,29-3-2023.
  • Farag, F. Rofail. “The Arabian Nights: A Mirror of Islamic Culture in The Middle Ages.” Arabica 23, no. 2 ,1976, http://www.jstor.org/stable/4056620.
  • Julien Gaertner, Aspects et représentations du personnage arabe dans le cinéma français1995–2005, retour sur une décennie, Cairn.Info,April 2005, https://www.cairn.info/revue-confluences-mediterranee-2005-4-page-189.htm,22-3-2023.
  • Miguel Vicente, Pablo López, and Miguel Otero, “L’image Du Monde Arabo-Musulman Dans La Presse Espagnole,” L’image du monde Arabo-Musulman dans la presse espagnole, April 6, 2010,http://tresculturas.org/tresculturas/wp content/uploads/2010/05/Informe-cicam-frances-1.pdf.

[1] سيف سعدي عفتان الدليمي, التوظيف السياسي في موقع تويتر الخاص برؤساء الدول وانعكاسه على اتجاهات الجمهور العراقي, مجلة وادى النيل للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية والتربوية, العدد 32, يونيو2017, ص 883-890.

[2] فداء عبد الدايم, التوظيف السياسي لخطاب الكراهية في تغطية الرياضة: دراسة حالة لكأس العالم بقطر 2022, جملة البحوث الإعلامية,العدد 64, يناير2023,ص 1724-1708.

[3] الأميرة سماح فرج عبدالفتاح صالح ,التوظيف السياسي لاستمالات التخويف في وسائل الإعلام کما يدرکها الجمهور المصري: الحرب على الإرهاب أنموذجًا, مجلة البحوث الإعلامية,المجلد 54, يوليو 2020,ص 2860-2843 .

[4] Emrah Aydemir, Use of Hollywood as a Soft Power Tool in Foreign Policy Strategy of the United States of America, International Journal of Humanities and Social Science Invention, Volume 6 Issue 11,Nov2017,P.79-83

[5]   ميلود رقيق, هوليوود في خدمة السياسية الأمريكية؟,( جامعة عباس لغرور، كلية الحقوق والعلوم السياسية,2017),ص 15-17.

[6] Ehsan Mozdkhah, Emergence in Power; Reproduction of Soft Power in Foreign Policy of the US with Emphasis on Hollywood Cinema in Post-Pandemic Era, International Studies Journal, Vol. 18, No. 3,Aug2019,P 227-247.

[7] سميـة فوزى محمد أنيس ,صورة الآخر فى السينما الأمريكية دراسة تحليلية لصورة العربى فى الفترة من 2000-2010, (جامعة طرابلس , كلية الأداب والعلوم,2014), ص 67-80.

[8]  أدموند غريب، شقوق في صورة العرب عند الأمريكي، مجلة العربي الكويت، العدد 304، مارس 1984,ص 160-180.

[9] مروان نايف عدوا, صورة العرب في السينما والتلفزيون الأمريكي, الجامعي, العدد 23, نوفمبر 2013,ص 211-224.

[10] Janet Staiger, Thinking about the History and Theory of Film Advertising, University of Texas Press, Vol.29, No.3, 1990, P.3-7.

[11] Tamsila Naeem, Cultural Imperialism through Hollywood Cinematic Media on Pakistani Youth, International Journal of Media and Information Literacy,2020, https://ume.la/JBJPYD ,1-6-2023.

[12] Janet Wasko, The Political Economy of Film, A Companion to Film Theory, Toby Miller (Editor),(US: Wiley Blackwell,2003),P. 221 – 236.

[13]Ayhan, K.J, Soft power is rare in world politics: Ruling out fear- and appetite-based compliance, Place Brand Public Dipl , June2023,P10-16, https://link.springer.com/article/10.1057/s41254-023-00304-7#citeas  ,3-6-2023.

[14] Alexander L. Vuving, HOW SOFT POWER WORKS, Asia-Pacific Center for Security Studies, October 2022,P4-6, https://ume.la/vsVvdP ,1-6-2023.

[15] Kadir Jun Ayhan, Korea’s soft power and public diplomacy,(Seoul ,Hangang Network,2017),P20-24, https://ume.la/SA9TSk ,1-6-2023.

[16] Daniele Carminati, The economics of soft power: Reliance on economic resources and instrumentality in economic gains, Economic and Political Studies, Jun 2020,P19-23, https://ume.la/KhSE7V ,4-6-2023.

[17]Hussein Abdulrahman, the Definition of Cinema: From Artistic Production to Discursive Practice, International Journal of World Policy and Development Studies, Vol. 4, Issue. 7, Sep 2018, P.60-68.

[18] Frank P. Tomasulo, What is Cinema? What is Cinema Journal?, Johns Hopkins University Press,March 2004,P. 79-81, https://ume.la/qv5ooI,27-5-2023.

[19]David Andrews, Art Cinema as Institution, Redux: Art Houses, Film Festivals, and Film Studies, Journal of Film and Television Studies, October 2010,P.2-4, https://ume.la/gJbt1P ,1-6-2023.

[20]Hussein Abdulrahman,Opcit,81-82.

[21] Maigret (Eric), « Sociologie de la communication et des médias », 2éme edition, Armand Collin, Paris , 2007, P.31.

[22]بولوداني سهام, الصورة والواقع؛ قدرة الصورة على نقل الواقع,)جامعة عنابة,الجزائر,يوليو 2021) ,ص 1-3.

[23] أحمد سامي,دراسات سينمائية: ما الفرق بين الفانتازيا والخيال العلمي؟ وكيف تُصنع الأعمال الفانتازية؟, الصفوة للدراسات الحضارية, يونيو 2018, https://www.arageek.com/art/what-is-the-diff-bet-fantasy-and-scifi-and-how-fantasy-is-made, 1-6-2023.

[24] د.نفسية نيالي,رمزية الخطاب السينمائي من خلال الصورة, مجلة الرواق للدراسات الاجتماعية والإنسانية,العدد 01,يونيو 2015, ص 30.

[25] André Bazin, The Ontology of the Photographic Image, University of California Press,1960,P4-6, https://www.jstor.org/stable/1210183,1-6-2023.

[26] محمد سباع , الستيريوتايب الإيجابي والسلبي,جهات الإخبارية,أبريل 2015, ص 1,  https://jehat.net/?act=artc&id=20676 ,1-6-2023.

[27] Michele G. Alexander, Image Theory, Social Identity, and Social Dominance: Structural Characteristics and Individual Motives Underlying International Images, International Society of Political Psychology, Vol 26, No.1,Feb2015, p27-31.

[28] Daniel Heradstveit, Attribution Theory and Arab Images of the Gulf War, International Society of Political Psychology, Vol 17, No. 2 ,June1996, p. 271-275.

  [29]Eva Jonas, Cognitive Dissonance Theory, Science Direct,2014,P2-6, https://ume.la/aV31j3,2-6-2023.

[30] Michele G. Alexander, Opcit,40 .

[31] ‘Relationship Between Cinema And Politics’ Research Matic 9 , 2013 .Accessed 3 , 2023.
https://www.researchomatic.com/relationship-between-cinema-and-politics-176333.html

[32] Azam Ravadrad and Tamannaei Amirhossein. 2013. “An Analysis of the Relationship between Cultural- Cinematic Policies of Iran and the Movies Introduced As the Representative of Iranian Cinema to the Academy of Oskar ” 103–. https://doi.org/10.7508/ijcr.2013.21.004.

[33]  PoutyBoy, How Do Movies Affect Society?,our movie life, January 15, 2017, https://www.ourmovielife.com/2017/01/15/how-do-movies-affect-society/ , Accessed21- 3-2023.

[34] Eric Herhuth,The Politics of Animation and the Animation of Politics, sage journals, February 18, 2016,4-6, https://journals.sagepub.com/doi/10.1177/1746847715624581 , Accessed 22- 3-2023.

[35] Ibid, p10.

[36]من إخراج  فريتز هيبلر : مخرجًا ألمانيًا يدير قسم الأفلام في وزارة الدعاية بألمانيا النازية ، تحت قيادة جوزيف جوبلز. اشتهر بأنه مخرج الفيلم الدعائي

[37] Oliver Keune,Cinema as an Element of a State’s Soft Power System, (Ural Federal University,December 2017),p1-3.

[38] Martin O’Shaughnessy,Le cinéma français et le politique,(United Kingdom, Nottingham Trent University,2003).

[39] Romain Lecler,Martin O’Shaughnessy, The New Face of Political Cinema, Commitment in French Film since 1995, French Politics, Culture and Society,Vol. 29, Issue 3,2011, 2.

[40] يسرا الشرقاوى, 80 عاما على فيلم رفضه العالم «الديكتاتور العظيم» .. الرابط التاريخى بين شابلن وهتلر,الأهرام,8-2-2021, 2-4.

[41] Alexandre DubéBelzile ,Le cinéma politique : une autre forme de lutte ?, Lesprit Libre, MAI 2018,P3, Available on: https://revuelespritlibre.org/le-cinema-politique-une-autre-forme-de-lutte-12 ,29-3-2023.

[42] Miguel Vicente, Pablo López, and Miguel Otero, “L’image Du Monde Arabo-Musulman Dans La Presse Espagnole,” L’image du monde Arabo-Musulman dans la presse espagnole, April 6, 2010,  http://tresculturas.org/tresculturas/wp-content/uploads/2010/05/Informe-cicam-frances-1.pdf   .

[43] Julien Gaertner, Aspects et représentations du personnage arabe dans le cinéma français1995–2005, retour sur une décennie, Cairn.Info,April 2005, P 189 -201, https://www.cairn.info/revue-confluences-mediterranee-2005-4-page-189.htm,22-3-2023.

[44] جاك شاهين, الصورة الشريرة للعرب في السينما الأمريكية الجزء الأول,خيرية البشلاوي(مترجم),(مصر, المركز القومي للترجمة, 2013), ص 15-25.

[45]  أحمد الشماع,تطور صورة العرب والمسلمين في سينما هوليوود,الفصلة,أغسطس 2017,ص 1, https://cutt.us/CPvUG ,24-3-2021.

[46]  كلتوم بن عبد الرحمان ,مقاربة مفاىمية في مفهوم نظرية السلطة الرمزية وكيفية توظيفها للرأسمال الرمزي لدى بيار بورديو,(ماجستير, جامعة الحاج لخضر باتنة,كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية, 2019)ص 45-48.

[47] عبد الغني سلامة, القوة الرمزية، والقوة الناعمة، والعقوبات الأميركية,الأيام, مارس 2022, https://cutt.us/NHYUt, 26-3-2023.

[48] أحمد الشماع, مرجع سبق ذكره,ص 3-4.

[49] Lamees Mohamed El-Gafi,The Image of the Arabs in American Movies and Novels, journals,March2007,p1-3, https://jltmin.journals.ekb.eg/article_149678.html ,26-3-2023.

[50] Farag, F. Rofail. “The Arabian Nights: A Mirror of Islamic Culture in The Middle Ages.” Arabica 23, no. 2 (1976): 197–211. http://www.jstor.org/stable/4056620.

 [51]  جاك شاهين, مرجع سبق ذكره,30-35.

[52] مافي ماهر, كيف غيرت أفريقيا قواعد اللعبة في السينما العالمية؟,المستقبل, يوليو، 2022 ص 1-3, https://cutt.us/eVztY , 25-3-2023.

[53] ميلود رقيق, هوليوود في خدمة السياسية الأمريكية؟,( جامعة عباس لغرور، كلية الحقوق والعلوم السياسية,2017),ص 15-17.

[54] اياد خلف عمر الكعود, استراتيجية القوة الناعمة ودورها في تنفيذ اهداف السياسة الخارجية األمريكية في المنطقة العربية,( الماجستير, جامعة الشرق الأوسط, كلية الأداب والعلوم,2016),ص 51

[55] المرجع السابق ص 60-64.

[56] Clayton R. Koppes, Hollywood Goes to War: How Politics, Profits and Propaganda Shaped World War II Movies,(US, University of California Press,1990), https://www.sdh-fact.com/review-article/1771/ ,26-5-2023.

[57] Nolwenn Mingant,Hollywood et le département d’Etat : une liaison dangereuse ?, Cairn.Info,2011,p 67-73, https://www.cairn.info/revue-geoeconomie-2011-3-page-67.htm ,23-5-2023.

[58] Birgit Streich, PROPAGANDA BUSINESS: THE ROOSEVELT ADMINISTRATION AND HOLLYWOOD,( Humboldt State University, Department of Sociology,1990),p 44.

[59] كانت فرقة The Hollywood Ten مجموعة من 10 أعضاء في صناعة السينما رفضوا الإدلاء بشهادتهم أمام جلسة استماع للجنة مناهضة للشيوعية خلال فترة الذعر الأحمر الثاني.- كان الرعب الأحمر الثاني فترة زمنية تميزت بالخوف من سيطرة الشيوعية خلال المراحل الأولى من عصر الحرب الباردة-.

[60] Tony Shaw, Hollywood’s Cold War (Culture and Politics in the Cold War and Beyond), (US, University of Massachusetts Press,2007),P25-30.

[61] Philip J. Landon, Films of the Cold War: 1948-1990,https://ume.la/WMwbUn .

[62] Emma Piper-Burket,The History of America and Russia’s Cinematic Cold War, Roger Ebert, July 2017,P 1-3, https://ume.la/U8lDHF ,25-5-2023.

[63] Ibid,P5-6.

[64] Thomas Leatham, Why has the Vietnam War proven to be such a generative event for cinema?, Far Out Magazine, Aug 2022,P2-4, https://ume.la/sBpa6c ,24-5-2023.

[65] David Luhrssen, Vietnam War in Hollywood Feature Films, Oxford Bibliographies, FEB2021, P3-5, https://ume.la/Pd84cO , 25-5-2023.

[66] Gilbert Adair, Vietnam on Film: From the Green Berets to Apocalypse Now ,( UK, Cambridge University Press,2009),50-55.

[67]  إلهام الطالبي, “كومبارس هوليوود أفريقيا”… ضحايا السينما,أندبندنت عربية,فبراير2020, https://ume.la/F7MbJl . 27-5-2023.

[68]Terence McSweeney, The ‘War on Terror’ and American Film: 9/11 Frames Per Second, (Scotland, Edinburgh University Press,2014),P 25-27.

[69] Klaus Dodds , Hollywood and the Popular Geopolitics of the War on Terror,( University of London, Department of Geography ,2008),P40-42.

[70] Maria Flood, How 9/11 changed cinema, The Conversation,September2021,P3-4, https://ume.la/NdU3GN ,26-5-2023.

[71] Kerem Bayraktaroğlu, The Muslim Male Character Typology in American Cinema Post-9/11, Wiley, October 2014,P1-3, https://onlinelibrary.wiley.com/doi/full/10.1111/dome.12054 ,25-5-2023.

[72] Rubina Ramji, Examining the Critical Role American Popular Film Continues to Play in Maintaining the Muslim Terrorist Image, Journal of Religion and Film,Feb2015,P6-9, https://ume.la/CvvJ2y, 25-5-2013.

[73] Green Zone, directed by Paul Greengrass, (2010, Japan, Universal Pictures,2023).

[74] The Kingdom, directed by Peter Berg,(2007, US, Universal Pictures,2023).

5/5 - (2 صوتين)

المركز الديمقراطى العربى

المركز الديمقراطي العربي مؤسسة مستقلة تعمل فى اطار البحث العلمى والتحليلى فى القضايا الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويهدف بشكل اساسى الى دراسة القضايا العربية وانماط التفاعل بين الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى